قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤول فرعها في غزة، جميل مزهر، مساء اليوم الخميس، إن شعبنا "يحيي يوم القدس العالمي من خلال المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية تحت عنوان "لا لصفقة القرن.. نحو القدس"، وذلك كخطوة أولية على طريق مقاومة جريمة القرن الأمريكية وتأكيدًا على قضية فلسطين ودرة تاجها القدس، ولتسليط الضوء على ما تتعرض له فلسطين وشعبها من حصار وتجويع وتهويد واعتقال ومجازر".
وأضاف مزهر خلال كلمةٍ له باسم الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية ( طهران – غزة) بمناسبة يوم القدس العالمي، أن يوم القدس العالمي "يأتي في خضم الاندفاعة الأمريكية في المنطقة ومحاولات إدارة "ترامب" الإجرامية التمهيد لتمرير صفقة القرن عبر سلسلة إجراءات استهدفت حقوق الشعب الفلسطيني كحق العودة والقدس، وامتدت هذه الإجراءات لتطال أراضي الجولان، ومحاولة فرض حصار اقتصادي وميداني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ترجمتها إجراءات صهيونية على الأرض، سرّعت من وتيرة التطبيع مع بعض الأنظمة الرجعية العربية المنخرطة تمامًا في المشروع الأمريكي الصهيوني من أجل ضرب محور المقاومة، كما ظهر واضحًا من خلال التحضير لعقد مؤتمر المنامة الأسود والذي يُنظم برعاية أمريكية كخطوة عملية لتنفيذ صفقة القرن".
وأكَّد مزهر أنه "في ظل الهجمة الصهيوأمريكية، فإن ما يجري لا يشكل خطرًا على فلسطين وشعبها والقدس، بل على شعوب المنطقة بأكملها في أمنها وسلمها المجتمعي واستقلالها وثرواتها الوطنية. وهو ما يتطلب منا جميعًا أن نقول لا في وجه أمريكا والصهيونية والرجعية العربية، فالمعركة الدائرة اليوم هي بين محورين، الأول محور الحق والحرية، ويمثله محور المقاومة، والثاني محور الاستعمار والاحتلال في رأس حربته الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ويتذيلها الأنظمة العربية الرجعية التي ربطت مصيرها ووجودها بالاستعمار والاحتلال. فكل حريص على أمن واستقرار وسلم مجتمعه، وكل وطني تقدمي حارس للاستقلال والثروات، مناهض للإمبريالية والصهيونية في المنطقة والعالم مكانه الطبيعي والإنساني في محور المقاومة".
وشدّد على أن "فلسطين من نهرها إلى بحرها ملكٌ للشعب الفلسطيني لا يملك أحد التنازل عنها أو التخلي عن ذرة تراب واحدة منها، ولا تستطيع كل أموال ومؤامرات وبلطجة وتزييف الأمريكي والصهيوني مهما بلغت أن تمس بهذا الحق"، مُشيرًا إلى أن هذا "العدو الذي جعل من فلسطين قاعدة متقدمة للامبريالية العالمية في المنطقة، ورعى وموّل الفتن والحروب بين شعوبها واستولى على ثرواتها واحتجز مقومات وحدتها ونهوضها لا يمكن مواجهته وإزالته إلا بوحدة الجبهات وتقاطع النيران ومقاومة مستمرة حتى زواله عن الوجود".
وقال إن "مقاومة سياسات التهويد ومواجهتها مسئولية عامة وجامعة لكل فلسطيني وعربي وحر في هذا العالم، وخطوة عملية باتجاه مقاومة صفقة القرن، والتغول والبلطجة الأمريكية والصهيونية على شعوب المنطقة. وهو ما يستدعي خطة وطنية وقومية متكاملة تعزز صمود المقدسيين وتحمي ممتلكاتهم من السماسرة والتجار".
