Menu

دونالد ترامب.. "وجه البُكسة" الأمريكي!!

أحمد نعيم بدير

دونالد ترامب

غزة _ خاص بوابة الهدف

"انا تعاملت مع معمر القذافي من قبل، عندما سمحت له أن يؤجر قطعة من أرض أملكها، ودفع لي مقابل أجرة ليلة واحدة ما يساوي أجرة قطعة الأرض تلك لسنتين، ولم اسمح له في النهاية باستخدام الأرض، هذا هو ما يجب علينا فعله, انا لا أريد استخدام كلمة "أبله"، ولكني بالفعل عاملته كأبله، وهذا ما يجب علينا فعله" .

كانت هذه احدي الكلمات الساخرة التي قالها المرشح الجمهوري لرئاسة أمريكا، دونالد ترامب الذي تزداد شعبيته يوما بعد يوم، رغم أسلوبه الفظ وآرائه الطائشة.

نعم، لا يمكن تجاهل دونالد ترامب, فهو يتفوق على بقية المرشحين الجمهورين في استطلاعات الرأي الأخيرة، ويثير على الساحة الأمريكية اهتماما كبيرا لكونه مرشحا غير عادي، أو لنقول لا مثيل له من ناحية الأسلوب السياسي, فهو مولع بشعره، ويتكلم بلا رقابة، ويعتقد أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أسوأ ما حصل لإسرائيل.

 من هو دونالد ترامب؟

جون دونالد جيه ترامب، مواليد14 يونيو 1946، بأمريكا، وهو رجل أعمال، وشخصية اجتماعية، وكاتب و شخصية تلفزيونية، هكذا تقول الموسوعة الحرة "ويكيبيديا".

ترامب أيضا، هو الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة ترامب العقارية، ومقرها في الولايات المتحدة وهو أيضا مؤسس منتجعات ترامب الترفيهية، التي تدير العديد من الكازينوهات والفنادق في جميع أنحاء العالم.

تميز نمط حياته بالإسراف والصراحة في الحديث جعلته من المشاهير على مدى سنوات، وما زاد نجاحه البرنامج الواقعي على قناة الـ أن بي سي.

ترامب والشرق الأوسط

يعتقد ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أن الدخول إلى العراق كان خطأ منذ البداية، لأنه أخلّ بالتوازن بين إيران والعراق، مضيفا أن قرار الانسحاب بعدها "زاد الطين بلة" .

وعن الاتفاق النووي مع إيران، انتقد ترامب بأسلوبه الهزلي الإدارة الأمريكية بشأن الاتفاق النووي مع إيران، قائلا: إن إدارة أوباما عاجزة عن التفاوض بصورة ناجعة، وأنها أرسلت مفاوض "شارك في سباق للدرجات الهوائية وكسر رجله وعمره 73 عاما" في إشارة إلى رئيس الخارجية الأمريكي جون كيري .

وحسب ترامب، الإيرانيون والفارسيون مفاوضون بارعون، أما الجانب الأمريكي فقد أرسل مفاوضين فاشلين. ويقول ترامب أن الجانب الأمريكي بدا متحمسا لعقد الصفقة مع الإيرانيين بدل أن يترك طاولة المفاوضات.

ويعتقد ان الاتفاق لا يضمن وجود مراقبين أجانب في المنشآت الإيرانية الخاصة بالبرنامج النووي، مما يعطي إيران المرونة التامة في نشاطاتها النووية .

ولو كان هو المفاوض فقد كان ضاعف العقوبات على إيران بدل رفعها تدريجيا، "حتى يتوسلوا بأنفسهم لإبرام اتفاق فيه خضوع من جانب إيران، وليس خضوعا غربيا كما ظهر في المفاوضات الأخيرة التي انبثق عنها الاتفاق" .

ترامب وداعش

قال ترامب "لن يكون أحد أشد مني بطشا على داعش" مشيرا إلى أن الدولة الإسلامية أصحبت قوية بفضل الاستيلاء على حقول النفط، وخطته هي القضاء على هذا المورد .

في المجمل يقول ترامب إن الولايات المتحدة أدت إلى فوضى كبيرة في الشرق الأوسط!

يقول معلقا على بناء تنظيم "الدولة الإسلامية" لفندق جديد: "لقد قاموا ببناء فندق في سوريا، هل يمكنك تصديق ذلك؟ عندما اقوم ببناء فندق جديد، فإن علي ان ادفع فوائد، ولكنهم ليسوا مجبرين على دفع تلك الفائدة، وذلك نظرا لإستيلائهم على البترول الذي نصحت بأخذه معنا اثناء رحيلنا عن العراق".

حبه لـ "إسرائيل"

يقول ترامب إن دعمه ومحبته لـ "إسرائيل" هي حالة استثنائية، حتى بمقاييس الحزب الجمهوري الذي يعد مناصرا لإسرائيل ومؤيدا لها بشكل عام .

ويُعد ترامب نفسه من مناصري إسرائيل الكبار في الولايات المتحدة، كان قد رأس مسيرة "أداء التحية لإسرائيل" عام 2004، وهي مسيرة أصبحت تعقد في نيويورك سنويا.

وفي خطوة غير مسبوقة، شارك ترامب، عام 2013، في فيديو دعائي خاص، عبّر فيه عن دعمه لبنيامين نتنياهو ولحزب الليكود. وقال فيه: "عندكم بالفعل رئيس حكومة عظيم – بنيامين نتنياهو- ليس له مثيل . إنه سياسي رابح، يحظى بتقدير كبير، والجميع يحترمه، صوتوا لبنيامين نتنياهو، إنه رجل عظيم، وقائد عظيم، وخيار رائع لإسرائيل" .

