Menu

البنية الفاشية للدولة الصهيونية

طبيعة إسرائيل: النموذج الصهيوني للفاشية (6)

أحمد مصطفى جابر

خاص بوابة الهدف

قامت الدولة الصهيونية ومنذ البدء على المقولات ذاتها المتعلقة بالعرق واندماجه بالأرض والغزو والعنصرية وإلغاء الآخر. وتحليل بنية هذه الدولة يكشف بوضوح عن الوجه الفاشي لهذا الكيان وطبيعته المعادية للعقل والمنطق، ومخالفته لحركة التاريخ وقوانينه الطبيعية.

ولتحليل بنية الصهيونية ومطابقتها الفاشية هناك عدة ركائز يمكن الاستناد إليها:

وحدة العرق والأرض والدين:

لقد بينا أن الفاشية توحد بين الأرض والعرق وتحيلهما متطابقان، وفكرة الدين وضمه إلى المعادلة هو الإضافة التي قدمتها الصهيونية على هذه الفكرة، وهي مقولة ما بعد فاشية بامتياز تتلخص فيها العنصرية العرقية والنوستالجيا الدينية والنزوع الاستعماري الكريه وتتجلى يوميًا في السياسة الإسرائيلية منذ نشأة الكيان الذي ابتدأ بطرد الفلسطينيين من أرضهم وصولًا إلى العمل الحثيث لتطهير فلسطين من شعبها الأصلي. تشهد على هذه السياسة مئات القوانين والأوامر العسكرية التي تسعى لتهويد الأرض نحو تحقيق شعار (أرض أكثر عرب أقل) وما جدار الفصل العنصري وأيضًا بالتناقض مع ما يحيل إليه هذا الجدار، التغول الاستيطاني المكثف ما وراءه، إلا تجسيد لهذه المقولة وخطوة جديدة في سبيل تحقيق (دولة اليهود) التي دعا إليها هرتزل والتي تكون أرضها يهودية وشعبها من اليهود فقط.

اقرأ ايضا: طبيعة إسرائيل: النموذج الصهيوني للفاشية (5)

وقد ظهرت هذه النزعة مبكرًا كما سبق وأشرنا عبر مقولات الآباء المؤسسين للصهيونية النازعة إلى إيجاد التطابق الافتراضي القسري بين العرق والأرض والدين، فعلى غرار الفاشية التي تفترض وحدة عضوية في العرق والديانة والثقافة والأمة(1) كتب اسحق كوك(2) «إن أرض إسرائيل ليست شيئًا منفصلًا عن روح الشعب اليهودي، إنها ليست مجرد ملكية وطنية تستخدم كوسيلة لتوحيد الشعب وتدعم بقاءه المادي أو حتى الروحي، إن الإبداع اليهودي الأصيل سواء في مملكة الأفكار أو في ساحة الحياة اليومية والعمل مستحيل إلا في أرض إسرائيل، إن اليهودي لا يستطيع أن يكون مخلصا لأفكاره ومشاعره وخيالاته وصادقًا في أرض الشتات مثلما يستطيعه في أرض إسرائيل».

وعلى هذا الغرار ينسج بن غوريون الذي كتب في نيسان 1941«إن ارتباط الشعب اليهودي والشعب العربي بأرض إسرائيل ليس متطابقًا، إن الشعب اليهودي يرى في إسرائيل الوطن الأوحد والوحيد، أما العرب الذين تُعتبر هذه الأرض وطنا لهم فهم جزء صغير جدًا من الشعب العربي كله»(3).

اقرأ ايضا: طبيعة إسرائيل: النموذج الصهيوني للفاشية (4)

قبل ذلك كان هرتزل واضحًا في دعواه عندما احتج على ترجمة عنوان كتابه der juden stat  باسم (الدولة اليهودية) فقال «إنني أتحدث عن دولة اليهود والفارق هو أن الدولة اليهودية ستكون دولة تتميز بالقانون اليهودي وتحكمها المعايير اليهودية ويتجلى فيها الروح اليهودية أما دولة اليهود فهي دولة يتألف كل سكانها من اليهود»(4).

وقد وصف ج هاكوهين فيشمان أول وزير للشؤون الدينية في إسرائيل صلة اليهودي (بأرضه) بأنها صلة «مباشرة وسماوية وأبدية، لا تشبه صلة الأغيار بها»، مذكرًا هنا بتنظيرات يهودا القالي سابق الذكر في هذه السلسلة، التي ذكرها حول العلاقة العضوية بين الشعب والأرض وما قاله أبراهام اسحق كوك أيضًا.

اقرأ ايضا: طبيعة إسرائيل: النموذج الصهيوني للفاشية (3)

كان إذا وما يزال لتهويد المكان وتفريغه من أهله غير اليهود مكانة مركزية في الفكر الصهيوني والممارسة العسكرية والقانونية لدولة إسرائيل. ومصدر هذه النظرة أيضًا ينطلق من المنظور اليهودي للتاريخ الذي يتلخص بأن تجلياته هي تعبير عن الإرادة الربانية ومن هنا فكل الظواهر التاريخية تبرز أو تختفي وفق خطة إلهية مسبقة وضعت قبل التاريخ نفسه، ويهوا يتدخل في دفع حركة التاريخ وتوجيهها بشكل مستمر، وهكذا فان ما يسمى الأمة اليهودية ومصيرها ومثالها هو تجسيد لإرادة إله إسرائيل، وما الأحداث التي تمر بها هذه الأمة إلا كشف علني للغطاء عن تلك الإرادة الصادرة عن (المطلق) تجاه (المتغير)(5). سنرى لاحقا كيف ستخدم هذه النظرية على نطاق واسع في التضليل الأيدلوجي والتلفيق الذي تقوم عليه مرتكزات الصهيونية.

