أكَّد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين كايد الغول، مساء اليوم الخميس، أنّ فلسطين برحيل المناضل الوطني الكبير عبد الرحيم ملوح قد فقدت قامة وطنيّة كبيرة لعبت دورًا مهمًا على مدار سنوات الثورة الفلسطينيّة المعاصرة منذ انطلاقتها وحتى يوم رحيله.
ولفت الغول خلال حديثه عبر شاشة تلفزيون فلسطين، إلى أهمية "التعمّق في سجايا القائد عبد الرحيم ملوح التي يمكن تمثّلها وأن تشكّل هاديًا للأجيال القادمة"، مُشيرًا إلى أنّ "الرفيق ملوح نشأ في بيئةٍ بسيطة وعاش معاناة الهجرة الفلسطينية ما انعكس على وعيه بضرورة الانخراط في مقاومة الاحتلال لاستعادة فلسطين".
وشدّد على أنّ "الرفيق ملوح لم يركن في حياته إلى اللقب القيادي، بل كان كل موقع يشغله بمثابة محطّة له يزداد منها في التعلّم وتعميق الوعي والاستعداد الأعلى للتضحية"، مُؤكدًا أنّ "كل مجالات العمل التي عمل بها كانت مكمّلة لبعضها البعض، وبذات الوعي آمن بأن كل وسائل النضال يجب أن تكون متاحة لشعبنا، وأنّ التنسيق في إدارتها وتوحيدها ضرورة لتحقيق الإنجازات والانتصار على العدو الصهيوني".
وبيّن الغول خلال حديثه أنّ "حصيلة تجربة الرفيق ملوح وغيره من الشخصيات والقيادات الوطنيّة التي غادرتنا ليست ملكًا شخصيًا لهم وإنما ملك لشعبنا"، لافتًا إلى أنّ "ملوح من الذين أجادوا المزج ما بين المهمات والمواقع الحزبيّة وما تتطلبه، وما بين المهمات الوطنيّة، وقد تجلى ذلك في أحد جوانبه بأن حمل مواقف الجبهة ودافع عنها في المؤسسة الوطنيّة، وعند الاختلاف كان يسعى للقواسم المشتركة بالاستناد إلى البرنامج الوطني".
وقال إنّ "الرفيق ملوح كان من أشد المدافعين عن منظمة التحرير الفلسطينيّة وحمايتها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، كما ساهم الرفيق ملوح في الأسر ومن معه من الأخوة في صياغة وثيقة الأسرى التي سُميت وثيقة الوفاق الوطني".
وفي ختام حديثه، شدّد الغول على أنّ "الرفيق ملوح كان من الشخصيات التي تدعو لتكريس البعد الوطني الديمقراطي والقومي والأممي لقضيتنا ونضالنا وصوغ علاقاتنا مع قوى حركة التحرّر الوطني العربيّة والعالميّة لإسنادنا في معركتنا الشاملة مع الكيان الصهيوني".
ورحل القائد الفلسطيني الكبير عبد الرحيم ملوح مساء الأربعاء 23 ديسمبر/ كانون الأوّل بعد نضالٍ حافلٍ وطويل، ودور قيادي وطني وحزبي بارز تشهد له كل الهيئات والمؤسسات الوطنيّة والحزبيّة في مختلف المجالات والساحات.
