Menu

إسرائيل في 2020: تهديدات متزايدة واستعداد لحرب متعددة

غزة_ بوابة الهدف

قال مسؤول استخباراتي "إسرائيلي" سابق، إن الكيان الصهيوني يواجه صعوباتٍ بالغة في ترجمة قوته إلى نفوذٍ استراتيجي وتحقيق أهداف أمنه القومي، راجعًا ذلك إلى "محدودية الخطوات العسكرية تجاه أعداء إسرائيل، والثمن الاقتصادي والاجتماعي الكبير للحرب".

وفي تقديرٍ استراتيجي للعام 2020، قال عاموس يدلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية "أمان"، إن "إسرائيل" كانت منشغلة في العام 2019 بحملتين انتخابيتين، ولم تكد تبادر إلى خطوات استراتيجية لتحسين وضعها السياسي. فقد انشغلت الحكومة بخطوات مثل اعتراف إدارة ترامب ب القدس والجولان، ولكن "ساد جمود بل وتراجع كبير في المسائل المركزية لأمن إسرائيل".

واعتبر يدلين مع العام 2020 أن "إسرائيل" تُعد دولة قوية ذات قوة عسكرية وسياسية وتكنولوجية واقتصادية بالغة، ولكنها تجد صعوبة في ترجمة قوتها إلى نفوذ استراتيجي وتحقيق أهداف الأمن القومي المركزية: إزالة التهديدات، وتحقيق السلام، وخلق أحلاف، وإملاء شروط لإنهاء مرضٍ للمواجهات.

وخلص التقدير إلى أنه "ثمة تفاقم في التهديدات يستوجب تفكيراً متجدداً في مفهوم الأمن، وسياسة الأمن وتخصيص المقدرات والاستراتيجيات المحدثة، وقال إنه "يتعين على حكومة جديدة في إسرائيل أن تبلور بديلاً متداخلاً يتصدى من جهة لنشوء تهديدات مهمة، ومن جهة أخرى المبادرة إلى سياقات سياسية وتسويات لتقليص التوتر".

وبيّن أن هناك تآكل للتفوّق النوعي لـ "إسرائيل" على أعدائها، كما هناك خطورة من “مشروع دقة الصواريخ” الإيراني، الذي اجتاز مرحلة إقامة خطوط الإنتاج والتحويل، إضافة إلى صواريخ حزب الله الدقيقة، عدا عن جمود التواصل مع السلطة الفلسطينية، وتعاظم قوة المقاومة في غزة، فيما بقي سكان "غلاف غزة" تحت تهديد الصواريخ.

وأضاف "علاقات إسرائيل مع العالم العربي السني تراوح المكان، فلم يتحقق في 2019 اختراق دبلوماسي مع دول الخليج؛ بينما يتواصل التدهور التدريجي في العلاقات مع الأردن؛ فيما ينحصر استقرار العلاقات مع مصر فقط"، في الوقت الذي تُعاني فيه ميزانية من عجز واضح، والحاجة إلى تعزيز ميزانية الدفاع بسبب التفاقم في وضع "‘سرائيل" الاستراتيجي.

أما في نظرة إلى الداخل الصهيوني، فإنّ مجتمع الاحتلال منقسم، والحكومة منشغلة بحملات انتخابية بلا حسم، في ظل تبذير المقدرات والشلل المؤسساتي وعدم القدرة على بلورة السياسة واتخاذ القرارات في المسائل المركزية.

وقال التقدير الاستراتيجي الذي وضعه يدلين إنه "في الظروف الناشئة يستوجب نقاش مبدئي حول “هجوم وقائي” ضد حزب الله، ولا سيما في سياق “مشروع الدقة” الذي يتصدره الإيرانيون"، بينما من الواضح بأنه مع استنفاد المعركة بين الحروب في الساحة الشمالية، فإن السلوك "الإسرائيلي" الحالي هو سير في المسار المؤدي إلى التصعيد. وقال إن "الأمر يتطلب تكييفاً للأدوات والأساليب والساحات ووتيرة العملية، في ظل الاستعداد المسبقة وتخصيص المقدرات بما يتناسب مع ذلك".

توصيات يدلين

قدّم يدلين مجموعة من التوصيات، في عدة سياقات، خلال التقدير الاستراتيجي، وقال إنه حان الوقت لاستيعاب الدور المتناقص للصيغة الحالية للمعركة بين الحروب، والتطوير لحل عملي غايته خطوة مركزة تجاه عناصر حرجة لذاك التموضع، وعلى رأسها “مشروع الدقة”. مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد كبير.

أضاف "إن تهديد مئات أو آلاف الصواريخ الدقيقة من لبنان و سوريا وإيران هو تهديد استراتيجي من الدرجة العليا، وإذا لم يعالج في الوقت المناسب قد يتطور في المدى البعيد إلى تهديد وجودي. هذا تهديد من نوع يستوجب فحصاً معمقاً لشكل تنفيذ مفهوم الأمن الإسرائيلي تجاهه".

وأشار إلى أنه، على الجيش "الإسرائيلي" أن يضمن استعداداً لحرب متعددة الساحات كسيناريو متصدر، وعلى القيادة السياسية أن تسمح له ببناء القوة والجاهزية للقتال في الشمال أمام ثلاثة كيانات: حزب الله، وإيران، وسوريا، وفي الوقت نفسه التصدي للمقاومة من غزة.

حول قطاع غزّة، أشار يدلين إلى احتمالية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد، زاعمًا أنّ "حماس تعطي أولوية لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في القطاع على مواجهة أخرى مع إسرائيل"، إلى جانب ذلك، تتحدى "إسرائيل" بإطلاق الصواريخ بمستوى متدن وبالاحتكاك على الجدار الحدودي، لاعتبارات داخلية ولغرض الضغط لتحقيق التنازلات.

واعتبر أن وقف نار طويل المدى ممكن فقط إذا ما حصل الطرفان على جواب معقول لمطالبهما الاستراتيجية، إذ تحصل حماس على فتح غزة على العالم وتنمية القطاع، بينما تحصل "إسرائيل" على الهدوء إلى مستوطنات الجنوب، وضمان آليات منع تعاظم قوة المقاومة والتهريب وحل معقول لمسألة الأسرى.

وأضاف "في حالة عدم تحقق التسوية، فإن توصية المعهد (منذ 2012) هي التخطيط والتنفيذ لمعركة عسكرية بشكل مختلف عن المعارك في العقد السابق، تكون مفاجئة، ومناورة، ومركزة على الذراع العسكري لحماس، وليس حفظ حماس كعنوان ودون احتلال غزة، وأن تنتهي بخطوة سياسية من التسوية من موقع قوة".

أمّا عن التطبيع، فرأى التقدير أن "إسرائيل مطالبة بأن تجد السبيل إلى اقتحام السقف الزجاجي للتعاون مع الدول السُنية البراغماتية"، معتبرًا أن مفتاح ذلك يتشكل من جهدين "الأول تسويق قدرات تكنولوجية واقتصادية وأمنية تساعد هذه الدول في مواجهة إيران والتحديات الاقتصادية وتحديات الحداثة والتحولات في القرن الـ 21؛ والثاني هو التقدم في الموضوع الفلسطيني الذي يسمح لهذه الدول بتطوير علاقاتها مع إسرائيل".