النزعة الفاشية الاستعمارية الصهيونية

اقرأ ايضا: طبيعة إسرائيل: النموذج الصهيوني للفاشية (2)

الغزو – الإلغاء – المجال الحيوي

«وكلم الرب موسى في عربات مؤاب على أردن أريحا قائلًا: كلم بني إسرائيل وقل لهم أنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان، فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم، وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاته، تملكون الأرض وتسكنون فيها لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوها وتقتسمون الأرض بالقرعة حسب عشائركم.... (الخ)» (التوراة- سفر العدد- الإصحاح (50-56).

اقرأ ايضا: طبيعة إسرائيل: النموذج الصهيوني للفاشية (1)

كما ذكرنا سابقًا يربط ألبير ميمي مباشرة بين الاستعمار والفاشية، ويؤكد تشومسكي أن المسألة كلها تتعلق بالاضطهاد وفكرة الفتح وإزاحة الآخر والحلول محله.

هناك آراء مختلفة حول جوهر الاستعمار أكثرها تشدد على المحتوى الاقتصادي للإضطهاد، وإضافة لذلك نرى أن جوهر الاستعمار يتشكل أيضًا باعتباره حط من مكانة الآخر، وربما إبادته، لدينا الكثير من النماذج منذ الاجتياح المغولي إلى الحملات الصليبية وصولًا إلى الاستيطان الأوربي في أمريكا وأستراليا وأفريقيا.

ماذا يمكن تسمية العالم الجديد إلا مجالًا حيويًا لأوربا القديمة؟ وماذا تكون استراليا إلا مجالًا حيويًا لبريطانيا وكذلك هو الحال بالنسبة لفرنسا في الجزائر وايطاليا في ليبيا ، وألمانيا في شرق أوربة، وهكذا هو بالنسبة لإسرائيل في جنوب لبنان وسيناء والجولان كما سنلاحظ؟

الحركة الصهيونية هي ظاهرة استعمارية أيضًا، قامت على الغزو والفتح والاضطهاد كما أثبت تاريخها، وقد بينا كيف أن كل مفكريها المؤسسين وسياسييها اللاحقين وضعوا الاستعمار والغزو كأولوية لتحقيق أهدافهم وجنونهم في آن معا. وإذا كان الغزو الصهيوني لفلسطين، أحد مشتقات الغزو الأوربي الاستعماري لـ «القارات الثلاث» فإنه أضاف للاستعمارية الكلاسيكية بعدًا لاهوتيًا جديدًا يجعل من فلسطين الأرض التي وعد الله بها «الشعب اليهودي»، فالصهيونية استعمار استيطاني خاص يقيم الغزو على أساس الدين والسلالة وبشكل أوحد على أساس الامتياز العنصري. أليست تلك كلها عناصر الغزو الفاشي لأوربا؟ ألم تكن هي العلامة المتميزة للفاشية الإيطالية التوسعية؟ وهكذا تتلخص في فكرة الاستيطان عناصر الفاشية جميعها، وحدة الأرض والعرق والتمييز العنصري والإبادة. وإذا كانت العنصرية هي دين المستعمر الذي لا خلاص له منه، لم يكن بمقدور الصهيونية أن تكون خارج هذا الإطار أن تجد حلًا لمأزقها الاستعماري، سوى العنصرية وافتراض تأخر الشعب الآخر، وتأصل هذا التأخر في دمه وعنصره(6)، وهكذا وجدت خلاصها في الدين اليهودي، والأيدلوجيا اللاعقلانية الفاشية، ذلك هو دين المستعمر حقًا.

في الثالث عشر من حزيران عام 1910(7) ألقى آرثر جيمس بلفور، محاضرة في مجلس العموم البريطاني حول «المشكلات التي ينبغي علينا أن نعالجها في مصر» قال فيها «قبل كل شيء أنظر إلى الحقائق: إن الأمم الغربية فور انبثاقها في التاريخ تظهر تباشير القدرة على حكم الذات لأنها تمثل مزايا خاصة بها»، وهكذا فالعنصرية تلخص العلاقة الأساسية التي تربط الاستعماري بالمستعمر وترمز إليها (8)، وتحليل الموقف العنصري يسلط الضوء على ثلاثة عناصر(9):

  1. اكتشاف الفروقات بين المستعمِر والمستعمَر وإبرازها.
  2. تقويم الفروقات لصالح المُستعمِر.
  3. دفع الفروقات إلى حدود المطلق والتأكيد بنهائيتها.

