يأتي إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر تغريدته في تويتر بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة، في سياق دعم أميركي واضح لحملة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الانتخابية، خاصة وأنه من المقرر أن يتم الإعلان عن هذا القرار بصيغته النهائية إثر القمة الأميركية- الإسرائيلية هذا الأسبوع في واشنطن، على هامش مؤتمر اللوبي الصهيوني إيباك السنوي.
غير أن هذا ليس السبب الوحيد وراء هذا القرار، وتزامنه مع الحملة الانتخابية الإسرائيلية، ذلك أن توقيت اتخاذه مع عقد مؤتمر إيباك يشير إلى أن الرئيس الأميركي يهدف إلى استمالة اللوبي اليهودي الصهيوني في معاركه مع الكونغرس، عقب سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب مطلع العام الجاري، وفي وقت يبدي بعض العرب تقبلًا كبيرًا تجاه التطبيع مع إسرائيل، ما يعني عدم الصدام معهم كرد فعل على هذا القرار، وكذلك كشكل من أشكال التفوق الإسرائيلي إثر معارضة هذه الأخيرة وانتقادها للقرار الأميركي بانسحاب القوات الأميركية من سوريا، وكذلك كرد فعل على عدم التزام موسكو بإبعاد القوات الإيرانية وحزب الله من الحدود مع الجولان في الجنوب السوري.
هذا القرار ينحرف تمامًا عن توجهات السياسة الأميركية التقليدية والتي كانت تعتمد على عدم الاعتراف بضم مناطق إلا من خلال الاتفاق، الأمر يشير إلى أن إدارة ترامب تهدف إلى حسم الملفات المتعلقة بالشرق الأوسط التي تخص حليفتها وشريكتها إسرائيل، في ظل المزيد من التراجعات العربية والتنافس على التطبيع مع دولة الاحتلال، الأمر الذي من شأنه قصور ردود الفعل العربية على مجرد التنديد والإدانة كما حدث فعلًا إزا القرارات الأميركية حول القدس والأونروا، وهو الأمر الذي يمكن الافتراض معه أن بعض الدول العربية، الخليجية منها على وجه الخصوص، ستكرر نفس الموقف المتخاذل عندما تطرح إدارة ترامب ما تبقى من صفقة القرن، إثر الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، لذلك فإن هذه القرارات الأميركية، بشأن فلسطين وسوريا من شأنها ان تعتبر شكل من أشكال التطبيع والتحييد وعدم الاكتراث والمهادنة في ظل حرص هذه الأنظمة على ربط وجودها بالحماية الأميركية لها من ثروات شعوبها.