شددّ عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسؤول فرعها في غزة جميل مزهر، على أن "شعبنا اليوم في كل ساحات تواجده وأطيافه يواجه تحديًا وجوديًا، وهو ما يتطلب من الرئيس محمود عباس ضرورة المسارعة لعقد اجتماعٍ قيادي مقرِّر من أجل صياغة استراتيجية وطنية لمواجهة الهجمة الإمبريالية الصهيونية".
وأكد مزهر، خلال كلمة لجنة القوى في المؤتمر الشعبي لمواجهة صفقة القرن المنعقد في غزة، اليوم الأحد، أن "المطلوب استراتيجية تطوي صفحة الانقسام الأسود وتعيد الشراكة بالنضال للكل الفلسطيني، وفي كل الساحات، ضمن انتفاضة فلسطينية شاملة تؤسس لانتفاضة عربية قومية لطرد العدوان الأمريكي والوجود الصهيوني على أرضه".
وبيّن أن "شعبنا يدرك أن وحدة جبهتنا الداخلية هي الشرط لمنع أي اختراق للساحة الفلسطينية وتمرير المخططات الأمريكية والصهيونية الرجعية"، وأضاف "لذلك ندعو القيادة إلى ترجمة قرارات المجلسين المركزي والوطني إلى أفعال بالخروج من نفق أوسلو الكارثي وسحب الاعتراف بالكيان ووقف التنسيق الأمني".
وتابع مزهر أنّ "الأوضاع التي وصلت إليها قضيتنا لا تحتمل التسويف، فشعبنا في الشتات والداخل المحتل و القدس والضفة وغزة والمنافي البعيدة وفي قلاع الأسر، بحاجة إلى توحيد جهوده بالاستمرار في مشروع العودة والتحرير ما يستدعي قلب الطاولة على هذا العالم الظالم الذي يريد محو اسم فلسطين وشطب حقوقنا ووجودنا الفلسطيني".
أيضًا أكد مزهر على أن "هذه الصفقة لن يكون مصيرها سوى ذلك المصير المحتوم الذي آلت إليه عشرات الرؤى والمخططات الأمريكية الصهيونية لتصفية القضية والوجود الفلسطيني".
وقال إن مصير صفقة ترامب لن يكون إلا "الفشل والانكسار"، مبينًا أنّ "خطورة اللحظة السياسية الراهنة وما تتعرض له قضيتنا من محاولات تصفية ما كانت لتكون لولا الهوان والتخاذل العربي والتواطؤ الدولي مع العدو الصهيوني".
وأكد أنه "آن الأوان لمغادرة مربع الخطابات والكلمات والاتجاه الى مربع الخطوات العملية في الميدان".
وللتأكيد على ضرورة الخطوات العملية، قال مزهر إن "شعبنا في الوطن والشتات يطالبنا بالشروع الفروي بترتيب الأولويات الوطنية، وإعادة الوحدة الوطنية".
وأضاف "الشعوب العربية المنتفضة منذ الاعلان عن الصفقة في اليمن وتونس وسوريا والعراق والجزائر، تنظر لنا كفلسطينيين رأس حربة لانتفاضة قومية تطرد الأمريكي من المنطقة وتكسر غزوات التطبيع والتطويع التي تتعرض لها تلك الجماهير".