هكذا يخطب بن غوريون عام 1956 في مؤتمر ماباي(10) «إن رسالتنا التاريخية تتلخص في أن نكون شعبًا مختارًا ونقيم موديلًا جديدًا من المجتمع وفقًا للقيم الخلاصية لأنبياء إسرائيل ونبوءتهم بيوم الحساب» ويكون(11) «اليهود هم أحد الشعوب المتميزة القليلة التي لعبت دورًا فريدًا في تاريخ البشرية». ومن هذه الرؤية لم تكن كتابات هرتزل خارج السياق المبكر للأحداث، هو الذي يخلق مناخًا من التشدد متحدثًا عن «محاربة» العداء للسامية و «غزو الأرض» و «الاستيلاء على الجاليات اليهودية في الشتات» وتنبأ باستيلاء تدريجي على الأراضي وطرد السكان في النهاية(12).

وتعتبر (الإلغائية) ركيزة أساسية لروح الفاشية المُستعمِرة، ففي الوقت الذي سعى فيه الاستعمار الكلاسيكي القديم إلى السيطرة على الشعوب واستعبادها لنهب ثرواتها وتوسيع حدود الإمبراطوريات، فإن الاستعمارية الصهيونية قامت على إلغاء الخصم وإبادته أو الاستيلاء على أرضه بالقوة، وقد كان هتلر قد كتب في كتابه (كفاحي) «إن التسليم بحقنا في التوسع لن يكون عفو الخاطر وهنا يبرز حق كل فرد في الكفاح لتأمين ما يكفل له البقاء وما عجز اللين عن إحرازه يعود إلى القوة أن تناله، ولو أن أجدادنا انجروا في الماضي مع العقلية المسالمة التي هي عقلية جيلنا لما كان لنا اليوم ثلث أراضي الوطن الألماني»(13) وأضاف «على الرايخ أن ينسج على منوال فرسان (التوتون) ويسلك السبيل الذي سلكوه ليتسنى للسيف الألماني أن يوفر الأرض للسكة الألمانية»(14). وهكذا كانت ممارسة الحركة الصهيونية ففي حوار نشر بين المستوطنين عام 1891 «ليس علينا سوى أن نطرد العرب إلى الضفة الأخرى من نهر الأردن. كيف؟ إن (ثائرًا) لا يطرح الأسئلة»(15). هنا تتجسد الخطوط الكبرى للصهيونية عمليًا على أرض الواقع: ذاتية يهودية وعنصرية غريبة تتمفصل على مقال الثورة من أجل تبرير الحيازة المطلقة على إقليم مأهول، ويعود ذلك إلى طبيعة الغزوة التي تحمل منذ البداية شعار توطين (شعب) بدلًا عن شعب آخر، وأكثر من ذلك فكرة (الأرض بلا شعب لشعب بلا أرض) مما يقتضي محو الشعب الأصلي، وإبادته، لتكون الأرض كلها خالصة (للعرق) اليهودي، دون أن تشوبها شائبة، فتكتمل معادلة الأرض المختارة للشعب المختار التي تناولناها سابقًا.

إن تاريخ الغزوة الصهيونية مزدحم بالأعمال التي تقوم على إلغاء الشعب الفلسطيني وإبادته، بل هو بجله تاريخ قائم على الإبادة الموجهة والمخططة لمحو الشعب الفلسطيني والاستيلاء على أرضه، تشهد على ذلك طريقة الاستيطان والمجازر التي لا تحصى والأهم والأفظع طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين لتفريغ الأرض منهم وتحويلهم إلى لاجئين، ولما لم يكن من مهمات هذا البحث سرد تاريخ الوقائع الإجرامية للغزو الصهيوني، فإنه لا بد من إلقاء الضوء على الأساليب والطرق التي استخدمها الغزاة، مما يكشف بشكل جلي حقيقة الطبيعة الفاشية للجهاز العسكري الصهيوني، بل للحركة الصهيونية والمجتمع الصهيوني الحالي باعتباره مجتمعًا قائمًا على العسكرة وروح القوة ما سنلمسه بشكل أكثر وضوحًا في السطور اللاحقة.

منذ عام 1917 كتب بن غوريون عن فلسطين «على الصعيد التاريخي المعنوي، البلاد بلا سكان»(16)، وقد كتب يوسف فايتس عام 1940 (17) «يجب أن يكون واضحًا أنه لا مكان للشعبين معًا في البلاد والحل الوحيد هو أرض (إسرائيل) على الأقل أرض إسرائيل الغربية بدون عرب، لا مكان هنا لحلول وسط ما من طريق أخرى سوى ترحيل العرب من هنا إلى الدول المجاورة وترحيلهم جميعًا، يجب ألا تبقى أية قرية أو قبيلة، يجب ترحيلهم إلى العراق و سوريا وحتى إلى شرق الأردن».

وفي محاضرة ألقاها وايزمن في باريس عام 1914 أعلن «في هذه المرحلة الأولية صاغ الرواد الصهاينة كحركة متوقعة تمامًا على العوامل التالية: هناك بلاد اتضح أن اسمها فلسطين، بلاد بلا شعب، ومن ناحية أخرى هنالك الشعب اليهودي الذي لا بلاد له»(18)، وقبل ذلك بكثير كان إسرائيل زنغويل أحد مساعدي هرتزل زار عام 1897 فلسطين وقال في إحدى خطبه «علينا أن نستعد لطردهم (العرب) من البلاد بقوة السلاح»(19). وتضيف غولدا مائير في مقابلة مع الإذاعة العبرية في آب 1973 «إن كل شيء لم يحدث، لم يكن في فلسطين شعبًا فلسطينيًا يعتبر نفسه شعبًا، وإننا طردناه كي نأخذ مكانه، إنهم لم يكونوا موجودين».

