تواصل سلطات الاحتلال الصهيوني منذ تحرير شيخ العراقيب، صياح الطوري (69 عامًا)، من سجن الرملة قبل نحو أسبوعين، إلى جانب إبعاده عن أرضه لمدة 15 يومًا بقرار من المحكمة عمليات هدم للمساكن وملاحقات سياسية واعتقالات واستدعاءات للتحقيق، من قبل ما تسمى "سلطة تطوير النقب" ووحدة "يوآف" الشرطية و"دائرة أراضي إسرائيل".
ويعتصم الشيخ صياح الطوري منذ أيام في خيمة احتجاج نصبها أمام مركز الشرطة في مدينة رهط، ضد ممارسات الشرطة الصهيونية في قريته والملاحقة اليومية لأبنائه وقرار إبعاده عن العراقيب.
وقال الشيخ صياح الطوري لـ "عرب 48" إن "الجميع يعلم أن قرار سجني ومن بعده قرار إبعادي عن قريتنا العراقيب هو قرار غير قانوني، وفرضته قاضية إسرائيلية تمحور دورها في الجلسة حول توجيه النيابة الإسرائيلية ومساعدتها على إبعادي عن قريتي العراقيب. قدمت القاضية كل ما تستطيع للاستجابة لطلبات وحدة ”يوآف” العنصرية حتى أنها قامت بتوجيه ممثلي الشرطة إلى بنود في القانون الإسرائيلي ليستندوا إليها في مطلب إبعادي عن العراقيب. القانون يخدم الفاشية وما حدث جريمة".
وطالب الطوري "كل من يؤمن بالعدالة في البلاد بتصعيد المعركة ضد مخططات السلطات والوقوف في وجه إسرائيل في جرائمها ضد قرية العراقيب وقرى الصمود"، مُؤكدًا "نحن أصحاب حق ولن نتنازل عن حقنا، ولكننا بحاجة للدعم والتواجد من كل أصحاب الضمير. مؤسسات الهدم ودولة إسرائيل تحاول إعادة الحكم العسكري وإنهاء قضية العراقيب، وهذا ما لن نقبله".
يُذكر أنّ سلطات الاحتلال تواصل مخططها هدم عشرات القرى العربية مسلوبة الاعتراف بالنقب، وتشريد سكانها، سعيًا منها لمصادرة أراضيهم التي تقدر مساحتها بمئات آلاف الدونمات، وذلك ضمن مخطط تهويد النقب، وتواصل هدم مساكن العراقيب في الوقت الذي تواصل سلطات الاحتلال بناء 4 بلدات استيطانية جديدة بالنقب.
ويعيش في صحراء النقب نحو (240) ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات سكنية بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف مؤسسة الاحتلال بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وتحاول بكل الطرق والأساليب دفع العرب الفلسطينيين إلى اليأس والإحباط من أجل الاقتلاع والتهجير مثلما يحدث في قرى العراقيب والزرنوق (أبو قويدر) وأم الحيران.