Menu

كتاب موجز الفلسفة والفلاسفة عبر العصور للمفكر غازي الصوراني (ح5)

غازي الصوراني

موجز الفلاسفة.jpg

خاص بوابة الهدف الاخبارية

(تنفرد بوابة الهدف، بنشر كتاب المفكر غازي الصوراني، المعنون: موجز الفلسفة والفلاسفة عبر العصور، الصادر عن دار الكلمة للنشر والتوزيع، في يونيو/ حزيران 2020، على حلقات متتابعة.. قراءة مثمرة ومفيدة نتمناها لكم).

الفصل الأول

الفلسفة القديمة

فلسفة الصين القديمة:

"لم تعرف الهند ولا الصين نظام الدولة/ المدينة الذي ساد في اليونان، والذي وفر فضاءً للنقاش السياسي بين مواطنين أحرار ومتساوين، فالمدينة الصينية مثلاً لم تكن مدينة (polis) بالمعنى اليوناني القديم، إذ لم تكن كياناً مستقلاً يمكنه أن يدخل في معاهدات مع دول أخرى، فقد كانت المدينة الصينية جزءاً من إدارة ذات حكم مركزي. وكانت الحضارة الصينية موجهة، وبشكل عام، وفاقاً لمعايير السلوك الإنساني، أي جانب كونها ثقافة كتابية ذات توجه تعليمي، ولم تكن ثقافة الخطابة العامة، وقلَّ الاهتمام بالفلسفة التأملية المنظمة كما كان في بلاد اليونان، أو بالتحرر والخلاص كما كان في الهند، ولكن الحضارة الصينية اتجهت نحو الشؤون العملية والبراغماتية، وإذا كانت الجملة الافتتاحية في كتاب القرآن تقول: "الحمد لله رب العالمين"، فإن الجملة الافتتاحية في كتيب التجويد الصيني تقول: "إن الطبيعة الأصلية للإنسان خيّـرة". أي أن الجملة الافتتاحية في التعليم الإسلامي تضع قارئها في لبّ الدين، أما الجملة الافتتاحية في التعليم الصيني فتضع قارؤها في لبّ الفلسفة"([1]).

إن الدور الذي لعبته الفلسفة في الثقافة الصينية، يعادل الدور الذي لعبه الدين في الثقافة الأوروبية والشرق أوسطية، ولعل هذا ما دفع البعض إلى اعتبار الكونفوشية ديناً وفق صياغة كونفوشيوس بين سنوات (551 – 479 ق.م)، ولكن الكونفوشية في واقع الحال ليست ديناً، شأنها في ذلك شأن فلسفة أفلاطون أو أرسطو.

اقرأ ايضا: كتاب موجز الفلسفة والفلاسفة عبر العصور للمفكر غازي الصوراني (ح1)

فعلى الرغم من أن الكتب الكونفوشية الأربعة كانت بمثابة إنجيلٍ للصينيين، إلا أن أياً منها لم يبشـر بإلهٍ أعلى خالقٍ للسماء والأرض، ولم يحتوِ على قصةٍ للخلق والتكوين، أو على تصوراتٍ أخروية عن نهاية العالم ويوم الحساب، وعن الجنة والجحيم، وقد كانت أساطير الصينيين لا تتصل بالله، بل بالطبيعة فقط، وبالتالي لعبت الفلسفة (خاصة فلسفة الأخلاق الكونفوشية) دوراً رئيسياً في الحضارة الصينية، فقد "اهتم فلاسفة الصين - كغيرهم من الفلاسفة - بموضوع (فهم الكون وتفسير العالم) وغيره من المسائل والموضوعات والميادين الأساسية في الفلسفة، ولكنهم اختلفوا عن كثير من فلاسفة الشعوب الأخرى، في أن فهم الوجود والشرح الفلسفي للعالم لم يكن في مقدمة أهدافهم الرئيسية الأولى، بل كان الهدف الرئيسي للفلسفة الصينية هو (الارتقاء بالإِنسان) قبل أي شيء آخر، والعمل وبذل الجهود لجعله عظيماً" ([2]).

فجاءت إجابة الفلسفة الطاوية، " بأن المصدر الأساسي لهذه العظمة يكمن - حسب الترجمة الحرفية من مصادر صينية - في التوحّد مع النهج الداخلي للكون.. وهذا معناه قدرة الإِنسان على الاندماج والانسجام مع كونه الذي يعيش فيه، أي أن يستقر ويبدع ويعمل وفق فهمه لمكانه وقيمته وإمكاناته ودوره في هذه الحياة.

اقرأ ايضا: كتاب موجز الفلسفة والفلاسفة عبر العصور للمفكر غازي الصوراني (ح2)

أما الفلسفة الكونفوشية، فترى أن مصدر تلك العظمة الإِنسانية يوجد في فكرة (تطوير الإِنسانية) عبر الارتباط بالمشاعر الإِنسانية الجميلة المشتركة، والالتزام بالفضائل والقيم الاجتماعية النبيلة".