ومع اقتراب الصراع من ذروته نهاية الثلاثينيات تشكل إجماع قوي بين الأحزاب الصهيونية على طرد الشعب الفلسطيني إلى الدول العربية، خاصة سوريا والعراق، وقد تزعم الإجماع حزب ماباي الذي قاد الحركة الصهيونية في إسرائيل من 1933 إلى 1977 وكان المنوط به تنفيذ الطرد، واكتمل الإجماع بعد حصوله على تأييد الأحزاب العملية الصهيونية بدعم قادة حزب (الصهيونيين العموميين) وعلى رأسهم حاييم وايزمن، الذين هدفوا إلى «تحويل فلسطين إلى دولة يهودية تمامًا كما هي إنكلترا إنكليزية». كما طلبت منظمة ليحي (شتيرن (شرح1)) بطرد الفلسطينيين عبر بنودها التي صاغها أبراهام شتيرن مؤسسها ومنظرها، والذي خلفته قيادة ثلاثية بعد مصرعه؛ أبرز أعضائها إسحاق شامير، وبانتهاء الثلاثينيات تشكل إجماع صهيوني بانضمام جابوتنسكي إلى الطرد عبر رسالة بعث بها عشية موته إلى أحد أعوانه في فلسطين(20).

[شرح 1: شتيرن stern: تعرف باسم ليحي: اختصارا للكلمات العبريةlocham heurt Israel وبالانكليزية Israel freedom fighters أي المقاتلون من أجل حرية اسرائيل: أسسها أبراهام شتيرن عام 1940 وحملت اسمه وكان أحد مؤسسي الأرغون إلا إنه انفصل عنها. وكانت هذه المنظمة منذ نشأتها الأداة الفعالة لتنفيذ أفكار اليمين الصهيوني المتطرف، وقد وضعت بياناً أيدلوجيًا عام 1940 يتألف من ثمانية عشر بندًا تهدف جميعها إلى التحرير (القومي) الإسرائيلي عن طريق استخدام شتى أنواع العنف والإرهاب، وقد اغتال الانكليز أبراهام شتيرن عام 1942.

هذه الأفكار الالغائية لم يأكلها الزمن وليست قديمة وهي تشتد اليوم أكثر فأكثر بجنون الخوف الديمغرافي ودعوات الترحيل عبر التبادل السكاني أو الجدار أو التخلي عن المناطق المكتظة بالسكان العرب أو تهويد النقب والجليل. وكانت فكرة الطرد عن طريق تبادل السكان جاءت أصلًا من لجنة (بيل) اثر اندلاع ثورة 1936، وقد طالب بإحدى توصياته صراحة بـ «تبادل السكان بين الدولة اليهودية والدولة العربية»(21)، في وقت لم يكن هناك أصلًا دولة يهودية. وقد أولى بن غوريون أهمية قصوى لهذه التوصية، وأكد أن على الحركة الصهيونية التمسك بالتوصية كما تمسكت بوعد بلفور، بل كما تتمسك بالصهيونية نفسها(22).

واليوم، لا بد لمن يسمع خطب زعماء الصهاينة ويرى ما فعلته آلة الحرب الصهيونية في لبنان في تموز وآب من عام 2006 وفي فلسطين في كل الأوقات، ومن يطلع على وثائق مؤتمر هرتسليا ومن يقرأ التحليلات والنقاشات الصهيونية حول مستقبل إسرائيل في ظل الخطر الديمغرافي العربي، لا بد أن يسترجع محاضرة الوزير الإسرائيلي السابق المقتول رحبعام زئيفي في الجامعة العبرية في القدس يوم 22/5/1980(23)، حيث قال «هناك آراء تدعو إلى استغلال حالة الحرب من أجل ترحيل 700-800 ألف عربي.. ولم تتردد هذه الآراء فحسب، وإنما أعدت أيضا الوسائل لتنفيذها». وكان رحبعام زئيفي قد أكد أن الترانسفير (الترحيل) ليس جديدًا، بل هو سمة لازمة للصهيونية(24)، حيث قال «صحيح أنني أؤيد الترانسفير لعرب الضفة وقطاع غزة إلى الدول العربية، ولكنني لا أملك حق ابتكار هذه الفكرة، لأنني أخذتها من أساتذة الحركة الصهيونية وقادتها مثل دافيد بن غوريون الذي قال في جملة أمور أخرى «إن أي تشكيك من جانبنا في ضرورة ترحيل كهذا وأي شك عندنا في إمكانية تحقيقه وأي تردد من قبلنا في صوابها قد يجعلنا نخسر فرصة تاريخية » (مذكرات بن غوريون) كما أنني تعلمت هذا من بيرل كتيلسون وآرثور روبين ويوسف فايتس وموشيه شاريت وآخرين».

