قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، إنّ "نضالات الحركة الوطنية الأسيرة ستبقى جزءًا لا يتجزأ من نضال شعبنا العادل من أجل تحقيق أهدافه، وهذا يستوجب تحويل قضية دعم وإسناد الأسرى إلى نضال جماهيري دائم، عبر استمرار فعاليات الدعم والإسناد الشعبي لهم".
ودعت الجبهة، في بيانها لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، إلى "ضرورة العمل على صوغ استراتيجية وطنية موحدة، تجمع بين أشكال العمل الرسمي والشعبي والمجتمعي والمؤسساتي، بما يضع قضية الأسرى وحقوقهم في واجهة النضال على مختلف الصعد الدولية والإقليمية والمحلية".
وشددت على أنّ "ضمان حقوق الأسرى وذويهم وأسرهم ومستحقاتهم، كما قضيتهم الوطنية والإنسانية، لا يجب أن تخضع للابتزاز والمساومة من وبين طرفي الانقسام". مُطالبةً "بوقف وإنهاء الإجراءات العقابية التي أقدمت عليها السلطة الفلسطينية بحق الأسرى"، كما دعت إلى "عدم التمييز بين الأسرى على أساس الانتماء التنظيمي في أية صفقة تبادل".
وفي بيانها، دعت الشعبية لجان التضامن الدولية والمؤسسات الحقوقية إلى بذل الجهود من أجل إعداد ملف بالجرائم الصهيونية بحق الأسرى، وتقديمها فورًا إلى المحكمة الجنائية، وملاحقة قادة الاحتلال قضائيًا كمجرمي حرب، انطلاقًا من أن قضية أسرى الحرية، قضية وطنية ودولية بحكم المواثيق والاتفاقات الدولية التي شملتهم.
وجدّدت الجبهة التأكيد، بالتزامن مع ذكرى استشهاد القادة: خليل الوزير "أبو جهاد"، عبد العزيز الرنتيسي، إبراهيم الراعي، على "ضرورة الاستلهام من تجربتهم النضالية التفانيَ في خدمة القضية، والاستمرار بالمقاومة، وتعزيز الوحدة، وبذل كل الجهود من أجل تحرير الأسرى"، مجددةً العهد والوفاء لهم بالاستمرار في المقاومة حتى تحقيق أهدافنا في العودة والحرية والاستقلال.
وفيما يلي بيان الجبهة الشعبية في يوم الأسير الفلسطيني، 17 أبريل، ننشره كما ورد:
بيان جماهيري صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
بمناسبة يوم الأسير: الحركة الأسيرة دومًا في خندق المقاومة الأمامي ولها موقعها الريادي والمؤثر في مشروعنا الوطني التحرري
جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي:
يهل علينا يوم الأسير هذا العام، بعد أن استبقته الحركة الوطنية الأسيرة بإنجازٍ جديدٍ انتصرت خلاله الأمعاء الخاوية وأسلحة الإرادة والصمود ووحدة الموقف على عسَفِ الجلاد، والإجراءات والممارسات المتصاعدة من قبل إدارة السجون الصهيونية، لتدخل فيه الحركة الأسيرة وهي أكثر قوة وإصرارًا على خوض معركة الكرامة والإرادة، انتصارًا لدماء شهداء الحركة الأسيرة، التي تخضّبت في كلّ بقعةٍ من المعتقلات لتنبت فيها مدرسة وطنية ثورية رائدة، كانت وما زالت رافدًا مهمًا وأصيلًا لنضالنا وحركتنا الوطنية.