وعن علاقة أوباما بـ "إسرائيل"، يقول: "إن أوباما أسوأ ما حصل لإسرائيل، وإنه لا يفهم كيف يدعم اليهود في الولايات المتحدة؟"، معلنا أنه الوحيد الذي سيقدم لدولة الاحتلال دعما حقيقيا، خاصة أنه سبق أن صرح: "لقد كان والدي من قبلي مواليا لإسرائيل".

القضية الفلسطينية

أجل لقد كانت حاضرة في مقترحات وكلمات ترامب الهزلية والساخرة، فها هو يقدم مقترحا هزليا حول السلام في الأراضي الفلسطينية، فيرى في منح جزيرة بورتوريكو الأمريكية للاجئين الفلسطينيين تعويضا مقابل التنازل للكيان الإسرائيلي.

ووفقاً لهذا المقترح الذي أعلن عنه في مؤتمر صحفي بمنهاتن، فإن الحل يقوم على أن تمول الولايات المتحدة "إعادة توطين" لكل الملايين الأربعة القاطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة، في الأرخبيل الكاريبي، وتقديم الإسكان المجاني لهم والتدريب على الأعمال، وضمان حياة طبيعية.

وتبلغ مساحة جزيرة بورتوريكو 1000 ميل مربع زيادة على مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة وهي أكثر خصوبة منهما، وأكثر من ذلك فإن تدفق ملايين المهاجرين إليها سيشكل قفزة كبيرة في اقتصادها، يقول ترامب: "حتى أنني سأبني لهم جمهورية فاضلة بدلاً من المساجد “اللعينة” التي تدفعهم إلى قتل الإسرائيليين"، حسب تعبيره .

ولم يتوقف اختيار ترامب على المكان بل قام باختيار العلم الفلسطيني الجديد ورسمه على الخريطة!!.

ترامب المهرج

قيل عن ترامب إنه مهرج، وغير جدي، ولا يصلح ليكون سياسيا، ناهيك عن أن يكون رئيسا للولايات المتحدة، فهو في ال69 من العمر، يدلي بتصريحات مثيرة للجدل في الولايات المتحدة دون حسيب أو رقيب. ويقوم بحركات لا يفعلها من يريد أن يرأس البيت الأبيض، مثل أن يدعو امرأة إلى المنبر، حيث كان يخطب، لتتفقد إن كان شعره حقيقيا!!

ترامب رغم هذا كله، يتصدر استطلاعات الرأي عن الحزب الجمهوري، ويبدو أن الشعب، وإن كان المراقبون والخبراء لا يولونه اهتماما، يهتم به وبأفكاره كثيرا .

الاقتصاد المنهزم

شعار ترامب في الحملة الانتخابية الحالية هو "إعادة العظمة لأمريكا من جديد"؛ إذ يعتقد أن اقتصاد الولايات المتحدة ينهزم أمام الصين واليابان والسعودية.

وفي آخر حديث له عن الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة، قال:" إن المهاجرين من المكسيك مسئولون عن القتل والاغتصاب"، وبهذا استطاع أن يثير حفيظة الملايين في بلد يحترم الهجرة وقد تأسس على هذه الفكرة.

حربه على النساء

لقد رفض الملياردير ترامب، الاعتذار من الصحافية ميغن كيلي، إثر تعابير عنصريّة قالها ضدّها كمرأة، بعد المناظرة بين المرشحين الجمهوريين العشرة، على قناة "فوكس نيوز".

واتهم ترامب، كيلي بأنّها "فتّشت في تاريخ تعليقاته العنصرية ضد النساء، لأنها كانت في فترة العادة الشهريّة". قائلاً: "كان يُمكن مشاهدة الدم يخرج من... أي مكان".

وكان ترامب قد وصف النساء بـ"الكلاب والقذرات والخنازير السمينة" وغيرها من الألفاظ، خصوصاً عبر حسابه على "تويتر".

وصرح: "يجب أن تعتذر هي مني"، رافضًا سحب تصريحاته، رغم الجدل الذي لم يتراجع .

من جهتها، كسرت كيلي حاجز الصمت حول القضيّة بعد الجدل الكبير، وقالت: "هو يرى أنّه ظُلم بالسؤال، وأنا أرى أنّي سألت سؤالاً قوياً، لكنّه مُحقّ". وأضافت: "لن أعتذر لأنّي أقوم بواجبي الصحافي".

وجه "البكسة الأمريكي"

إن آخر استطلاعات الرأي تظهر تقدم دونالد ترامب على جميع المرشحين من الحزب الجمهوري.

ويتمتع ترامب ايضا بقدر كبير من التغطية الإعلامية في الولايات المتحدة، وإن لم تكن في مجملها إيجابية مع كل تصريحاته الغريبة الساخرة والمثيرة للجدل .

ووفقا لاستطلاعات رأي، أشار موقع "إن بي سي نيوز" إلى ارتفاع عدد الناخبين الذين يفكرون في التصويت له؛ فبعدما كانت نسبة الرافضين له في آذار 2015 تعادل 74% من ناخبي الحزب الجمهوري، انخفضت في تموز 2015 إلى 49 % فقط من ناخبي الحزب.

هذا إذا هو "وجه البكسة الأمريكي"، وتحديدا وجه البكسة "الجمهوري"، لا يمكن الاستهتار به، رغم استهتاره بأشياء كثيرة، ولا يمكن تجاهله، خاصة وأن الجمهوريين اليوم يقفون بالفعل شوكة في حلق أوباما، الذي لم يزل يؤمن بحل دولتين، وباتفاق نووي مع إيران، ولم تكال له أي اتهامات بالتحقير من النساء !