ونقاشات مؤتمر هرتسليا (مؤتمر ميزان المناعة والأمن القومي) بدوراته المتعددة لم تكن بعيدة عن هذه الطروحات وكانت كلها تصب في أنجح السبل للحفاظ على يهودية الدولة والتخلص من العرب، وقد سلمت الوثيقة التي أعدها المؤتمر في دورته ما بين 19 و21 كانون أول عام 2000 في جو احتفالي إلى رئيس الدولة موشيه قصاب، وقد علق الصحافي يئير شيلنغ (25) بالقول «اليمين المتطرف ما كان في مقدرته أن يصوغ توصيات تعكس فكره البهيمي الجامح بأفضل مما صاغتها هذه الكراسة».

وعلى غرار هتلر لم تكن فكرة المجال الحيوي بعيدة عن أفكار الآباء المؤسسين للصهيونية  ومؤسسي الكيان الصهيوني وقادته لاحقًا بمختلف تلاوينهم، وإذا كان اليمين الصهيوني ممثلًا بأريل شارون مهندس الاجتياح الإسرائيلي لبنان عام 1982، قد سعى لإقامة مجال حيوي شمال الكيان الصهيوني، فقد أيد الاشتراكيون الصهاينة دائمًا في الواقع الخطة الجهنمية حيال لبنان، والتي صيغت في المذكرة التي قدمتها المنظمة الصهيونية العالمية في شباط 1919 إلى مؤتمر الصلح، وبموجبها ينبغي أن تمر الحدود الشمالية للدولة اليهودية بمحاذاة الليطاني، وقد حاول الصهاينة تعليل ادعاءاتهم بـ«الحقوق التاريخية» و «العهد القديم»، أما في الواقع فإن الأسباب الاقتصادية والأيدلوجية تأتي بهدف الاستفادة والسيطرة على مياه الليطاني وتسديد ضربة قوية لاقتصاد جنوب لبنان، مما يجعله تابعًا لإسرائيل وتاليًا ضم الجنوب أو اقامة دولة دمية هناك(26).

في السياق نفسه، دافع بن غوريون في أيار مايو 1947 عن إنشاء دولة مسيحية في لبنان يكون الليطاني حدها الجنوبي، وفي 1954 تبادل ديان وساسون رسائل تضمن مشاريع دولة دمية طائفية في لبنان تكون تابعة لإسرائيل، وفي العام نفسه درست الحكومة الإسرائيلية إمكانية التدخل المسلح في لبنان لتأسيس دولة مارونية تحت رعاية تل أبيب، بل أن بن غوريون حاول عبثًا عام 1956 وعشية العدوان الثلاثي على مصر إثارة اهتمام فرنسا باقتراحه القائل بتغيير بنية لبنان(27)، وهذا ما تؤكده الوثيقة السرية للأركان الإسرائيلية والخطى الاستراتيجية لجيش إسرائيل عامي 56-57 والتي تحدثت عن الرغبة في تشكيل بضعة كيانات دولانية طائفية كراكوزية للدروز والشيعة والموارنة والعلويين والكرد والأقباط تابعة للدولة الإمبريالية وإسرائيل عن طريق تجزئة الدول العربية(28). ولا نبالغ إذا ذكرنا أن إنشاء إمارة شرق الأردن أساسًا جاء بهدف توفير مثل هذا المجال الحيوي للدولة الصهيونية القادمة، وهكذا جاء تأسيس دولة جنوب لبنان لاحقًا. طبعًا كان التوسع وتدمير الخصم في المركز من هذه الخطط، حيث يقول دايان «إنني أعتقد صادقًا ومخلصًا وبلا تردد أن علينا أن نشن على البلاد العربية حربًا وقائية، وبذلك نحقق هدفين أولهما القضاء على القوة العربية وثانيهما توسيع أرضنا»(29).

وقد أوضح موشيه شاريت رئيس وزراء إسرائيل عام 1954 في مذكراته تفاصيل تمزيق لبنان وإقامة الدويلة المارونية في منطقة الجبل، حيث يذكر أن بن غوريون اقترح استغلال المسألة الطائفية في الساحة اللبنانية لتفجير لبنان وتقسيمه، وقد اعترض شاريت على ذلك بحجة عدم واقعيته.

ويذكر شاريت أنه استلم رسالة من بن غوريون يرد فيها على تحفظاته بشأن إثارة الطوائف المسيحية اللبنانية لإقامة الدولة المسيحية وهي رسالة مؤرخة في 27/2/1954 «يكاد يستحيل قيام هذه الدولة في الأحوال العادية بسبب افتقاد المسيحيين إلى المبادرة والشجاعة اللازمة، ولكن الأمور تأخذ طابعًا آخر في حالات الفوضى والثورة والحرب الأهلية، حيث يتحول حتى الضعيف إلى بطل وربما حان الوقت الآن لإقامة دولة مسيحية إلى جوارنا»(30).

