أوقفت قوّات الأمن السودان ي اثنين من قادة حركة الاحتجاج بعد أن التقيا برئيس الوزراء الإثيوبي خلال زيارته للعاصمة السودانيّة الخرطوم، وذلك في إطار مُحاولته للتوسط بين المجلس العسكري الحاكم والمُحتجين.
وكان آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي قد التقى يوم الجمعة 7 حزيران/يونيو بقادة الجيش والمُحتجّين، في محاولة لإحياء المُباحثات بينهما بعد سقوط عشرات الضحايا في حملة قمع نفّذها الجيش بالعاصمة خلال الأيام الماضية.
وضمّ وفد المُعارضة محمد عصمت وإسماعيل جلاب القيادي في الحركة الشعبيّة لتحرير السودان-شمال، وحسب وكالة "فرانس برس" نقلاً عن مُساعديهما، فإنّ قوّات الأمن السوداني قد أوقفتهما لاحقاً بدون تفاصيل أخرى.
وصرّح مساعد عصمت قائلاً "عندما خرجنا من مبنى سفارة إثيوبيا الجمعة بعد لقاء آبي، أوقفت سيارة فيها مُسلحون محمد عصمت وأخذته إلى جهة لا نعلمها وبدون أن يُقدّموا أي تفاصيل."
فيما اعتُقل جلاب من منزله صباح السبت، وقال رشيد أنوار من الحركة الشعبية لتحرير السودان إنه "عند الساعة الثالثة من صباح السبت حضر إلى إقامتنا سيارة فيها مسلحون واخذوا إسماعيل جلاب إلى جهة غير معلومة."
ومن الجدير بالذكر أنّ عصمت وجلاب من قيادات تحالف الحريّة والتغيير الذي يضم أحزاباً مُعارضة ومجموعات مع قادة الاحتجاجات الدائرة في السودان منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي.
كما اقتيد مبارك اردول الناطق باسم الحركة "الفرع الشمالي من حركة تمرد جنوبية سابقة"، إلى جهة غير معلومة، وكانت قوات الأمن قد أوقفت الأربعاء نائب رئيس الحركة الشعبية من منزله في الخرطوم ياسر عرمان، الذي كان قد عاد إلى العاصمة من منفاه أواخر الشهر الماضي، وقوبِل ذلك بإدانة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
من جانبه، حثّ رئيس الوزراء الإثيوبي الجمعة المجلس العسكري الحاكم في السودان والمُعارضة المدنيّة على التحلّي بالشجاعة والمسؤولية، في محاولة الاتفاق على فترة انتقالية ديمقراطية توافقية في البلاد.
وقال المجلس العسكري إنه مُستعد للتفاوض، حيث ذكرت وكالة السودان للأنباء "أكّد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي أنّ المجلس مُنفتح للجلوس والتفاوض للوصول إلى حل في أي وقت."
فيما تُشدد المعارضة على أنها لن توافق على أي اتفاق قبل تلبية جميع شروطها، وقال القيادي في تحالف المعارضة خالد عمر، إنّ آبي أحمد اقترح تشكيل مجلس انتقالي مُكوّن من ثمانية مدنيين وسبعة عسكريين على أن تكون رئاسته دوريّة.
وكانت قوات الأمن السوداني قد اقتحمت مُخيّم الاعتصام عند مقر وزارة الدفاع وسط الخرطوم، حيث يُطالب المُتظاهرون بحكم مدني، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا منذ يوم الاثنين.
وفي ذات السياق، كان الاتحاد الافريقي ومقره إثيوبيا قد علّق أنشطة السودان وعبّر عن دعمه لمطالب المعارضة بحكم مدني.