أعلنت مجموعة من المؤسسات والشخصيات في دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، أمس الأحد، عن تأسيس ما أسموه الاتحاد الفلسطيني في أمريكا اللاتينية (أبال)، وذلك بعد عقد مؤتمرٍ لها ما بين 13-16 حزيران 2019، في مدينة سان سلفادور عاصمة الجمهورية السلفادورية.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لم تُشارك في المؤتمر المذكور، لأنها أكدّت أكثر من مرة أنها مع الوحدة الفلسطينية، وضد سياسة الانقسام في تجمعات شعبنا الفلسطيني، وحدّدت موقفها عام 2017 أنها ضد انقسام الجالية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية.
بدوره، عقَّب الناشط الفلسطيني جاد الله صفا، على المؤتمر الذي عُقد في السلفادور، بالقول أن "من حق القوى اليسارية أو أي أطراف أخرى أن تنظّم نفسها في مؤسسات خاصة بها، ولكن بشرط ألّا تكون مؤسسات بديلة عن المؤسسات التمثيلية للجالية الفلسطينية".
كما أدان صفا ما تضمنه البيان الختامي الذي تطرق إلى تعبير " القدس الشرقية" عاصمة فلسطين الذي يتلاقى مع موقف السلطة ولا يتلاقى مع الموقف الوطني والمبدئي، وهذا الموقف لم يصدر في مؤتمرات الجالية بكل بياناتها.
وحمَّل صفا المُقيم في البرازيل، السفارات الفلسطينية بشكلٍ عام والسفارة الفلسطينية في البرازيل وسفيرها على وجه الخصوص مسؤولية الحالة التي تمر بها الجالية الفلسطينية في القارة "إنهم متخوفون من وجود حركة حماس التي تدعو وتعمل من أجل تنظيم الجالية وبناء مؤسسات وأطر خاصة تابعة لها، ما أثار الخوف لدى حركة فتح وسفرائها هناك".
وتابع "بدل أن تدعو فتح لمؤتمرات توحيدية، أصرّت على عقد مؤتمرات ذات لون واحد، سواء في نيكاراغوا أو في البرازيل، هذه المؤتمرات لم تصب في صالح الوحدة الوطنية، ما دفع الكثير من القوى للتوجه إلى بناء مؤسسات خاصة فيها، ولكن هذه القوى لا تستطيع الفهم أنها في ذات الوقت يجب أن تكون ضمن الاطار الجامع للشعب الفلسطيني وهو منظمة التحرير الفلسطينية".
وأوضح صفا لـ "بوابة الهدف"، أن "لا أحد يستطيع إنكار أن حركة حماس جزء من الخارطة السياسية ولا يحق لأحد أن يمنعها من العمل في الجالية الفلسطينية، واليسار الفلسطيني اليوم يؤكد أن حركة فتح والسفارات الفلسطينية تقوم بإقصاء كل القوى والأطراف الأخرى وتمنعهم من المُشاركة في أي إطارٍ مؤسساتي في القارة، وفي نفس الوقت تستفيد حركة حماس من تعمّق الفجوة بين القوى اليسارية وحركة فتح والسفراء الفلسطينيين، فهذا أفضل لها لكي تُعزز علاقتها بشكلٍ أفضل مع هذه القوى".
وشدّد على أن "سياسة السلطة الفلسطينية اليوم هي التمسك في أوسلو، والواضح لها أن هذه القوى في أمريكا اللاتينية لا يُمكن أن تتوافق مع سياساتها، لذلك ترى أن إبعاد هذه القوى عن صنع القرار هو الخيار الأفضل، وسياسة القيادة المتنفذة في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية تريد أن يكون ممثلها في البرازيل مثلاً يتبع لها بشكلٍ مباشر ويتماشى مع كل سياساتها بغض النظر عن طريقة مجيء هذا الممثل لمنصبه".
وأكمل الناشط صفا وهو من لجنة فلسطين الديمقراطية في البرازيل "على الإخوة في حركة فتح أن يأخذوا بعين الاعتبار أن الجالية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية لها دور قوي خصوصًا في تشيلي والبرازيل، فالاتفاق ووحدة الجالية الفلسطينية يلعب دورًا إيجابيًا في مواجهة اللوبي الصهيوني والقوى الصهيونية، فالحركة الصهيونية في أمريكا اللاتينية قوية جدًا وتُحاول قدر الامكان طمس القضية الفلسطينية بأي شكلٍ من الأشكال".
وأردف بالقول "بدلاً من مواجهة بعضنا البعض، يجب مواجهة الحركة الصهيونية في أمريكا اللاتينية، فأي انتصار يمكن أن نحققه هو انتصار للقضية الفلسطينية، سيما وأن الحكومة البرازيلية الجديدة مُنحازة جدًا للكيان الصهيوني وتريد نقل سفارتها من تل أبيب لمدينة القدس المحتلة، والخطر هنا كبير لأن البرازيل دولة مُقررة في أمريكا اللاتينية فإن أقدمت على نقل سفارتها للقدس ستحذو كل الدول حذوها وتنقل سفاراتها أيضًا".
وختم الناشط جاد الله حديثه مع الهدف بالتشديد على ضرورة "توحيد الجالية الفلسطينية في قارة أمريكا اللاتينية ضمن مؤسسة واحدة وهي قائمة منذ عام ١٩٨٤ واسمها الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية بقارة أمريكا اللاتينية والكاريبي - كوبلاك - التي هي مؤسسة من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وهي بإمكانها أن تجمع كافة القوى السياسية الفلسطينية، وبذلك تشكل نصرًا وقوة لا يُستهان بها في القارة ككل".
جدير بالذكر أن المؤتمر الذي عُقد في السلفادور تقوم على تنظيمه مجموعة من المؤسسات غالبيتها وهمية ليس لها وجود فعلي على الأرض في دول أمريكا اللاتينية، حسبما أفاد الناشط صفا.
ويُشار إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أصدرت موقفًا واضحًا عام 2017 أعلنت فيه "عدم المُشاركة في أي مؤتمرات تساهم في تعزيز الانقسام الفلسطيني، ولم تُشارك في مؤتمر نيكاراغوا ولا مؤتمر تشيلي"، وبحسب الناشط صفا فإن مؤتمر السلفادور الأخير يأتي في سياق هذه المؤتمرات.