وقد أفصح شاريت في رسالة أخرى مؤرخة في 16/5/1954 «كان الشيء الوحيد الذي ينقصنا للتنفيذ طبقًا لرأي دايان (وزير الدفاع والخارجية فيما بعد) هو العثور على ضابط لبناني برتبة رائد وإقناعه بلعب دور المنقذ للسكان الموارنة، سواء بكسب تعاطفه مع الفكرة أو بشرائه بالمال، وأكد دايان أن الأمور حينئذ ستسير على أحسن ما يرام، وبعد أن نضم الأراضي اللبنانية الواقعة جنوبي الليطاني نهائيًا إلى إسرائيل»، وهو الأمر الذي تحقق بالفعل بعد ذلك وإن لفترة مؤقتة، عندما عثرت إسرائيل على سعد حداد الرائد اللبناني المنشق والذي أعلن انفصال جنوب لبنان وأنشأت له إسرائيل جيشًا خاصًا في الحزام الحدودي بعمق 15 كلم والذي انهار مع هزيمة إسرائيل وطردها من جنوب لبنان.

إن خطة إسرائيل والحركة الصهيونية لتفتيت العالم العربي وجعله مجالًا حيوياً لها صار جزءًا من كتابة التاريخ، فمنذ 1982 ولتحقيق أهدافها حددت إسرائيل لنفسها (دائرة مجالها الحيوي)، والتي سعت مصالحها الأمنية عبرها لتتجاوز ليس دول المواجهة العربية فحسب، بل العالم العربي برمته، بل لتمتد لتشمل تركيا وباكستان وإيران شمالًا وشرقًا، وإثيوبيا وزيمبابوي جنوبًا وغربًا حتى المحيط الأطلسي، وهذا يشرح ويترجمه ما حصلت عليه إسرائيل من أسلحة يصل مداها حتى جنوب الاتحاد الروسي، وربما يفسر أيضًا تهديدها بضرب مفاعلي كاهوتا الباكستاني وبو شهر الإيراني ومن قبل ضرب مفاعل تموز العراقي(31).

تلك الخطة كانت نسخة منقحة عن مخططات أصلية تطورت بعد إنشاء دولة إسرائيل استهدفت تقسيم المنطقة العربية وتفتيتها عرقيًا ودينيًا وطائفيًا وصولًا إلى دويلات ضعيفة تكون إسرائيل حاضنتها الإمبريالية، وأبرز هذه المخططات أفكار جابوتنسكي في الثلاثينيات حول الكومنولث اليهودي ومشروع بن غوريون لتقسيم لبنان عام 1954 واستراتيجية الثمانينيات لمستشار الأمن القومي لدى بيغن الدبلوماسي الإسرائيلي عوريد بنيون(32).

تنبع مفاهيم جابوتنسكي من مبدأ التعصب القومي وما يعنيه من سياسة السيطرة على النطاقين الداخلي والخارجي وما تفرضه من تصور الدولة القائدة في حركة كلية شاملة أساسها المفهوم الاستعماري للوجود السياسي. بمعنى آخر إن الإطار النظامي لدولة متميزة ذات صفات قيادية (إسرائيل بالطبع)، يرى أن من حقها أن تسيطر وتوجه وأن تستوعب أكثر من مجتمع سياسي واحد في فلكها. وهو فكر مطابق لما عرفته النازية الهتلرية أيام الحرب الثانية وتحايل على المفهوم العنصري، بحيث يظهر كنوع من التوفيق بين الدولة اليهودية في مفاهيمها التقليدية والدولة النازية في أبعادها الاقتصادية والعسكرية.

وتنبع الرؤية الأيدلوجية لجابوتنسكي من الأفكار المتطرفة التي حملتها (الثورة) المعروفة في التاريخ اليهودي القديم بـ (ثورة باركوخبا: شرح 2) والتي انطلقت ضد الرومان وانتهت بتحطيم المعبد الثاني عام 70 قبل الميلاد، وحولها جابوتنسكي إلى مجموعة من المبادئ صارت في مركز الإدراك الإسرائيلي الحالي وأبرزها حق إسرائيل بالهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وأن القوانين التي تسودها يجب أن تنبع من المفاهيم والتقاليد الدينية اليهودية الأصيلة بما تضمنته من تناقضات أو مخالفات للعالم المعاصر بمعنى أن العامل الذي يعتبر من المحاور الأساسية للتعامل السياسي للدولة العبرية.

[شرح2: باركوخبا: bar kokhba تعني بالآرامية (ابن نجم) وكان سيمون باركوخبا زعيم سياسي يهودي وعسكري متطرف قاد سنة 132 ميلادية آخر تمرد يهودي ضد روما من 132-135م في بعض الروايات، هذا التمرد الذي انتهى بالفشل أمام عملية قمع قادها الامبراطور هادريان، وقد قتل في باركوخبا في المعركة حينما لحقت الهزيمة بالتمرد، وقد اعتقد الحاخام البالاز أكيبا akiba أن باركوخبا كان هو المسيح المنتظر].