على أي حال، إن الفلسفة الصينية تؤكد - في صورتها العامة – "على أن العقل لا يعمل بمعزل عن أجزاء الجسد، فروح الإِنسان وعقله مرتبطان بمادته ارتباطاً وثيقاً، فالإِنسان روح ومادة في آن واحد.. والعالم في هذه الفلسفة ليس جوهراً في حد ذاته، بل شبكة من العلاقات المتصلة بين الكل والأجزاء، دون أن يعلو أحدها على الآخر، وإذا أدرنا دفة الحديث باتجاه الصعيد الاقتصادي في بلاد الصين القديمة تحديداً، فسنجد أن كثيراً من الباحثين اتفقوا على أن اللمحة العامة لنمط ذلك الاقتصاد ترتبط بنظامهم نظام اقتصادي إقطاعي إنتاجي"([3]).

اقرأ ايضا: كتاب موجز الفلسفة والفلاسفة عبر العصور للمفكر غازي الصوراني (ح3)

ومن أبرز أسباب ظهور التوجّه الإقطاعي لديهم – كما يقول وائل القاسم- " أن مفهومهم للإمبراطور الموكّل من الإله، يجعل جميع الأراضي ملك الإمبراطورية فعلياً، باقتناع وتسليم شعبيين، فالفلاح الصيني مثلا - في بعض الأزمنة القديمة - يختار الأرض التي يريد زراعتها بصفته منتجاً للمحاصيل فقط، أي أنه لا يختار أرضه كمالك لها، أما على الصعيدين الفكري والثقافي: "كانت المذاهب الأساسية المنتشرة هي الكونفوشية والطاوية، مع وجود الديانة البوذية التي جاءت من الهند، والمانوية التي جاءت من الفرس، والتي تعتبر امتداداً للزرادشتية. ومن المهم أن نعرف أن العلوم –في الصين- "ارتبطت بالفلسفة والميثولوجيا ارتباطاً وثيقاً، فالطب مثلا اهتم كثيراً بالنظريات السائدة، التي كانت ترسم البناء الطبيعي من خلال مكونات خمسة هي النار والماء والخشب والمعادن والتراب، ومن هنا كان الطب الصيني يؤكد على ارتباط الإِنسان بالطبيعة، فهو جزء منها، ويؤدي انسجامه معها إلى الصحة والعكس صحيح، أي أن عدم تناغمه مع الطبيعة يسبب له الأمراض، وكذلك علم الفلك مثلا، فقد ارتبط بالأساطير والخرافات السائدة، خاصة حول الموضوعات الفلسفية البارزة، كقصة الخلق والوجود وغيرها"([4]).

كما أن فلاسفة الصين "لم يهتموا - فيما يظهر - بالمعرفة كنظرية أو كغاية لذاتها، بقدر اهتمامهم بتحليل علاقة هذه النظرية بالأفعال المعرفيّة، أي بالتطبيق. ويتجلّى اهتمامهم هذا في منحيين واضحين، أولهما الاهتمام السياسي بإدارة شؤون العالم وفق الرؤى الإِنسانية لا وفق أي عقل آخر خارج الكون والعالم.. وثانيهما الاهتمام بالإبداع الإِنساني، خصوصاً الفني، على المستويين الفردي والجماعي، والخلاصة هي أنه لا قيمة - عندهم - للخطاب المعرفي النظري إلا إذا كان ملامساً لواقع البشر، أي إذا كان مطبَّقاً ومؤثراً بشكل مباشر في الحياة بكل ما فيها، خصوصاً على الصعيدين السياسي والاجتماعي، التي يوليها الصينيون اهتماماً بالغاً" ([5]).

اقرأ ايضا: كتاب موجز الفلسفة والفلاسفة عبر العصور للمفكر غازي الصوراني (ح4)

ولهذا فإن الرأي الشائع الذي يقول إن في الصين ثلاثة أديان هي: الكونفوشية والطاوية والبوذية، هو من قبيل تبسيط الأمور، فالكونفوشية –كما يقول فراس السواح- "ليست بالتأكيد ديناً، أما فيما يتعلق بالطاوية، فعلينا التمييز بين الطاوية الفلسفية، أي طاوية المعلم الأول "لاو تسو" ومن بعده المعلم الثاني "تشوانغ تسو"، والطاوية الطقسية التي تحمل ملامح الدين، والتي نشأت بعد "لاو تسو" بعدة قرون وادعت الانتساب إلى "لاو تسو" على الرغم من الفوارق الجذرية بينهما، "فالصينيون أقل الشعوب اهتماماً بالدين، وعبر تاريخهم كانت الفلسفات الأخلاقية هي أساس حياتهم الروحية، ومن خلال الفلسفة كانوا يُـرضون ذلك السعي الإنساني إلى السمو فوق مجريات العالم المادي"([6]).

ونحن إذا عدنا إلى ما قبل القرن السادس ق.م، الذي أخذت فيه المدارس الفلسفية المختلفة بالتوضيح، نجد أن الديانة الصينية التقليدية لم تأخذ مفهوم الألوهة المفارقة للعالم بشكلٍ جدي، ولم يكن لديها تصورٌ واضح عن إلهٍ يتربع على عرش الكون ويتحكم فيه عن بُـعد، وعلى الرغم من أن الميثولوجيا الصينية حافلة بالآلهة من شتى الاختصاصات، إلا أن هؤلاء لم يكونوا في حقيقة الأمر إلا أسلافاً أسطوريين جرى رفعهم إلى مرتبة الآلهة، وتُـظهر السِـير المتداولة عن حياتهم كيف ابتدأ أمرهم كرجالٍ صالحين على الأرض قـدَّموا خدماتٍ جلـى لمجتمعهم، وكيف تم تأليههم وعبادتهم فيما بعد"([7]).

"وفي الفترة ما بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد، عصر ظهور مجتمع الرق وتطوره، شهدت الصين القديمة بروز اتجاهين فكريين متناقضين: محافظ وتقدمي، غيبي ومادي، وقد تبلورت، في غمرة الصراع الذي خاضه هذان الاتجاهان، أفكار عدة، كانت قد ظهرت منذ الالف الثاني قبل الميلاد كمحصلة لتعميم المعارف الأولى في ذلك العصر، منها –فكرة العناصر الخمسة الأولى (المعدن، الخشب، الماء، النار، التراب)، والمبدآن المتناقضان (ين، يان)، والقانون (الطريق) الطبيعي – تاو، وغيرها، بيد أن التيارات الفلسفية الحقيقية لم تظهر الا في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، وقد خاضت هذه التيارات صراعاً فيما بينها، دام حوالي ثلاثة قرون، كان انعكاساً للصراع الاجتماعي، الذي رافق الانعطاف الكبير في تاريخ المجتمع الصيني القديم"([8]).

أخيراً أشير إلى أن "الفلاسفة الصينيون غالباً كانوا يأتون من "النبلاء الفقراء" الذي اُضطروا إلى البحث عن وظيفة في السلك الإداري الذي نشأ في بلاط الإمبراطورية، وكثير من مفكري الصين الكبار جاؤوا من تلك الطبقة. وكانوا، من دون استثناء، موظفين متعلمين، وموظفين كباراً في الإمبراطورية الصينية القديمة، من ذلك الوسط الاجتماعي جاء الملك تشاي (Chi) المعروف في الغرب باسم كونفوشيوس (الملك فوزي (Fuzi)، "الملك السيد")"([9]).

في رحاب الفلسفة الصينية، "لا بدّ لمن يبحث في مضامينها، أن يتناول ثلاث عقائد أساسية، على الرغم من تمايزها التاريخي، فهي متداخلة مع بعضها البعض وإنْ انشغلت كل منها بحقل معين، وهذه العقائد هي: الكونفوشية، والبوذية، والطاوية"([10]).

الكونفوشيه:

الفلسفة الكونفوشيوسية، "تبحث في علاقة الفرد بالمجتمع والدولة، وهي تعلّم كيفية تطبيق الإنسان لقواعد النظام العام. وقد أولت اهتماماً متميّزاً بالتعليم دون تمييز وذلك قبل نحو 2500 عام، كما أعطت اهتماماً بالعائلة ودورها في بناء المجتمع بتأكيد احترام السلالة والدعوة إلى التفاهم والتعاون الأسري، وبقدر كون العائلة مستقرّة فسيكون المجتمع مستقرّاً. وقدّرت الكونفوشيوسية الكفاءة والاجتهاد، فجهود الإنسان مهمة جداً لتحقيق النجاح، ودعت إلى وضع مصلحة الدولة فوق المصلحة الشخصية، وقد حاولت الفلسفة الصينية المعاصرة استلهام هذه المبادئ لإدماج الماضي بالحاضر، في إطار التفاعل والتواصل بين التراث والحداثة، مع بعض التحفّظات حول الجوانب السلبية في الكونفوشيوسية"([11]).

"شغلت التعاليم الاخلاقية – السياسية الكونفوشية مكاناً بارزاً في تاريخ الايديولوجية الصينية القديمة، أسس هذا المذهب الحكيم كونفوشيوس([12]) (551 – 479 ق.م)، الذي كان له فضل كبير في تطوير ثقافة الصين القديمة، وقد نسبت إليه مؤلفات عديدة، أهمها – "كتاب الأغاني" و"الربيع والخريف"، وغيرها من الكتب، التي دونت فيها ثقافة الاجيال الغابرة في الصين القديمة"([13]) .

أَوْلَى كونفوشيوس اهتماماً خاصاً لمسائل التربية، حيث يقول: "الناس كلهم متشابهون من حيث الطبيعة، لكنهم يتمايزون من خلال تربيتهم"، "لكي نعرف الجديد لابد من دراسة القديم"، "التعليم بدون تفكير لا ينفع، والتفكير بدون علم – عبث، لا جدوى منه". عاش كونفوشيوس (551 – 479 ق.م.) في الزمن الذي عاش فيه البوذا تقريباً وطاليس وفيثاغورث .كان "لكونفوشيوس تلامذة وأتباع كثيرون، اشتهر منهم "مين تزو" (372 – 289 ق.م)، يرى هذا الفيلسوف أن "إرادة السماء" تتجسد في الوالي الحكيم – "ابن السماء"، وأن الإنسان خَيِّرَ بطبيعته، تلازمه منذ الولادة خصال أربع: التألم لآلام الآخرين، والشعور بالخجل، والتواضع، والقدرة على التمييز بين الحق والباطل، لكن التأثير السيء للمجتمع سرعان ما يفسد هذه الخصال، ويمحوها، وكان "مين تزو" من القائلين بمعارف فطرية، تغرسها في الإنسان "الروح الالهية اللانهائية"، ولذا فإن على الإنسان أن يفتش في قرارة نفسه عن هذه المعارف، لكي يجد الحل للمسائل التي تطرحها الحياة، ويعرف أسباب اخفاقاته وويلاته، ويتذرع بالصبر ازاء الظلم القائم في المجتمع، ويتعلم ألا يضمر الحقد على من يضطهده"([14]).

كان اهتمام كونفوشيوس بالفلسفة الاجتماعية وفلسفة الدين قليلاً، فقد ركز على الفرد، كما فعل سقراط"، هذا، "ويناقش كونفوشيوس مبدأ الإنسانية بكلمات تذكِّر بالرسالة في الموعظة على الجبل، "لا تعامل الآخرين بمثل ما لا ترغب أن يعاملوك به"، وغالباً ما تدعى فكرة حب الإنسان لجاره، في الكونفوشيوسية، "مبدأ القياس": ما نتوقعه من الآخرين يجب أن يكون محك سلوكنا نحو الآخرين، وهذا لا يعني أن تعاليم كونفوشيوس الخاصة بالإنسانية والرحمة تؤوَّل بمعنى خلاصي دقيق، فقد دافع عن نظام المراتب في المجتمع بشكل مباشر.

"لذلك، فإن واجب الفرد عند كونفوشيوس مرتبط بمركزه الاجتماعي، والحياة الجيدة، عنده، تتحقق في "العلاقات الإنسانية الخمس": علاقة الحاكم بموظف الدولة، وعلاقة الأب بالابن، وعلاقة الزوج بالزوجة، وكبير السن بصغير السن، والصديق بالصديق. ولكل علاقة واجباتها. وأفضل تعبير عن علاقة الحاكم برعاياه نجده في الجملة الآتية: "جوهر السيد كجوهر الريح، وجوهر الشعب الأدنى منه كجوهر العشب. فعندما تمر الريح فوق العشب، لا يكون من خيار له سوى الانحناء".

كانت أفكاره في الحُكْم والحكومة هذه يمليها عليه تصور مثالي للتاريخ، ليس للحكومة من نفع آخر، في اعتقاده، سوى الإبقاء على كل شيء في مكانه. أما العصر الذي كان يعيش فيه المعلم فكان يتصف، على العكس، بانحطاط النظام الاجتماعي.

لم ينشئ كونفوشيوس فلسفة منظمة، فكل ما فعله كان عبارة عن نصح مساعد في العلاقات الإنسانية، كما طور تعليماً متميزاً في الحكمة. وخلال حياته اجتذب مجموعة كبيرة من التلاميذ. وقد "أدت هذه "الكونفوشيوسية" ذات التوجه البراغماتي دوراً مهماً في الثقافة الصينية والمجتمع الصيني إلى يومنا"([15]) .

" وفي مقابل تأكيد الطاوية على كل ما هو طبيعي وتلقائي في الإنسان، فإن الكونفوشية تؤكد على واجباته الاجتماعية، وهي صياغة نظرية للدور الذي لعبته مؤسسة العائلة الفلاحية في النظام الاجتماعي والسياسي للصين.

هذه "العلاقات الاجتماعية – العائلية كانت –كما يقول فراس السواح- الموضوع الرئيسي لتعاليم الفلسفة الكونفوشية التي نظرت إلى المجتمع على أنه صورةٌ موسعة عن العائلة، وقد سيطرت الكونفوشية بشكلٍ كامل على عموم الصين في القرن الأول الميلادي... ولا زالت تعاليمها التراثية -او ما تبقى منها- إلى يومنا هذا"([16]).

كونفوشيوس، في الحقيقة –كما وصفه فولتير-: "رجل طيب القلب جداً، صديق للعقل، عدو للحماسة، يتنفس وداعة وسلاماً، ولا يخلط الكذب بالحقيقة".

" بعد وفاة كونفوشيوس عام 479 ق.م ولعدة قرون تالية، بقيت فقط أربع مدارسٍ فلسفيه في الصين، وهي مدرسة المثقفين، والموهيين، والشرائعيين، والتاويين، تتنافس على اكتساب المريدين وقلوب الحكام، إلى أن سيطرت الكونفوشية بشكلٍ كامل على عموم الصين في القرن الأول الميلادي" ([17]).