إن يوم الأسير مناسبةً نستحضر فيها كوكبةً طويلة من شهداء الحركة الأسيرة، الذين سطّروا بدمائهم الطاهرة صفحات من المجد والشموخ؛ نستذكر منهم الشهداء: إبراهيم الراعي، خليل أبو خديجة، عبد القادر أبو الفحم، محمد الخواجا، راسم حلاوة، إسحق مراغة، إبراهيم الراعي، مصطفى عكاوي، ميسرة أبو حمدية، وليس آخرهم الشهيد البطل فارس بارود. كما أن يوم الأسير مناسبةً نبعث فيها تحية فخرٍ واعتزازٍ لجميع الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال؛ أسرى القدس ، والداخل، والضفة، وغزة، والأسرى العرب، وفي مقدمتهم أسرى الجولان، كما نُحيّي جميع الأسيرات والأسرى الأطفال والإداريين والمرضى، والقادة وفي مقدمتهم: أحمد سعدات، كريم يونس، ومروان البرغوثي، وليد دقة، عباس السيد، وزيد بسيسي، وجدي جودة، وباسم خندقجي، وحسن سلامة، وثائر حماد، وائل الجاغوب، وعاهد أبو غلمي، وكميل أبوحنيش وقائمة طويلة من الأسرى. ولا ننسى أن نتوجه بالتحية إلى المناضل جورج عبد الله المعتقل في السجون الفرنسية، والذي يُجسد على الدوام وحدة النضال الوطني الفلسطيني والقومي العربي.
أهلنا وأبناء شعبنا الصامد:
إن مناسبة يوم الأسير هذا العام تأتي في ظل تسارع وتيرة الأحداث، وفي خضم الحرب الأمريكية الصهيونية للانقضاض على حقوقنا وثوابتنا الوطنية تحت مسمى "صفقة القرن"، وما يجري داخل المعتقلات من ممارسات وإجراءات وإقرار قوانين عنصرية، هندس لها المجرم "جلعاد أردان"، والتي هي جزءٌ لا يتجزأ من هذه الحرب المعلنة على شعبنا. ولقد شكّلت معركة الكرامة الأخيرة التي خاضتها الحركة الأسيرة على مدار ثمانية أيامٍ جزءًا من مفاعيل مقاومة المخططات والمؤامرات، التي تستهدف شعبنا عمومًا والحركة الأسيرة خصوصًا؛ لتُشكّل هذه المعركة محطة نضالية هامة، جاءت لمواجهة هجمة متصاعدة من قبل إدارة السجون مستمرة منذ سنواتٍ، واتّسعت دائرتُها، من ازدياد حالات تحويل الأسرى إلى العزل الانفرادي والاعتقال الإداري، والنقل المتواصل لقيادات الحركة الأسيرة، واستمرار منع أسرى قطاع غزة منذ سنوات من زيارة ذويهم، كما تعمّقت سياسة التضييق على عائلات الأسرى من القدس والضفة والداخل المحتل، إضافة إلى التضييق اليومي الذي يتعرض له الأسرى أنفسهم، من المداهمات الليلية للغرف والأقسام بحجة التفتيش، والذي أدى في الأسابيع الأخيرة إلى إصابة العشرات من الأسرى، في النقب وريمون وعوفر، وصولًا إلى تركيب أجهزة التشويش المسرطنة.
إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ونحن نستلهم العبر والدروس التي جسدها الأسرى من خلال انتصارهم على السجن والسجان في معركة الكرامة، نؤكد على التالي:
1) ستبقى نضالات الحركة الوطنية الأسيرة جزءًا لا يتجزأ من نضال شعبنا العادل من أجل تحقيق أهدافه، إذ كانت ولا زالت تمثل الصورة المكثفة لنضال شعبنا من أجل الحرية والاستقلال. وهذا يستوجب أن تتحول قضية دعم وإسناد الأسرى إلى نضال جماهيري دائم لكل إنسان وكل بيت فلسطيني، عبر استمرار فعاليات الدعم والإسناد الشعبي لهم وإقامة خيم الاعتصام والإضراب عن الطعام، وتحويل مواقع التماس مع الاحتلال إلى اشتباكٍ مفتوحٍ ومواجهة دائمة. كما وندعو المدارس والجامعات لتخصيص جانبٍ من برامجها المنهجية واللامنهجية لاستعراض نضال الأسرى ومآثرها وتجربتهم النضالية الغنّية.