وقد رفض جابوتنسكي فكرة تقسيم فلسطين بين العرب وإسرائيل، بل طالب أيضًا بضم شرق الأردن إلى إسرائيل(33)، وعبر عن آرائه بوضوح أمام اللجنة التي بعثت بها بريطانيا في 11 شباط 1937، فقد جاءت شهادته على النحو التالي «إننا نعني بفلسطين حين نذكرها جميع المساحة التي تقع على ضفتي نهر الأردن.. هذه البلاد كلها سيعاد إنشاؤها وطنًا قوميًا لليهود». وفي رده على تساؤل السير هاموند رئيس اللجنة قال «إن تعريفنا نحن معشر الإصلاحيين لهذه الصهيونية قد أخذناه من خطاب هربرت صموئيل والذي قال فيه بعد سنتين من وعد بلفور: في الوقت المناسب يجب أن تصبح فلسطين كلها كمنولثًا عبريًا ذات أكثرية يهودية»(34).

مناحيم بيغن زعيم الليكود تلقف هذه المبادئ وأعاد تطويعها تدريجيًا، كما تفاعلت مع مفاهيم شارون ومن خلفه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وتحددت على النحو التالي:

  1. إن الوطن العربي ليس إلا تكوينًا مصطنعًا خلقته الإمبريالية العالمية، والأمة العربية لغو لا وجود حقيقي له وأن تاريخ هذه المنطقة هو قصة الاعتداءات على الأقليات المسلمة وغير المسلمة فقط، وأن أحد مسالك تفجير المنطقة يأتي عبر التوترات الدينية والطائفية العرقية؛ خصوصًا بين السنة والشيعة والعرب والأكراد والمسلمين والأقباط، وأن منطقة الشرق الأوسط هي أرض الأقليات الدينية والعرقية، وليست أرضًا للأمة العربية التي هي وهم خلقه الإدراك الخاطئ من الجانب الأوربي.
  2. هذا الواقع يسهل على إسرائيل مشكلة التسرب داخل منطقة الشرق الأوسط بجعل محور سياستها توطيد علاقتها بهذه الأقليات، أما بالنسبة للعلاقات الإسرائيلية الإثيوبية فهي تتميز بارتباطات قديمة منذ عصر يهوذا وعلاقته بملوك الحبشة والمستمرة حتى اليوم، وكذلك تركيا التي توجد فيها أقلية يهودية مستترة بعباءة الإسلام (يهود الدونمة) المسيطرون على وسائل المال والإعلام هناك، حيث على إسرائيل أن تعيد صوغ سياساتها مع هذه الدول.
  3. هناك قناعة إسرائيلية بأن الوطن العربي على استعداد لأن يتقبل الوجود الإسرائيلي في المنطقة.
  4. لا بد استخدام القوة العسكرية لتحقيق الأهداف السياسية والاستراتيجية العليا لإسرائيل(35).

والحديث عن كمنولوث عبري يمكن أن يفهم كنوع من الغزو النفسي للأقليات في الوطن العربي، ومحاولة لتحطيم الروابط القوية لكيان الأمة العرقية.

وقد صرح شارون في اجتماع كبير لتكتل الليكود عام 1988 «إن الضفة الشرقية هي جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل وحقوقنا فيها كاملة لا يمكن أن نتنازل عنها، وإذا لم يستطع جيلنا الحالي أن يحقق ذلك فإن على الأجيال القادمة ألا تنسى ذلك»، وهو تصريح تكرر عدة مرات بعد ذلك مثيرًا أزمة دبلوماسية مع الأردن، كما لا يخفى مغزى مشروع بيريز (مارشال للشرق الأوسط) أو السوق العربية –الإسرائلية المشتركة. وإذا كان شمعون بيريز تحدث عن مشروع مارشال فان آبا ايبان تحدث عن الولايات المتحدة العربية الصغرى «إن أمل إسرائيل أن تقيم الولايات المتحدة العربية الصغرى بالنسبة للعالم العربي على غرار علاقات الولايات المتحدة مع دول أمريكا اللاتينية من ناحية التعامل الاقتصادي»(36).

أما بن غوريون فقد عبر عن اللحظة التي يحلم فيها بتنفيذ هذه المخططات، حيث علق على خرق إسرائيل هدنة 1949 بالقول «عندما تجيء لحظة التنفيذ سنسوي حساباتنا مع الفراعنة الذين طردونا من مصر والبابليين الذين أسرونا والآشوريين الذين انضموا للرومان في تدمير الهيكل»

نجد فكرة المجال الحيوي متكررة بشدة لدى الحركات الفاشية كما في ألمانيا وايطاليا والكيان الصهيوني واليابان، التي حاولت جعل الصين مجالًا حيويًا لها فحركة rss (راشريا سواياما سيغان سانغ) الهندوكية الفاشية في الهند تتبنى هذه الفكرة، حيث أن فرع هذه الحركة قام أوائل السبعينيات في دلهي بتوزيع خمسة ملايين بطاقة بريدية تظهر الهند وباكستان وأفغانستان ونيبال وسيريلانكا وبنغلادش تحت العلم الهندوسي الزعفراني(37).

