احتضن المجرم محمد بن سلمان نظيره في الانحطاط والاجرام تميم بن حمد، ليعلنا أمام عدسات الكاميرات انقيادهما لأوامر جاريد كوشنر، فيما تصدح دكاكين الإعلام وبازارات الصحافة تهليلاً للمصالحة العربية، وتسألنا جميعًا دماء شعب اليمن والمظلومين من المحيط للخليج، أي عروبة في تلاقي واجتماع أذناب العدو على نهش لحمنا وسفك دمنا.
في الثامن من أكتوبر ٢٠١٦ نفذ تحالف العدوان على اليمن غارة مركّزة على تجمّع للعزاء في اليمن، موقعًا أكثر من ١٤٠ شهيدًا و٥٠٠ إصابة بينها ١٠٠ إصابة خطرة، حتى ذلك الوقت كانت كل من السعودية والإمارات والبحرين و قطر ، تتشارك في عدوانها وجرائم حربها ضد اليمنيين.
شاركت قطر منذ بداية العدوان على اليمن ٢٠١٥، وأرسلت قوات برية تقدر بألف جندي قطري، مسنودة بعشرة طائرات شاركت بالضربة الجوية الأولى ضد اليمنيين، ومدعومين بعتاد حربي ثقيل ومتوسط، وصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى، إلى جانب دعم إعلامي من الامبراطورية الاعلامية القطرية بكافة أذرعها، حملة تحريضية هدفت لتسويق العدوان كدفاع عن الأمن القومي العربي وسيادة اليمن الذي ذبح أهله بنيران الحملة العسكرية والحصار، وفي الخلفية تنافس مرتزقة الأبحاث و"مفكري" الدولار، في إيجاد مسوغات وتأطيرات نظرية لحملة همجية وحشية شنها تحالف مجرمي حرب وناهبي الدم العربي.
بتاريخ الخامس من حزيران ٢٠١٧ اختلف شركاء العدوان، أو كما قال وزير الخارجية القطري السابق سيء الصيت والسيرة "تهاوشنا على الصيدة وفلتت"، ففي صفوف هذا التحالف حدثت خلافات حقيقية وجدية، حول الشيء الوحيد الذي قد يعني لمثل هذه العصب الاجرامية شيء، التنافس على نيل الحظوة لدى الإدارة الأمريكية، وفي التفاصيل خلافات حول مواقع النفوذ في اليمن المحتل، وعلى امتداد خارطة الوطن العربي، وجدل حول عصابات المرتزقة المحليين والدوليين الذين يتوجب الاستعانة بهم كأذرع تنفيذية، فبينما مالت السعودية والإمارات الاستعانة بمرتزقة الشركات الأمنية الغربية واستئجار قطاعات من جيوش عربية، ذهبت قطر نحو خيارها المعتاد المتمثل في تشغيل قوى الإسلام السياسي كمليشيا محلية.
لم ينتهِ الخلاف الخليجي، لكن الإدارة الأمريكية قررت إلزام صبيتها بإلغاء الاجراءات العقابية، وتنسيق جهودهم في خدمة السياسات الأمريكية والكيان الصهيوني، وهذا أيضًا لا يخرج عن نطاق الاستعدادات المتزايدة للعدوان على شعوب المنطقة في إيران والعراق و سوريا وغيرها، وفي خلفية مشاهد العناق والصلح العشائري بين صبية العروش، تلمح الحصار المتصاعد على قوى المقاومة، ومسار التطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني، ونوايا وإجراءات تصعيد الضغط على إيران.
مساعي تشكيل ناتو شرق أوسطي يعمل كذراع أمنية عسكرية للعدوان الأمريكي، لم تبدأ اليوم، ولكن هذه المصافحات والتهليل لها لا علاقة له بالعروبة، بل بتمزيقها وصناعة المجزرة، وإتمام هيمنة الكيان الصهيوني على المنطقة، فهل يسعف القتلة وأسيادهم اجتماعهم أو تفرقهم؟
وهل ينقذ حملة بن سلمان على الشعب اليمني الأبي عودة أبواق قطر للهتاف تمجيدًا له؟ فما أخفقت فيه آلاف من الغارات الجوية، وملايين من أطنان المتفجرات، وعشرات الآلاف من المرتزقة، لن تفلح به مذيعات الجزيرة أو أقلام صبية قطر المستأجرين.