الفلسفة الطاوية في الصين:

الفلسفة الطاوية، هي "فلسفة تعالج علاقة الإنسان بالوجود والحياة، ولاسيما من خلال التناغم الكلّي بين داخل الإنسان وخارجه، وصولاً للانسجام الكلي، أي إلى  مرحلة "التاو"، وهذا الأخير هو عبارة عن درجة التوازن والتكامل بين طاقتي الوجود أو ثنائياته، وذلك عن طريق الين واليان (اليانغ)، (العلاقة بين السالب والموجب) وهي أقرب إلى  المؤنث والمذكّر والبارد والساخن، بحيث لا يمكن أن يوجد طرف دون الطرف الآخر، فالليل لا معنى له دون النهار، والذكر دون الأنثى، هكذا تتجاور وتتوازن وتتكامل الأضداد في هارموني جدلي لا غنى عنه. وإذا كان اليان دليلاً على صفة الذكورة، فإن الين هي صفة الانوثة. ويعدّ لاوتسهأو لاوتسو مؤسّس الفلسفة الطاوية، ولاو تعني "الأستاذ" وقد عاصر لاوتسه كونفوشيوس، ويذهب البعض إلى أن لاوتسه أكبر من كونفوشيوس بنحو 50 عاماً ولهذا يعدّونه الفيلسوف الأول"([18]).

"وإذا كانت الفلسفة الكونفوشيوسية هي المظهر الخارجي للصينيين، فإن روحهم هي الفلسفة الطاوية، ولعلّ الحضارة الصينية بشكلها وروحها مثّلت التوازن، خصوصاً وأنه جاء بصيغ شعرية. أغلب الظن أن فلسفة التاو Taoism تعود إلى  فترة ما بين القرنين الرابع والسادس قبل الميلاد، وهناك من يذهب إلى أنها نشأت قبل هذا التاريخ، لكن معظم المصادر تذهب إلى إرجاع كتاب التاو إلى "أسرة هان" الملكية "Han" التي قامت بتوحيد المدارس الفلسفية في مدرسة واحدة لدعم شرعية الاْسرة الملكية وحكمها المركزي" ([19]).

" الطاوية ككل العقائد تتكون من جوهر فكري وآخر عملي يتعلّق بالطقوس والحكايات الرمزية، وهي تدعو إلى الاعتزاز بالذات والعزلة عن الحياة العامة واتّباع نوع من التصوّف والعبادة التأملية التي ارتبطت باليوغا الخاصة بها، وهي المنهج أو الطريقة التي يمكن الاستدلال بواسطتها على الوحدة الكلية المطلقة للوجود، تلك التي تشمل الموجودات جميعها من المجرّات السماوية إلى النجوم والكواكب وصولاً إلى الانسان، وهذا المبدأ هو الذي يفسّر خلق الأشياء وابتدائها وكذلك طريقة تغيّرها عبر الزمن، إنه منهج يدخل إلى الكُنه والجوهر، وهو بحاجة إلى تهيئة ومران وتأمّل وحدس وتجارب، وهكذا استفادت الطاوية من فلسفة الزن البوذية Zen Buddhism، وكذلك من الطقوس الكونفوشيسية، بهدف تحضير العقل الباطن الذي يساعد على الفهم والادراك.

وإذا كان ثمة ثنائيات تناقضية مثل الخير والشر، الجمال والقبح، فإن الطاوية تتعامل معها باعتبارها ثنائية تكاملية الين + اليان، أي أن الخير هو انسجام وتكامل في الثنائيات، كما أن أية مغالاة في دور أي منهما سيعني الاختلال في التوازن على حساب الطرف الآخر، الرجل والمرأة، الدين والدنيا، الحاكم والمحكوم، الفرد والمجتمع، وهكذا فإن التوازن يعني الخير، أما غلبة أحدهما على الآخر، فليس سوى الشر (والنار والنور كينونة الوجود) "([20]).

في هذا السياق، يقول هيجل عن الصين: "(المبدأ العام هو الوحدة المباشرة للروح الجوهري وللروح الفردي) إذ ظل الأبناء يتوارثون عن آبائهم القانون الأخلاقي جيلاً بعد جيل حتى أصبح القانون هو الحكومة الخفية للمجتمع الصيني، ذلك إن الصينيين ليست لهم شخصيات فردية مستقلة لا داخل الأسرة ولا خارجها, ولما كانت الدولة بالنسبة لهم أسرة كبيرة انعدم وجود الشخصية المستقلة عندهم علماً بأن الشخصية تتطلب وجود الوعي الذاتي الذي يعي نفسه أولاً ثم يفرق ويتميز عن الآخر ثانياً، حيث أن العلاقة السائدة هي علاقة أبوية بطريركية Patriarchal  التي جعلت من الأب كل شيء ومن الأبناء لا شيء ثم تجعل العلاقة واجباً أخلاقياً يتمثل في الطاعة  (الأب الامبراطور في الأسرة والامبراطور الأب في الدولة) ومنه علينا أن نلاحظ أنه في مثل النظام لا مجال للحديث عن حقوق من أي نوع, إنما الحديث باستمرار عن الواجبات ذو اتجاه واحد لا يُعكس (أي من أسفل إلى أعلى فقط)"([21]).