ووجّه مزهر كل "التحية للمقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية الضاغطة على الزناد في مقدمتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت ولا زالت رافعة لمحور المقاومة، راعية لقواها. وكل التحية للمقاومين الرافضين لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني".
وأوضح إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كانت ولا زالت وستبقى، بإرادة شعبها رافعةً متقدمةً في مقاومة المشاريع الأمريكية والصهيونية الهادفة للنيل من حقوق الشعوب بالمنطقة وثرواتها. فكل المحاولات الأمريكية والصهيونية لشيطنة ومحاصرة محور المقاومة ورأس حربتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية مصيرها الانكسار".
وبشأن صفقة القرن، وورشة البحرين ، دعا مزهر "لتنظيم سلسلة خطوات سياسية وميدانية للتصدي للصفقة وللمؤتمر، وذلك عبر تأسيس أوسع جبهة عربية قومية وإسلامية وأممية لمواجهة الصفقة، باتجاه إنجاح المؤتمر الموازي الذي تم الإعلان عنه في مواجهة مؤتمر البحرين والذي سيعقد في بيروت يوم الأحد القادم الموافق 2 حزيران بدعوة من المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي ومؤتمر الأحزاب العربية ومؤسسة القدس الدولية وذلك لبلورة مقترحات لتحركات شعبية عربية وإسلامية".
وطالب "بالتوقيع على ميثاق شرف يجّرم التطبيع ويُعرّف صفقة القرن كحلقة من حلقات التآمر على شعبنا وشعوب المنطقة، وعدوانًا أمريكيًا صهيونيًا مباشرًا على الفلسطينيين والعرب وحقوقهم الوطنية والقومية، وتشكيل محاكم شعبية للمطبّعين في كل الأقطار العربية، وتعزيز جهود جمعيات المقاطعة وتجريم التطبيع ومطاردة وملاحقة المطبعين والمروجين والمتعاطين مع صفقة القرن، وكل أشكال التوغل الصهيوني في المجتمعات العربية".
كما دعا "لتنظيم سلسلة فعاليات واسعة في شوارع الأقطار العربية والإسلامية والمدن والعواصم الأوروبية تحتشد به الجماهير العربية والإسلامية والإقليمية للتأكيد على رفض نتائج مؤتمر البحرين وتجريم المشاركين فيه، ورفض صفقة القرن"، مُطالبًا "بالقيام بحملة جمع تواقيع لملايين اللاجئين الفلسطينيين في كل أصقاع الدنيا نؤكد فيها رفضنا لصفقة القرن، وتمسكنا بحق العودة، وكل الثوابت القومية والوطنية".
وشدّد على ضرورة "الاستمرار في مسيرات العودة على أساس تطويرها وتوسيعها لتشمل كافة أماكن تواجد شعبنا وخصوصًا في الضفة، وتوسيع برامجها وفعالياتها الميدانية المناهضة للاحتلال والرافضة لكل أشكال المؤامرات، أو أية محاولات أو تفاهمات تستهدف مقايضة حقوقنا الوطنية الثابتة بما فيها الحق بالمقاومة بحقوق إنسانية".
وطالب أيضًا "بتوحيد الموقف الفلسطيني عبر الدعوة العاجلة لاجتماع وطني يضم الأمناء العامون للفصائل، ويكون على رأس أجندة اللقاء تفعيل خلايا المجتمع الفلسطيني، والاتفاق على استراتيجية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ومواجهة صفقة القرن وإفشال المخططات التآمرية على شعبنا".
وفي ختام كلمته، وجّه مزهر "الشكر الجزيل إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية على كل ما قدمته من أجل فلسطين وقضية القدس ودعمها لحركات المقاومة بالمال والسلاح، والذي رأيناه فعليًا في إلحاق أكبر قدر من الهزيمة لهذا العدو على طريق إزالته من الوجود"، مُعاهدًا "الشهداء على مواصلة طريقة المقاومة والكفاح حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال".