قالت مديرة مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، إن المؤسسة تعمل على تقديم شكاوى للجهات المختصة حول جرائم التعذيب التي نفذتها مخابرات الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الأسير وليد حناتشة، وجميع الأسرى بما فيهم سامر عربيد.
وقالت فرنسيس، في اتصال مع "بوابة الهدف"، إنّ حناتشة بدأ يتعافى من آثار التعذيب التي تمت أثناء التحقيق معه، مبينةً أن المؤسسة تزوره بشكل مستمر منذ رفع قرار منع المحامي من لقائه.
وأوضحت أن هناك أوجاع مرتبطة بالتعذيب منها أوجاع بالقدم والوجه والرقبة والصدر، وهي متعلقة بآثار التعذيب، ولا زال يُعاني منها حناتشة، ورغم ذلك فإن وضعه الصحي جيّد.
وبيّنت فرنسيس أن نيابة الاحتلال قدّمت لائحة اتهام بحق حناتشة، ومن المقرر البت فيها بتاريخ 17 فبراير المقبل، وهو موعد الجلسة القادمة.
وحول متابعة "الضمير"، قالت فرنسيس إن المؤسسة تقدم شكاوى للجهات المختصة في الداخل المحتل، كما ستقوم على المستوى الدولي بنقل الموضوع إلى هناك، بحيث سيتم نقل الأمر إلى المقرر الخاص بالتعذيب وإلى هيئات الأمم المتحدة، ولكل جهة يمكن أن تشكل ضغط على دولة الاحتلال.
وأضافت فرنسيس "قمنا بتقديم إحاطة للمحكمة الجنائية الدولية، حول المحاكم العسكرية، وسنقدم حول قضايا التعذيب التي حصلت مؤخرًا".
وكانت مؤسسة الضمير وبعد زيارة محاميها للأسير حناتشة واطّلاعه على ما تركه التعذيب من آثارٍ وكدمات على جسده، أجبرت محكمة الاحتلال على إصدار قرارٍ بتوثيق التعذيب بالصور، وتحفّظت المؤسسة على الصور إلى حين انتهاء أجل قرار حظر النشر في القضية، ثم نشرت الصور قبل يوميْن، تظهر فيها كدماتٌ شديدة في مناطق متفرقة تركّزت في الجزء السفلي من جسده، وبدا من الواضح فقدانه جزءًا من وزنه.
الأمر الذي أثار موجة غضب عارمة في صفوف الفلسطينيين ومنهم عائلة الأسير، وكذلك الحقوقيين والناشطين في قضية الأسرى، الذين ملأوا منصات التفاعل والتواصل الاجتماعي بالتغريدات المنددة بالإرهاب الصهيوني والفاشية التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى في سجونها.
وقالت "الضمير" إنّ الأسير حناتشة تعرض لأساليب مختلفة من التعذيب الجسدي، منها الشبح بعدة وضعيات، وضرب عنيف ونتف الشعر والخنق وكذلك التعذيب النفسي والتهديد بالاغتصاب. واستمر هذا لأيام طويلة، بواقع 23 ساعة يوميًا.
والأسير وليد حناتشة (51 عامًا)، اعتقله الاحتلال بتاريخ 3 أكتوبر 2019، على خلفية عملية "عين بوبين" الفدائية التي وقعت نهاية أغسطس 2019 وقُتلت فيها مُستوطِنة، ويتّهم الاحتلال الجبهة الشعبية بالمسؤولية عنها، ويُوجه الاتهام لوليد حناتشة بتمويل العملية.
واعتقل الاحتلال على ذات التهم أكثر من 40 فلسطينيًا، منهم طلبة ونشطاء، ومارس بحق عددٍ منهم تعذيبًا شديدًا وثقته وأدانته مؤسسات حقوقية محلية ودولية، أبرزهم الأسرى: سامر العربيد وميس أبو غوش وقسام البرغوثي. وكان فيديو مُسرب من داخل محكمة صهيونية للأسير سامر العربيد خلال جلسةٍ له، أظهر ما تركه التعذيب القاسي على جسده الذي بدا ضعيفًا بملامح مختلفة ووجه شاحب.