نلاحظ هنا، أنه في حين أرست الكونفوشيوسية جذور فلسفتها في تعاليم واقعية وسياسية، فإن الطاوية (أو الداوية Daoism) تميزت بالتصوف والتفكير الكلي الشمولي، "وغالباً ما اعتبر الفيلسوف "لاو تزو" (Lao Tzu) الممثل الأكبر للاتجاهات الطاوية في الحياة الصينية الثقافية، مع أنه يمكننا أيضاً أن نذكر تشوانغ تزو (المولود في 369 ق.م.) لكونه مفكراً طاوياً ذا نفوذ كبير.

لقد " عبَّـرت الطاوية عن رؤيتها للحياة والعالم من خلال رؤيتها لتلك العلاقة الوثيقة بين الفلاح والأرض التي لا حياة له بدونها، وقد عملت الطبيعة على تشكيل شخصية الفلاح وطبائعه وأخلاقه، فهو كما أسلفنا بسيط وبريء مثل طفل، وقد رأى فلاسفة الطاوية في هذه البساطة والبراءة صورةً للمجتمع الإنساني، ودعوا إلى العودة إلى الطبيعة ورذلوا المدنية، ورأوا في الطبيعي مصدراً لسعادة الإنسان وفي المصطنع مصدراً لتعاسته"([22]).

لعبت الطاوية دوراً كبيراً في تطوير فلسفة الصين القديمة، والطاوية Taoism وهي مجمل آراء الفيلسوف "لاو تزو" (القرنين السادس والخامس ق.م) عن "الطاو" Tao– طريق (قانون) الأشياء.

ينطلق "لاو تزو" من القول بان حياة الطبيعة والانسان لا تسير وفقاً لـ"ارادة السماء"، وانما وفق طريق طبيعي محدد – "الطاو" هذا القانون الطبيعي– "الطاو" يشكل مع الجوهر "تسي" (الهواء، الأثير) أساس العالم، والعالم كله في حركة وتغير دائمين، الأمر الذي ينجم عنه، بالضرورة، انتقال كافة الأشياء إلى نقيضها، وهكذا ستأخذ العدالة مجراها في نهاية المطاف، فيغدو الضعيف قوياً، والقوي ضعيفاً. لكن على الإنسان ألا يتدخل في المجرى الطبيعي للأحداث، فمن العبث أن نحاول تغيير مجراها بهدف الحصول على منافع شخصية، لأن كل محاولة من هذا النوع ستبوء حتماً بالفشل، كما وقف "لاو تزو" ضد تعسف الزعماء والوجهاء، ودعا الناس إلى ترك ادخار ما يفيض عن حاجتهم، والعودة إلى نمط الحياة المشاعي، ومثل هيراقليطس، غالباً ما كان "لاو تزو" يُعْتَبَر "محيراً" و"فهمه متعذر". وقد يكون أفضل وصف لكتاب طاو –تي– تشنغ بأنه إسهام في الفلسفة الطبيعية الصينية، أو فلسفة الوجود، وبهذا الاعتبار يميز نفسه، وبشكل محدد، عن فلسفة كونفوشيوس ذات التوجه العملي"([23]).

"فالطاوية الفلسفية تقوم على مبدأ التوافق مع صيرورة الطبيعة، أما الطاوية الطقسية فتعمل أحياناً على معاكسة الطبيعة. والمثال على ذلك أن "لاو تسو" يرى أن تناوب الحياة والموت هو قانونٌ طبيعي، وأن على الإنسان أن يقبل الموت مثلما قـبل الحياة، أما الطاوية الطقسية فقد ابتكرت تقنيات من شأنها إطالة العمر وطمحت إلى تفادي الموت"([24]).

آراء "لاو تزو":

"الفكرة الأساسية عند "لاو تزو" هي الطاو (tao)، ويقال إنها تعني "اللامحدد" و"اللامتناهي" و"اللامتغير" و"الذي لا حدود له في الزمان والمكان" و"الفوضى كما الصورة".

تسميات مثل هذه تعني ماهيتها وحسب. واللغة، بكلام دقيق، غير كافية، لأنه لا يمكن تعريف الطاو (Tao) تعريفاً فكرياً، وعلى كل حال، تبدو تأملات "لاو تزو" في الطاو أن لها وجوهاً عديدة مع الأسئلة والأجوبة التي ألفناها في الفلسفة الطبيعية اليونانية، فقد رأى "لاو تزو"، مثل "أناكسيماندر"، أن الطاو سابق للسماء والأرض، فالطاو هو نقطة البداية والعودة لجميع الكائنات، وهو يعطي مثلاً شارحاً ليبين أنه يمكن اعتبار الطاو مثل "الأم للعالم"، ونقطة بداية لتنوع الوجود كله"([25]).