وفي ذات السياق ندعو جماهير شعبنا لمزيد من الدعم والإسناد للأسرى المضربين عن الطعام، وفي مقدمتهم الأسرى الأبطال: حسام الرزة، محمد طبنجة، خالد فراج، الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية، وقد دخلت أوضاعهم الصحية مرحلة حرجة باتت تهدد حياتهم، ما يستدعي مواصلة الضغط الشعبي لإنهاء معاناتهم وإطلاق سراحهم.
2) إن الدور الريادي والمؤثر للحركة الأسيرة وموقعها الريادي في مشروعنا الوطني التحرري، يستدعي مواصلة جهودها من أجل تجسيد الوحدة في كل مفاصل النضال داخل المعتقلات، وأن تستأنف مبادراتها الهادفة لتوحيد الموقف الفلسطيني خارج قلاع الأسر، لما تحظى به الحركة الأسيرة من قيمة نضالية كبرى ورمزية وإجماع وطني واحترام شعبي.
3) ضرورة العمل على صوغ استراتيجية وطنية موحدة، تجمع بين أشكال العمل الرسمي والشعبي والمجتمعي والمؤسساتي، بما يضع قضية الأسرى وحقوقهم في واجهة النضال على مختلف الصعد الدولية والإقليمية والمحلية، نصرة لقضيتهم وحقهم؛ كونهم يجسدون وهم في قلاع الأسر قضية وحقوق شعبنا الفلسطيني وأهدافه الوطنية كافة.
4) إن ضمان حقوق الأسرى وذويهم وأسرهم ومستحقاتهم، كما قضيتهم الوطنية والإنسانية لا يجب أن تخضع للابتزاز والمساومة من وبين طرفي الانقسام، وعليه نطالب بوقف وإنهاء الإجراءات العقابية التي أقدمت عليها السلطة الفلسطينية بحقهم، وندعو إلى عدم التمييز بين الأسرى على أساس الانتماء التنظيمي في أية صفقة تبادل قد تعقد بين المقاومة والاحتلال؛ فحرية وكرامة وحقوق أسرانا ليس محلًا للابتزاز والمساومة.
5) ندعو لجان التضامن الدولية وحركة المقاطعة والمؤسسات الحقوقية وجماهير شعبنا في الشتات إلى بذل الجهود من أجل إعداد ملف حول الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى، وتقديمها فورًا إلى المحكمة الجنائية، وملاحقة قادة الاحتلال قضائيًا كمجرمي حرب، انطلاقًا من أن قضية الأسرى (أسرى الحرية)، قضية وطنية ودولية بحكم المواثيق والاتفاقات الدولية التي شملتهم.
6) في ذكرى استشهاد القادة: خليل الوزير "أبو جهاد"، عبد العزيز الرنتيسي، إبراهيم الراعي " أبو المنتصر"؛ نستلهم من تجربتهم النضالية التفاني في خدمة القضية، والاستمرار بالمقاومة، وتعزيز الوحدة، وبذل كل الجهود من أجل تحرير الأسرى، مجددين العهد والوفاء لهم بالاستمرار في المقاومة حتى تحقيق أهدافنا في العودة والحرية والاستقلال.
أسيراتنا.. أسرانا البواسل:
في يوم السابع عشر من نيسان، يومكم الأبي، نجدد تحية الفخر والاعتزاز بكم ولكم، وننحني إجلالًا وإكبارًا لصمودكم وتضحياتكم في مواجهة السجان الصهيوني، إذ كنتم دومًا ولا زلتم في خندق المقاومة الأمامي وحملةً للوائها، ومنكم نستمد المقاومة والإصرار على المواجهة والتحدي.
المجد والخلود لشهدائنا
الحرية لأسيراتنا وأسرانا.. وإننا حتمًا لمنتصرون
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
دائرة الإعلام المركزي
17/4/2019