ما يزال إغلاق معبر رفح نافذة غزة على العالم يشكل أزمة إنسانية تتفاقم يوما بعد يوم؛ فآلاف المرضى والطلاب وأصحاب الإقامات محرومون من السفر لخارج القطاع، رغم تعالي الأصوات والنداءات المطالبة بفتح المعبر، ورغم التحذيرات من انفجار يقال أنه بات وشيكا.
المواطن إيهاب حسن المقعد الذي توجه بأمتعته إلى المعبر، على أمل الخروج لتلقي العلاج، دعا السلطات المصرية لفتح معبر رفح أمام سكان قطاع غزة بشكل دائم، لا سيما في ظل تواجد أعداد كبيرة ممن هم بحاجة للسفر من الطلاب والمرضى وأصحاب الإقامات والحالات الإنسانية.
وقال: القوانين الدولية والعرف الإنساني وكل شيء يكفل للفلسطيني الخروج والدخول عبر هذا المنفس الوحيد للقطاع، لماذا لا يتفهم المصريون هذا، ولماذا لا تسارع الأطراف الفلسطينية للخجل من نفسها كلما كانت سببا في تضييق الخناق علينا، ألا تكفي السنوات التي قضيناها في انقسام؟!
من جهته أشار محمد صبّاح وقد اشتعل غضبا، إلى أنه لجأ لكل معارفه، وأدخل عشرات الأشخاص الذين على علاقة بالسلطات المصرية لحل مشكلته، لكنه لم ينجح، كما ذهب إلى مكتب التسجيل للسفر "أبو خضرة" ليشرح لهم غايته من السفر، لكنه لم يتلق أي رد.
صبّاح مشكلته الكبيرة أن والده في مصر يتلقى العلاج وحيدًا، لا مرافق معه، وقد كان حاول من قبل السفر لإجراء فحوص طبية للكلى، لكن محاولاته باءت بالفشل مرارا.
الطالب علاء عيد كغيره من الطلاب الحاصلين على منح دراسية في الخارج وقف يتحدث لمراسل الهدف، وقد استنفذ صبره: هل تعرف ما معنى أن تتبخر أحلامك أمام بوابة هذا المعبر؟!، هل تعرف ما معنى أن تضيع منحة انتظرتها طويلا، الأهل لا يستطيعون في كثير من الأحيان توفير الرسوم الدراسية للجامعات المحلية، والتي تتزايد يوما بعد يوم، والابن يصب كل جهده من أجل منحة، يأمل من خلالها أن يحصل على شهادة تضخه في سوق عمل ميت بالأساس، وما أن يحصل عليها، حتى يموت وتموت معه من فرط الانتظار.
ويعتقد عيد أن استمرار إغلاق القطاع وحصاره بالشكل الحالي، سيضاعف أعداد الشباب الفلسطيني المهاجر بطرق غير شرعية، بحثا عن أمل وحياة أفضل.
من جهته علق المواطن أحمد النمس القادم من جمهورية مصر العربية: تفاجأنا بالآلية الجديدة، ووجدنا معاناة في نقلنا من الصالة الخارجية، دون أي تسهيلات أو مراعاة لكبار السن والمرضى. مشيرا إلى أن فوضى كبيرة حدثت أمام بوابة المعبر بسبب تدافع الناس وتكدسهم دون إيجاد طريقة لاستيعابهم بسرعة في الصالة الداخلية.
يذكر أن السلطات المصرية كانت أعلنت عن فتح معبر رفح يوم الاثنين والثلاثاء، لسفر العالقين والحالات الإنسانية، بوساطة وجهود وفد من حركة الجهاد الإسلامي زار القاهرة السبت.
ويأتي هذا الفتح للمعبر، بعد أسابيع طويلة من الإغلاق، بيد أن السلطات المصرية رهنت أي فتح قادم للمعبر بالأوضاع في سيناء.