توافد المتظاهرون في لبنان، اليوم الاثنين، ولليوم الخامس على التوالي إلى الشوارع والساحات للاستمرار بالاحتجاجات ضد الحكومة اللبنانية، وسط دعواتٍ للإضراب العام، وإقفال الطرق لإسقاط الحكومة.
وأعلنت جمعية المصارف اللبنانية، أن "البنوك ستبقى مغلقة اليوم الاثنين في مختلف أنحاء البلاد".
واتفق رئيس الوزراء سعد الحريري مع الرئيس اللبناني ميشال عون، على مسودة "الورقة الإصلاحية"، والتي تتضمن بحسب المصادر اللبنانية "خفض رواتب جميع الوزراء، وإلغاء كل المخصصات المالية للنواب اللبنانيين وخفض رواتب المدراء العامين بما لا يتجاوز 8 ملايين ليرة، ورفع رواتب القضاة إلى 15 مليون ليرة كحد أقصى، وفرض ضريبة على المصارف وشركات التأمين بنسبة 25 في المئة، ووضع حد أقصى لمخصصات السفر إلى الخارج بمعدل 3 آلاف دولار مع موافقة مسبقة من مجلس الوزراء".
كما تم الاتفاق على "وضع سقف لرواتب العسكريين لا يتجاوز رواتب الوزراء، بالإضافة إلى دعم الصناعات المحلية ورفع الضريبة على الواردات التي لها بديل محلي وتفعيل هيئة الرقابة الاقتصادية، وإلغاء جميع ما تم خفضه من معاشات التقاعد للجيش والقوى الأمنية، إلى جانب مساهمة المصارف لإنشاء معامل الكهرباء ومعامل فرز النفايات والمحارق الصحية"، إلا أن تلك الورقة لاقت تنديدًا كبيرًا من الشارع والمتظاهرين، الذين اعتبروها جزءًا متأخرًا من التهرب من مسؤولياتهم تجاه المواطنين.
من جهته، أطلق الحزب الشيوعي اللبناني، أمس الأحد، مبادرة لإصلاح النظام السياسي في لبنان، وقال إنها تأتي "في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان، وانطلاقًا من قناعته بأن لا بديل إلا بإعادة تكوين النظام السياسي في لبنان، ومن خلال مجموعة من الإجراءات الفورية".
وكان رئيس الوزراء سعد الحريري، أمهل، حكومته وشركائه السياسيين، مهلة تصل إلى 72 ساعة، اعتبارًا من مساء يوم الجمعة الماضي، لتقديم خطة إصلاحات لتهدئة المظاهرات التي اندلعت في العاصمة بيروت وعدة مدن لبنانية منذ الخميس الماضي.
وقوبلت كلمة الحريري برفض من المتظاهرين في ساحة رياض الصلح المواجهة لمقر الحكومة في لبنان، بالرفض، وردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل حكومة الحريري وكافة الأطراف السياسية المشاركة فيها.
ومن المقرر أن تجتمع الحكومة اللبنانية، الاثنين، للإعلان عن حزمة من الإصلاحات الاقتصادية التي تقترحها لحل الأزمة الراهنة في البلاد.
وكان 4 وزراء في حكومة سعد الحريري زعيم تيار المستقبل، أعلنوا استقالتهم من منصبهم استجابة لمطالب المتظاهرين.
وتستمر المظاهرات في بيروت ومدن لبنانية أخرى لليوم الخامس على التوالي، حيث يشارك الآلاف في مظاهرات ضخمة في العاصمة بيروت وعدة مدن أخرى.