أدانت فصائل وفعاليات فلسطينية واسعة الجريمة "الإسرائيلية" الجديدة التي ترتكبها سلطات الكيان بحق الأسرى، والتي أسفرت هذه المرة عن استشهاد الأسير سامي أبو دياك، من جنين، بعد إهمالٍ طبيّ صهيوني ممنهج ومتعمّد. وأعلنت القوى عن سلسلة فعاليات بدأت وستتواصل في مختلف محافظات الوطن المحتل، تنديدًا بالإرهاب الصهيوني.
من جهتها، دعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إلى أن يكون اليوم الثلاثاء يوم غضبٍ شعبيّ عارم حدادًا على استشهاد الأسير أبو دياك، وأن تكون المسيرات الشعبية التي ستخرج ظهر اليوم، بالتزامن مع يوم الغضب، الأسير الشهيد.
كما أعلنت لجنة الأسرى بالقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة إلى المشاركة في خيمة عزاء للأسير سامي أبو دياك، ستُقام اليوم في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة، من الساعة 3 وحتى الساعة 5 مساءً، وسينعقد مؤتمر صحفي للجنة من أمام خيم الاعتصام.
وسبق أن أقرّت قوى وفصائل عدّة فعاليات بالتزامن مع يوم الغضب، لكن ومع ارتقاء الشهيد أبو دياك تعالت الدعوات لأن تكون الجريمة الصهيونية التي اقترفتها سلطات الاحتلال بحقه، العنوان الأبرز،خلال الفعاليات اليوم. والتي ستشمل تنظيم وقفة جماهيرية كبرى أمام مبنى الأمم المتحدة في مدينة غزة، كما سيتم تعليق دوام الطلاب في جميع المدارس الفلسطينية من الساعة 11 صباحًا، على أن يتوجه الطلاب في المدارس المحيطة لمبنى الأمم المتحدة لمكان الوقفة.
وفي سياق ردود الفعل التي صدرت عن الفصائل الفلسطينية، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الجماهير الفلسطينية إلى انتفاضة شعبية عارمة غاضبة تحت عنوان "انتفاضة الحرية"، تنديدًا بجريمة إعدام الأسير البطل أبو دياك، ودعمًا وإسنادًا للحركة الأسيرة التي "تتعرض لهجمة صهيونية مسعورة تطال كافة السجون".
وحمّلت الجبهة، في بيانٍ لها، الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية مسؤولية صمتها على الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال بحق الحركة الأسيرة، وهو ما يستغلّه الاحتلال لمواصلة ارتكاب هذه الجرائم، وشددت على أنّ استمرار الإرهاب الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني عامةً "يستدعي تفعيل المقاومة الشاملة وفي مقدمتها المقاومة المسلحة، الأسلوب الأنجع لإنهاء معاناة الأسرى وتحريرهم وكنس الاستيطان وكل كيان العدو الغاصب".
وفي ما ورد على لسان الناطق باسم حركة حماس ، حازم قاسم، أكّدت الحركة أنّ استشهاد الأسير أبو دياك في سجون الاحتلال يُؤكد عقلية الإجرام التي يتصرف بها الاحتلال، الذي تعمّد إعدام الشهيد أبو دياك عبر الإهمال الطبي المتعمد، وهي سياسة بائسة وفاشلة لكسر إرادة الأسرى الذين يمثلون رمز الحركة الوطنية الفلسطينية، وعمود خيمة المقاومة. وقال إنّ "حماس ستبقى على عهدها ووعدها بالعمل المتواصل على تحرير الأسرى وكسر القيد عنهم".
وفي بيانٍ لها، طالبت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين "بضرورة تشكيل لجان دولية وحقوقية فورًا لتقصي الحقائق حول ظروف استشهاد الأسير أبو دياك، في ظل استمرار ارتقاء الشهداء من الأسرى داخل سجون الاحتلال نتيجة التعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة". داعيةً إلى "تعزيز الفعاليات المساندة للأسري على طريق الضغط على الاحتلال والإعلان عن حالة الغضب الثوري والشعبي".
ومن جانبها، أكّدت حركة المجاهدين الفلسطينية أن "استشهاد أبو دياك جريمة إسرائيلية تستوجب تصعيد المواجهة مع المحتل في جميع مناطق تواجده"، وقالت في بيانٍ لها إنّ "سجل الحساب على الجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى ما زال مفتوحاً، والعدو يتحمل تبعات ذلك، فأيدينا ما زالت على الزناد". داعيةً "أبناء شعبنا في الضفة و القدس والداخل المحتل إلى إشعال الأرض الفلسطينية المحتلة تحت أقدام جنود العدو".
وفي تصريحٍ لها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إنّ سياسة الإهمال الطبي الصهيوني المتعمّد أسفرت عن استشهاد الأسير أبو دياك، ولا تزا تُهدد حيوات أسرى آخرين معرضين لخطر الموت في أيّة لحظة بفعل هذه السياسة الإجرامية. مُؤكدةً أنّ "ما يتعرض له الأسرى من ظلم وإرهاب وعدوان يوجب علينا العمل الدؤوب من أجل حمايتهم، وعليه.. ستبى قضيتهم على رأس الأولويات الوطنية، ولن نألو جهداً في سبيل تحقيق حريتهم".
ودعت "الجهاد" إلى رفع مستوى الدعم والإسناد للأسرى المضربين عن الطعام والأسرى المرضى، وتفعيل قضيتهم، سيّما على المستوى الشعبي والإعلامي والقانوني، مُؤكدةً ضرورة تفعيل الجهود القانونية لملاحقة الاحتلال على جرائمه بحق الأسرى وعموم الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لحرب شرسة ينتهك فيها الاحتلال كل المواثيق والأعراف.
وكانت وزارة الإعلام الفلسطينية نعت الشهيد، مؤكدة أنه "شاهد على الإعدام البطيء في منافي الموت، ويجب أن يكون صرخة لكل الهيئات والمؤسسات لإطلاق كل أسرى الحرية المرضى قبل فوات الأوان، ومحاسبة المسؤولين عن تصفيتهم".
واعتبرت نداءات الاستغاثة التي أطلقها الشهيد أبو دياك للموت في أحضان والدته، "نداء حرية ووجع وقهر، وإثباتًا على عجز كل القوانين والمواثيق في تحرير أسير كان يموت في عتمة الزنازين كل يوم ألف مرة".
وبدورها، حمّلت دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية سلطات الاحتلال مسؤولية القتل المتعمد للأسير أبو دياك. مُطالبةً مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وكل مؤسسات حقوق الإنسان "بأخذ دورها الطبيعي في تطبيق القوانين والاتفاقيات ذات الصلة من أجل تطبيقها على الفلسطينيين وخاصة الأسرى وتوفير حماية دولية لهم ومحاسبة الكيان على انتهاكاته وإجرامه المتواصل بحقهم".