Menu

مريم أبو دقة: غزّة ليست لحماس ونرفض شيطنة أو استغلال الحراك الشعبي

الشرطة في غزة

غزة_ بوابة الهدف

دعت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مريم أبو دقة، حركة حماس التي تُدير قطاع غزة إلى وقف الانتهاكات التي تقترفها بحق المواطنين الذي يخرجون للمطالبة بحقوقهم المشروعة، ضمن حراك "بدنا نعيش"، واصفةً ما يجري من قمعٍ واعتداءٍ على الشبّان والطواقم الصحفية والحقوقية بـ"الكارثة".

وقالت أبو دقة، في مقابلة متلفزة صباح اليوم الثلاثاء 19 مارس،  إنّ الحراك الشعبي الذي تشهده غزة، هو حراكٌ سلميّ، ورفع شعارًا سلميًا حضاريًا في كلمتين (بدنا نعيش)، وهو حقٌ لهذا الشعب الذي أُغلقت في وجهه كل الأبواب، وحوصر لسنوات، وأثقلت كاهله الحروب الصهيونية المتتالية، وأفقرته وجوّعته الأزمات المتلاحقة.

وأضافت أنّ "غزة باتت منبعًا للأزمات المعيشية والاقتصادية"، وشدّدت على أنّ "الجائع لا يُمكن أن ننتظر منه أن يُقاوم المحتل بكل قوته، والمريض الذي يئنّ من الألم لا يُمكن أن نطلب منه الصبر على ما به من أوجاع فقط، دون تقديم العلاج الشافي له".

وتابعت أبو دقة في حديثها، ضمن برنامج "صباح فلسطين" عبر تلفزيون فلسطين "إنّ ابن حماس يُعاني وابن فتح ومثلهما كل أبناء الشعب الفلسطيني، من يخرج اليوم هم خريجون لا يجدون عمل، ومواطنين عانوا الأمرّين بعد 4 حروبٍ شنّها الاحتلال على غزة".

ورفضت القيادية في الجبهة الشعبية ما يجري من شيطنة وتكفير واتهامات لحراك الجماهير في قطاع غزة، فهذا الشعب الذي يخرج إلى الشوارع مُهلّلًا ومُحتفلًا كلّما وقعت عملية فدائية ضدّ العدو الصهيوني، ومن صبر على 4 حروبٍ، ومن ينتظر بفارغ الصبر أيّ خبرٍ عن المصالحة وإنهاء الانقسام ويتخوّف من مشاريع الفصل وصفقة القرن، ومن يُسطّر أسمى معاني الفداء والتضحية في مسيرات العودة؛ لا يُمكن بالمطلق أن يُتّهم الآن بأنه ضدّ المقاومة، لأنّه خرج مُطالبًا بحقوقه المشروعة فحسب.

وفي الوقت نفسه شدّدت أبو دقة على ضرورة عدم السماح باستغلال الحراك ومطالب الشعب، و"ركوب الموجة" لتحقيق مكاسب فئوية، بأي شكلٍ كان.

وأكّدت على أنّ "الكرامة والحرية، كانتا دومًا أسبابًا للثورة، ومن أجلهما تتحرك الجماهير والشعوب، ونقول لحركة حماس التي تحكم غزة: أنتم تحكمون الناس هُنا ويجب عليكم أن تسمعوا صوتهم" وشددت على أنّ "غزة ليست لحماس، ولا يُمكن أن تكون لفصيلٍ واحدٍ فقط، غزة والوطن كلّه للجميع".

وعن ما شهده الحراك، الذي انطلق الخميس 14 مارس، من انتهاكات وقمع واعتقال واعتداء وحشي على المشاركين في التظاهرات، وما جرى من اقتحام لمنازل المواطنين وتنكيلٍ بأهلها واعتقال شبانٍ منها، شدّدت أبو دقة على أنّ "كل الفصائل الوطنية، ومنها قوى منظمة التحرير، أدانت ما يجري، وأكّدت على أنّ الشرطة والأجهزة الأمنية بغزة من واجبها حماية المتظاهرين والدفاع عن مطالبهم، لا قمعهم واعتقالهم، لذا يجب على حماس أن تُوقف هذه الكارثة".

وجدّدت التأكيد على أنّ "الخيار الأهم والأولى الآن هو تحقيق المصالحة الوطنية، واستعادة وحدتنا وقوّتنا، لذا نُطالب الرئيس محمود عباس بالإسراع في الدعوة لعقد لقاء وطني عاجل".

وقالت "في هذه اللحظة الاحتلالُ يتربّص بنا، وكل ما يحدث من قمعٍ وتأزيم للواقع المتأزم أصلًا يصبّ في مصلحة هذا العدو"، داعيةً لضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، مُؤكدةً أنه "لا شيء دائم إلا الوطن، الأحزاب كما الأشخاص كلهم سيفنون ويرحلون، ولن يبقى إلّا التاريخ، الذي يجب الحفاظ عليه نظيفًا".

يأتي هذا في الوقت الذي تُواصل فيه الأجهزة الأمنية بغزة قمعها الاحتجاجات الشعبية التي تخرج في مختلف محافظات القطاع، ولليوم السادس على التوالي، ضدّ تردّى الأوضاع المعيشية، ومنها غلاء الأسعار وزيادة الجباية وأزمة الكهرباء وشحّ الأدوية وتفاقم مُعدّلا البطالة والفقر في صفوف المواطنين، بالتزامن مع تأزّم الوضع السياسي واستمرار الانقسام الفلسطيني.

واعتقل الأمن بغزة عشرات المواطنين الذي خرجوا في التظاهرات، وطالت الاعتقالات الطواقم الصحفية والحقوقية خلال ممارستها عملها في توثيق وتغطية الحراك الشعبي. واعتدت العناصر الأمنية على المتظاهرين بالضرب المبرح بالأيدي والهراوات، وتخلل عملية القمع، في أكثر من منطقة، إطلاق الرصاص فوق رؤوس المتظاهرين لتفريقهم. وكان آخر الانتهاكات -على خلفية الحراك الشعبي- اعتداء مسلحين مجهولين على الناطق باسم حركة فتح بغزة عاطف أبو سيف، مساء أمس الاثنين 18 مارس، بالضرب المبرح وإصابته بكسور ورضوض ما استدعى نقله للمشفى لتلقي العلاج.