مفهوم الطاو:

" "مفهوم "الطاو" عند الحكيم الفيلسوف الصيني "لاو تسو" في كتابه "التاو تي تشينغ"، وهو الكتاب الذي مارس تأثيراً كبيراً على تشكيل العقل الصيني وعلى ثقافة الشرق الأقصى بصورة عامة، منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وما زال موضع اهتمام من قبل الفلاسفة والمفكرين شرقاً وغرباً"([26]).

" فالطاو هو المبدأ الأول المحيط بكل شيء والموجود في كل شيء؛ المركز الساكن الذي تدور حوله عجلة الوجود، والثابت الذي به تقوم الحركة والمتحركات. ليس له بداية أو نهاية لأن أبده عين أزله، باطنه فارغ وظاهره ما لا يحصى من الموجودات (أو "الآلاف المؤلفة" وفق تعبير "لاو تسو")، ولكن ما يميز مفهوم "الطاو" عن مفهوم "الأُلوهة"، هو أن الطاو ماهيةٌ غُفلة غير مشخصة لا يمكن اختصارها إلى إله ذي شخصية مستقلة وإرادة فاعلة، يؤثر في العالم عن بُعد ويتحكم به بشكل قصدي"([27]).

" وربما كان بإمكاننا أن نتصور الطاو أنه الوجود للوجود، والقوة البدائية غير المحددة التي هي أساس كل ما هو موجود. وفي مكان آخر، يقول "لاو تزو": "الوجود ينشأ من العدم([28])"، وقد يكون عنى هنا أن الطاو الذي هو القوة البدائية أو "الوجود" يجب وصفه بأنه "العدم" بغية تجنب تحويل الطاو إلى شيء أو موجود ما.

ولا ريب في أن مثل هذه التأويلات مفعم بمقدار كبير من الشك، وإذا كانت معقولة، يمكننا القول حالتئذ إن "لاو تزو" قارَبَ مسألة الجوهر بطريقة الفلاسفة الطبيعيين قبل السقراطيين"([29]).

ليس عسيراً أن نفهم أن "لاو تزو" "الغامض" كان على تصادم مع مبادئ الكونفوشيوسية الاجتماعية – الأخلاقية البراغماتية، كما إنه تحول بوضوح ضد التقاليد التربوية الكونفوشيوسية، ويقال إنه ادعى أن الأفضل للناس أن تكون معرفتهم قليلة، على أن تكون واسعة، فالتعليم التربوي الزائد لا ينفع إلا في إفساد أرواحهم"([30]).

بين اتباع "لاو تزو" برز الفيلسوف "يان تشو" (القرن الرابع ق.م)، الذي انكر وجود أية قوى خارقة، إذ أن عالم الاشياء، عنده يسير وفقاً لقوانينه الذاتية، ويتغير باستمرار، ويتميز الإنسان عن جميع الكائنات الحية بأنه أكثرها ذكاء، الروح لا تنفصل عن البدن، تفني بفنائه، ويجب أن توفر للإنسان امكانية تلبية جميع احتياجاته، وعليه أن يستخدم الاشياء بحكمة وتعقل، "ليحفظ طبيعته كاملة"([31]).

"بلغت الطاوية أوجها في تعاليم "تشوان تزو" (القرنين الرابع والثالث ق.م) الذي تَرَسَّمَ خطى معلمه "لاو تزو" في فهمه للتاو كقانون طبيعي، يتجدد العالم باستمرار وفقاً له، حيث يرى "تشوان تزو" أن الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الماء تطورت لينجم عنها الحيوان، ومن الحيوانات جاء الانسان، العلة الأولى (تسي) تملأ العالم الأرضي كله "ان ولادة الإنسان هي تجمع لـ(تسي)، تتكثف (تسي) فتظهر الحياة، "وتتناثر – فيحل الموت"، "وبموت الإنسان تفنى روحه أيضاً"، والفكر الانساني عنده، "مرآة الاشياء جميعاً"، وقد تضمنت آراء الفيلسوف المادية الساذجة بعض الأفكار الديالكتيكية: "ان ما كان خالياً من التمايز سيصبح متمايزاً لا محالة"، والشيء (هو، وخلافه، في نفس الوقت"، لأنه "يتغير مع كل حركة، وفي كل لحظة" لكن الفيلسوف، اذ يسلم بديالكتيك الواقع، يعطي صفة الاطلاق للوحدة التي تكمن وراء التنوع في العالم، ويدعو على "الذوبان" في الطاو الخالد، وإلى اللامبالاة ازاء الحياة الدنيوية وقد كانت موضوعته هذه احد مصادر تشكل الدياناة الطاوية على مشارف الميلاد"([32]).

