Menu

بعد سقوط أهداف العدوان: التحالف يجنح لتقسيم اليمن

خاص بوابة الهدف

عملية "توازن الردع ٤" التي أعلن عنها الجيش اليمني واللجان الشعبية، الثلاثاء، ذكرت المتابعين بمصير تدخل التحالف العدواني بقيادة السعودية والامارات في اليمن، فبعد هروب العديد من "حلفاء" التحالف، بات مشهد القتال غالبا في العام الأخير تتلقى فيه السعودية الضربات اليمنية الرامية لإنهاء الحرب لمصلحة اليمنيين.

العملية التي شملت بالقصف مناطق متعددة داخل السعودية بينها العاصمة الرياض، و حسب إعلان المتحدث العسكري اليمني العميد يحيى سريع، استهدفت مقر وزارة الدفاع السعودية، ومقر الاستخبارات العسكرية، وقاعدة الملك سلمان الجوية، وكذلك مواقع عسكرية في جازان ونجران جنوبي المملكة السعودية،

النجاح اليمني المتكرر في إنفاذ هجمات في العمق السعودي بواسطة صواريخ بالستية ومجنحة، من نوع " القدس " و"ذو الفقار" وطائرات مسيرة "صماد ٣"، يؤكد تدريجيا خسارة السعودية لكامل أهدافها  و ذرائعها في الحرب العدوانية على اليمن، كما تشير لسقف سياسي جديد يرفعه الجهد اليمني المقاتل، فلقد جاء في بيان العملية تهديد واضح باستمرار هذه الهجمات الا أن يرتفع الحصار عن اليمن، ذلك بعد أن كان المطلب في بداية العدوان السعودي لا يتجاوز مطلب وقف الغارات عن المدنيين اليمنيين.

في معسكر العدوان، لم تعد الحرب على اليمن تحمل أكثر من أهداف جزئية، فقد انحسرت أهداف إسقاط صنعاء، وباتت المعادلة القائمة هي تقسيم المناطق التي سيطر عليها العدوان جنوب اليمن كمناطق نفوذ بين الحليفين الإمارات والسعودية، يتصارع فيها الفرقاء المحليين المرتبطين بقوى العدوان، هذا ما عكسه التحرك العسكري والسياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي، خلال الأيام الماضية، فقد بادر المجلس الموالي للإمارات لإعلان نوع من الحكم الذاتي للجنوب، وبتحرك عسكري سيطر فيه على جزيرة س قطر ة، ومحاولة مماثلة للسيطرة على محافظة حضرموت النفطية.

ورغم اعلان وقف اطلاق النار حاليا بين حكومة عبد ربه المنصور هادي، وميليشيات المجلس الانتقالي، ودخول قوات تحالف العدوان كقوة فصل بينها، يبدو أن التوجه السعودي الاماراتي هو السماح بالتحرك الانفصالي، كواحدة من أدوات تقسيم الأرض اليمنية المحتلة بينهما.

سقوط الأهداف الاستراتيجية للعدوان والمتمثلة بالسيطرة على اليمن ومواصلة الهيمنة على مصيره، خلق أرضية لتظهير أبو ظبي لأهدافها الخاصة بالسيطرة على الموانئ والمناطق النفطية اليمنية، فيما تبدو السعودية في ورطة لا فكاك منها الا انهاء العدوان، والاذعان لإرادة الشعب اليمني التي برهن عليها بصموده وقتاله الطويل والشجاع ضد العدوان.