Menu

لترويج التطبيع وتبييض صفحة الاحتلال

الرقص الشرقي والغناء بالعربية.. مداخل صهيونية إلى منتديات التواصل الاجتماعي العربية

صورة تعبيرية

فلسطين المحتلة - بوابة الهدف

في تقرير مطول نشرته صحيفة «مكور ريشون» الناطقة بلسان المستوطنين، سلط الكاتب اليميني آساف غيبور، الضوء على أساليب الترويج التي تنتهجها جهات إسرائيلية مرتبطة بوزارة الخارجية بهدف تشجيع التطبيع «الشعبي» مع الدول العربية، مستخدمة وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة رئيسية لتحقيق الهدف.

وقال الكاتب إن «مجموعة من النساء الإسرائيليات الناطقات باللغة العربية يخضن حوارات عبر شبكات التواصل الاجتماعي مع النشطاء العرب في شبه الجزيرة العربية و العراق وبقية العالم العربي بشكل عام، من خلال عرض صور لأطباق شهية، ومقاطع فيديو من رحلات متعددة الجنسيات، وإصدارات مقلدة لأغاني فريد الأطرش وأم كلثوم، وكل ذلك بغرض جلب السلام إلى الشرق الأوسط».

وأضاف غيبور في تقريره المطول أنه «قبل أن تحلق الطائرات من مطار بن غوريون إلى البحرين والإمارات، وقبل أن تومض صور ناطحات السحاب في الخليج العربي، وقبل أن يأخذ المغني اليهودي عومر آدم حماما مشمساً على شواطئ أبو ظبي، وفيما هبت رياح السلام من السودان ، بدأت مجموعة من النساء اليهوديات العمل على وسائل التواصل لترويج التطبيع مع إسرائيل».

وزعم أنه «من خلال مساعدة الطعام والشعر والفن والموضة، تقوم هؤلاء النسوة بإنشاء حوار مع المواطنين العرب الساعين للتواصل مع اليهود وإسرائيل، ويشجعون الروابط بينهما، ويبدو أن اتجاههم ينتشر في الشرق الأوسط، وأن الكراهية القديمة لإسرائيل تتلاشى، ولو بشكل طفيف لديهم».

أم كلثوم وفريد الأطرش

وتنشر موران تال، وهي معلمة في المدرسة الثانوية من وسط إسرائيل، مقاطع فيديو على تويتر لأغاني أم كلثوم وفريد الأطرش وفايزة أحمد، ولديها 15 ألف متابع، كثير منهم من الدول العربية، يتابعونها، ويعلقون عليها، وتقول: «أجلس مع عائلتي على الطاولة، وأتواصل مع أشخاص من دبي و الكويت والعراق والبحرين، وتلقيت ردوداً من ملكة جمال العراق، ويتابعني سفراء دول عربية، حتى أنني أصحح أخطاء تغريدات باللغة العربية».

أما سافير ليفي 25 عاما، التي تعمل في قسم الدبلوماسية الرقمية في وزارة الخارجية، فقالت إن «اتفاقيات التطبيع زادت من رغبة متابعينا العرب في تعلم اللغة العبرية، حتى أن الكثيرين من الإمارات والبحرين تبدأ أسماؤهم بأحرف عبرية، ويوثقون أنفسهم كقراء وكتاب».

وتدير سمدار العاني(49 عاما) صفحة الفيسبوك باسم «مزايا الوصل» وتضم ثمانية آلاف عضو وهي من أصل عراقي، تقول إنني «كإسرائيلية، لا أتدخل في شؤون العراق الداخلية، ولا أنشر محتوى سياسيا حساساً، بل «أركز على الثقافة والأدب والموسيقى والصداقة، أي محتوى ينتج جسرا، أباركهم بإجازاتهم الرسمية، وتدمج الموسيقى في مشاركاتها، وهو أمر قوي للغاية على شبكات التواصل».