"هكذا تطورت فلسفة الصين القديمة، كفلسفات البلدان الاخرى، من خلال صراع المادية والمثالية، وكانت الظروف التاريخية الخاصة بالبلاد (بقاء التقاليد القبلية والبطريركية، والطابع المتخلف للعلاقات الاجتماعية العبودية) وراء انصراف المفكرين، بشكل أساسي، لحل القضايا الاجتماعية والاخلاقية والسياسية، ولم يكن من قبيل المصادفة أن يتمحور صراع الاتجاهات الفلسفية حول مفهوم الطاو – طريق التطور الاجتماعي وقدر الإنسان فمن اعتبره قانوناً طبيعياً كان من أنصار المادية، ومن رأى فيه قانوناً الهياً كان من دعاة المثالية"([33]).

 

([1]) غنارسكيربك و نلز غيلجي – مرجع سبق ذكره –  تاريخ الفكر الغربي -  ص 79

([2])  وائل القاسم – جولة في رحاب الفلسفة الصينية القديمة (1- 3 ) – موقع المعرفة – 29 أغسطس 2015.

([3]) المرجع نفسه.

([4]) المرجع نفسه.

([5])  المرجع نفسه.

([6]) فراس السواح – إطلالة على الفلسفة الصينية – موقع: ألف – 28/4/2018.

([7]) المرجع نفسه .

([8]) جماعة من الأساتذة السوفيات – مرجع سبق ذكره – موجز تاريخ الفلسفة – ص 45

([9])  غنارسكيربك و نلز غيلجي – مرجع سبق ذكره-  تاريخ الفكر الغربي –ص 80

([10])  عبد الحسين شعبان – الفلسفة التاوية وصنوها الفلسفة الصوفية – الحوار المتمدن – 8/5/2015

([11])  المرجع نفسه.

([12]) كونفوشيوس Confucius هو الترجمة اللاتينية لمجموع الأحرف الصينية كونغ فو – تسو التي تعني: المبجل المعلم كونغ، كان أبوه شو – ليانغ – هي واحداً من الزعماء العسكريين الثلاثة في مملكة لو الصغيرة، وبعد موت الأب تولت الأم تربية كونغ تسو- وكان لا يزال في الثالثة من العمر-.وكانت أمه قد تزوجت وهي فتاة صغيرة من القائد العسكري الذي كان له من العمر سبعون عاماً ونيف. وتؤكد الوقائع أن هذا الزواج مني بالفشل، وقد كان لهذه الواقعة نتائج جسيمة على ذهن الفيلسوف: ففي الوقت الذي جعل فيه من نفسه داعية البر بالوالدين، لم يحتفظ في ذاكرته إلا بالصورة المؤمثلة لأبيه.كانت أسرته تعيش في حضيض البؤس، فعمل الغلام أول الأمر حارساً لقطعان الماشية. لكن نبل أصله، والاعتبار الذي كانت تحاط به ذكرى أبيه، أتاحا له قدراً لا بأس به من التعليم، وقد عرف كيف يستكمله بنفسه بما أوتيه من شهوة واسعة إلى المعرفة، وهي الشهوة التي سيخفف من غلوائها لاحقاً موقف الازدراء الذي سيقفه من العلم والمعرفة.

([13]) جماعة من الأساتذة السوفيات – مرجع سبق ذكره – موجز تاريخ الفلسفة – ص 47

([14]) المرجع نفسه – ص 45

([15]) المرجع نفسه – ص 47

([16]) فراس السواح – إطلالة على الفلسفة الصينية – موقع: ألف – 28/4/2018.

([17])  المرجع نفسه.

([18])  المرجع نفسه.

([19])  المرجع نفسه.

([20])  المرجع نفسه.

([21]) شوقي العمير – تلخيص مقدمة إمام عبد الفتاح إمام لكتاب العالم الشرقي هيجل – الانترنت – 20 /6/2013.

([22])  فراس السواح – إطلالة على الفلسفة الصينية – موقع ألف – 28/4/2018.

([23])  غنارسكيربك و نلز غيلجي – مرجع سبق ذكره -  تاريخ الفكر الغربي -  ص 83

([24])  فراس السواح –  مرجع سبق ذكره - إطلالة على الفلسفة الصينية .

([25]) غنارسكيربك و نلز غيلجي – مرجع سبق ذكره –  تاريخ الفكر الغربي -  ص 84

([26]) فراس السواح – فلسفة الحكم في كتاب التاو تي تشينغ – مركز دراسات الصين – 25/5/2009.

([27]) المرجع نفسه .

([28]) العدم : ضد الوجود أو نقيضه

([29]) غنارسكيربك و نلز غيلجي – مرجع سبق ذكره -  تاريخ الفكر الغربي -  ص 84

([30]) المرجع نفسه - ص 85

([31]) موجز تاريخ الفلسفة – جماعة من الأساتذة السوفيات – تعريب: توفيق ابراهيم سلوم –دار الفارابي – طبعة ثالثة (1979 م) – ص 48

([32]) المرجع نفسه –  ص 49

([33]) المرجع نفسه - ص 52+53