طلب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، من الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، أن "يهدأ" بعدما حذّر الكيان من أنه يُعد لرد وشيك على سقوط طائرتين مُسيّرتين لجيش الاحتلال، في الضاحية الجنوبية لعاصمة اللبنانيّة بيروت.
وذكرت وكالة "رويترز" إنّ نتنياهو قال في كلمته، الثلاثاء 27 آب/أغسطس: "سمعت ما قاله نصر الله، أقترح على نصر الله أن يهدأ، هو يعلم جيداً أنّ إسرائيل تعرف كيف تُدافع عن نفسها وترد أعداءها."
وذكرت "القناة 13" لدى الاحتلال نقلاً عن نتنياهو "أود أن أقول لنصر الله وللدولة اللبنانية التي تأوي هذا التنظيم الذي يطمح إلى تدميرنا، وأقول ذلك أيضاً لقاسم سليماني: احذروا بكلامكم واحذروا أكثر بأفعالكم."
جاءت تصريحات نتنياهو في أعقاب تصاعد الأحداث والتصريحات والرسائل المُوجّهة خلال الأيام الأخيرة، حيث كان الكيان قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم على سوريا السبت، والذي استشهد فيه اثنان من عناصر حزب الله اللبناني، حسبما ذكر أمين عام الحزب في خطابه. وبعد ساعات معدودة تم تفعيل طائرة مُسيّرة استهدفت مكاتب لحزب الله في الضاحية الجنوبيّة ببيروت، دون أن يُعلن الكيان عن مسؤوليته، بينما اتهمه السيّد نصر الله بشكلٍ صريح وهدّد بالرد على أهداف عسكريّة.
وبعث الأمين العام لحزب الله برسالة شديدة اللهجة للكيان على خلفيّة هجمات الاحتلال على سوريا، وقال نصر الله خلال مهرجان جماهيري في بلدة العين البقاعيّة بمناسبة الذكرى الثانية لتحرير الجرود من التكفيريين "أقول لسكان الشمال في فلسطين المحتلة لا ترتاحوا ولا تطمئنوا ولا تُصدقوا أنّ حزب الله سيسمح بمسار كهذا."
وأوضح السيد نصر الله أنه على جيش الاحتلال على الحدود أن ينتظر رداً وشيكاً، مُضيفاً أنه وقوات حزب الله سيدافعون عن لبنان في الحدود البرية وفي البحر وفي السماء أيضاً.
فيما تُشير تقديرات الأجهزة الأمنيّة لدى الاحتلال، التي اطّلع عليها المجلس الوزاري المُصغّر يوم الاثنين، إلى أنّ حزب الله سوف يرد على الهجمتين المنسوبتين للكيان في سوريا ولبنان، وعليه فإنّ حالة التأهّب القصوى التي أعلنها جيش الاحتلال مُستمرة على طول الحدود مع سوريا ولبنان، كما يُحافظ على جاهزيّة على حدود قطاع غزة، خشية حصول تصعيد آخر في الجنوب.
وبحسب المُحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إنّ الكيان يُدرك أنّ نصر الله سوف يلتزم بتهديده، خاصة وأنه حدّد في الشهور الأخيرة "الخطوط الحمراء" في المعارك مع الكيان، حيث هدّد بالرد على أي مس بعناصره في سوريا، وعلى أي محاولة لمهاجمته في أراضي لبنان، ما يعني أنّ نصر الله قد ألزم نفسه في خطابه السبت.
ويُضيف المُحلل أنّ التطورات سوف تتعلّق إلى حد كبير بنتائج رد حزب الله، ففي جولة تصعيد سابقة بين الطرفين، في كانون الثاني/ يناير 2015، لجأ الكيان إلى "احتواء" الوضع بعد أن قتل حزب الله ضابطاً وجندياً من جيش الاحتلال في منطقة مزارع شبعا، رداً على استشهاد (7) عناصر، لبنانيين وإيرانيين، في عملية نُسبت إلى الكيان في الجولان السوري غير المحتل، الأمر الذي يُشير إلى أنّ الكيان قد تبادر إلى الرد بعملية في حال وقوع إصابات كثيرة نتيجة لهجوم مُحتمل من قِبل حزب الله، وبكلمات أخرى فإنّ "النتائج التكتيكية قد تُملي ثانيةً تطور الأمور على المستوى الاستراتيجي."
تجدر الإشارة إلى أنه خلال خطاب حزب الله، وردت تقارير عن هجوم آخر، نُسب إلى الكيان، على حدود سوريا مع العراق، استشهد فيه عناصر من الحشد الشعبي. ويوم الاثنين، تعرضت قاعدة تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في قوسايا في البقاع، بالقرب من الحدود السورية، لهجومٍ آخر.
وكتب هرئيل، أنه في كل الحالات، فإنّ الهجمات الأخيرة المنسوبة للكيان تُشير إلى أنه يُلوّح بسياسة جديدة أكثر قتالية حيال إيران وحزب الله، حيث كانت في مطلع العقد الحالي تتركز على إرساليات السلاح الإيرانية إلى لبنان عن طريق سوريا. ومنذ كانون الأول/ديسمبر 2017 حصل تغيير، واستهدفت هجمات الاحتلال محاولات التموضع العسكرية الإيرانية في سوريا، وفي الشهر الماضي حصل تغيير آخر في السياسة، حيث بدأ الكيان بضرب أهداف إيرانية في العراق.