بدوره قال غيبور إن «هذا الفريق النسائي جزء من فريق يدير حسابي تويتر «إسرائيل بالعربية» و«إسرائيل في الخليج» وتشجع من خلالهما دعم آخر التطورات السياسية، لافتا إلى أن إحدى الأدوات المهمة لذلك هي دراسة اللغة العبرية. ويضيف « هذا الاتجاه الجديد، رأينا الاهتمام باللغة العبرية حتى قبل اتفاقات التطبيع، مما زاد رغبة متابعينا في تعلم اللغة، والكثير من المتابعين من الإمارات والبحرين يكتبون أسماءهم بالحروف العبرية».

فنون الطهي والأزياء

ليندا مانوحين يهودية عراقية، والدها المحامي يعقوب عبد العزيز، شخصية معروفة بين يهود بغداد، تدير صفحات فيسبوك وتويتر وانستغرام، وتقدم استشارات لوزارة الخارجية الإسرائيلية منذ سنوات، تقول إنها «مسؤولة عن صفحة فيسبوك العراقية التي أطلقتها الوزارة، لدينا نصف مليون متابع، وصفحة على فيسبوك بها آلاف المتابعين تسمى «جولا عراقي» أدعو فيها العراقيين للسفر لإسرائيل مع يهود العراق، وصفحة أخرى على فيسبوك بها 8000 متابع اسمها «الظل في بغداد».

وكشفت أنها «قبل عامين أنشأت موقع تويتر باللغة العربية، ولديها الكثير من الأصدقاء العرب على تويتر، حتى أن الموقع أجرى مقابلة خاصة مع آخر يهودي غادر العراق حصلت على مليوني مشاهدة على صفحة وزارة الخارجية على فيسبوك، مع العلم أن هذه الصفحة لديها أكثر من 2.5 مليون متابع من العالم العربي، وبجانب حسابات أنستغرام وتويتر ويوتيوب تصل الى 100 مليون شخص شهريا». وتابعت «في الأسابيع الأخيرة، وبعد الاتفاقات التطبيعية، نشعر بزخم كبير في أنشطتنا، ليست كل ردود الفعل إيجابية بالطبع، هناك متابعون يتشبثون بكراهيتهم لإسرائيل، إنها عملية طويلة، وهناك اختلافات في طرق جمع المعلومات اعتمادا على الجماهير المستهدفة في كل مرحلة رقمية، في تويتر قادة رأي وصحافيون مؤثرون وكبار، أما في الفيسبوك وأنستغرام فهم في الغالب مواطنون عاديون».

الرقص الشرقي

وأشارت الى أن «المتابعين العرب يهتمون بالحياة في إسرائيل بصورة لافتة، وأتحدث عن الأعياد اليهودية، وأروي حكايات من حياتي، وأسأل عن طعامهم، وفي كثير من الأحيان يخبرني المتابعون العرب أنهم يفضلون التركيز على الفن والأغاني والرقصات، كما أركز على وصفات الطعام كالسمك ومربى السفرجل، ومجموعة من الطهاة العراقيين حيث أنشر وصفات باللغة العربية، وأتلقى ردودا حماسية».

تدريس العبرية
وتكشف موران تال أن «وزارة الخارجية الإسرائيلية التي توجه هذا الفريق النسائي قد أنتجت مقاطع فيديو لتعليم اللغة العبرية، بينها بضع كلمات تتعلق بالطعام، ودليل قصير للسياح في إسرائيل» مشيرة إلى أن التعليقات فيها المزيد من الاستفسارات والطلبات لإنشاء مدارس اللغة العبرية في دبي وأبو ظبي، وهي رغبة متصفحي اللغة من العراق و مصر ودول أخرى».
وأشارت إلى أن «علي بن تميم المقرب من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، قام بتصوير فيديو لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ونشره على صفحته الخاصة، حصد الفيديو 2 مليون مشاهدة، أرسل لي مؤخرا رسالة من حسابه الخاص على تويتر مع تغريدة نشرها قبل عام».

وختمت بالقول إنني «أتلقى طلبات لا حصر لها من الأصدقاء العرب على الشبكات الاجتماعية بأن أكتب اسمهم بالعبرية، حتى يتمكنوا من تغيير اسم المستخدم الخاص بهم، وإظهار التضامن مع إسرائيل».

المصدر: القدس العربي