تتبلور إذن فكرة التوسع باعتبارها ركيزة أساسية للفاشية، بكونها حركة ذات سمة استعمارية. لقد آمن تيودور روزفلت في كتابه (اكتساب الغرب) أنه «لأجل خير العالم فإن الشعب الناطق بالإنكليزية بكل فروعه، يجب أن يسيطر على أكبر قدر ممكن من سطح العالم»(38) والسيطرة تأخذ معناها ليس فقط لأجل (خير العالم)، وإنما انطلاقًا من انحطاط الآخر ووجوب استعماره وإلغائه، فيصرح ونستون تشرشل في تبريره للغزو الصهيوني «أنا لا أوافق على أن الكلب في المذود يملك الحق النهائي في المذود حتى لو كان يضطجع هناك منذ زمن طويل، أنا لا أعترف على سبيل المثال أن هناك خطأ قد حدث بحق الهنود الحمر في أمريكا أو الناس السود في أستراليا، أنا لا أعترف بأن هناك خطأ قد حدث بحق تلك الشعوب بناء على الحقيقة بأن عرقًا أقوى، عرقًا من درجة أعلى قد استولى على الأرض»(39). وكما سعى المستعمرون البيض للتوسع غربًا عبر إزاحة استراتيجية للسكان الأصليين، في العالم الجديد كذلك بقيت الدولة الصهيونية بدون حدود رسمية، مقتدين بهتلر الذي افترض أن حدود العرق الأوربي هي حيث تقتضي الحاجة، وهكذا تؤكد غولدا مائير بعد حرب 1967 وفي رفضها للانسحاب بأن حدود الرابع من حزيران 1967 غير آمنة ولا يمكن الدفاع عنها، غير أن الجنرال بيليد يرد عليها قائلًا «إن الحكومة الإسرائيلية توحي للرأي العام أن ثمة خوفًا من الإبادة وتكون صورة كاذبة عن الظروف التي سببت الحرب وذلك لتبرير توسعها في أراض عربية جديدة» ثم يضيف «إن احتلال أراض جديدة هو وصفة سحرية وحل لكل معضلات أمتنا»(40). وتؤكد مائير «أن الحدود تقع حيث يستوطن اليهود ويقيمون ولا تقع على خريطة يحدها خط ما»(41).

ومرة أخرى يبدو ألا سبيل إلى التشابه بين أي شيء وشيء آخر كالتشابه الذي يتحقق بين النازية والصهيونية في إطار فاشي واحد.

المراجع

  1. ستشينا مازر سومدار. المرأة والتعبئة اليمينية في الهند. الثقافة العالمية72 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، سبتمبر 1995) ص 42
  2. مايكل جانسن. التنافر في صهيون: هل يمكن أن يقوم سلام في الشرق الأوسط. ترجمة كمال السيد. ط1(بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية، 1988). ص29
  3. شبتاي تينت. تطور فكرة الترانسفير في الفكر الصهيوني، هآرتس 2/10/1988.
  4. ابراهيم حمزة الدليمي، دوافع وآثار عسكرة المجتمع في الكيان الصهيوني (بغداد: بيت الحكمة، 2002) ص 16
  5. الياس شوفاني، إسرائيل في خمسين عاماً: المشروع الصهيوني من المجرد الى الملموس. الجزء الأول ط1(دمشق: جفرا للدراسات والنشر، 1999) ص36
  6. خالد القشطيني. الجذور التاريخية للعنصرية الصهيونية. ط1(بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1981) ص27
  7. ادوارد سعيد. الاستشراق. ترجمة كمال أبو ديب. ط4(بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية. 1995)، ص 64
  8. ألبير ميمي. صورة المستعمر والمستعمر. ترجمة: جيروم شاهين (بيروت: دار الحقيقة، 1980) . ص 96
  9. المرجع السابق، ص 97
  10. دادياني. الصهيونية على حقيقتها. ترجمة الياس شاهين (موسكو: دار التقدم، 1989)، ص 175
  11. المرجع السابق، ص176
  12. المرجع السابق، ص 54
  13. أدولف هتلر،كفاحي، ترجمة لويس الحاج،ط2(بيروت: بيسان، 1995) ص71
  14. المرجع السابق، ص73
  15. آيلان هاليفي، المسألة اليهودية: القبيلة –الشريعة – المكان، ترجمة فؤاد جديد، ط1(بيروت: مكتب الخدمات الطباعية، 1986) ص 220
  16. دادياني، مرجع سابق 154
  17. محمود محارب، الصهيونية-الترانسفير- الأبارتهايد، حلقة 1-12/5/2005/عرب 48 www.arabs48.com
  18. هاليفي، مرجع سابق، ص 222
  19. محمود محارب، مرجع سابق، حلقة 2 بتاريخ 16/12 -2005
  20. المرجع السابق
  21. المرجع السابق
  22. المرجع السابق
  23. المرجع السابق
  24. هآرتس 17/8/1988
  25. هآرتس- 23 -3-2001
  26. دادياني، مرجع سابق، ص 292
  27. المرجع السابق، ص 293
  28. karanjia R.Kh. the Dagger of Israel.Bombay, 1957,p.35
  29. نيويورك تايمز 26 نيسان 1956
  30. حسام سويلم، من جابوتنسكي إلى عوريد بنيون، استراتيجيا 110،(بيروت: شباط 1992) ص54
  31. حسام سويلم، الاستراتيجية الخفية لإسرائيل والصهيونية العالمية، تفتيت الوطن العربي استراتيجيا عدد 108 (بيروت أيلول ) ص 43
  32. حسام سويلم، من جابوتنسكي إلى عوريد بنيون، مرجع سابق ص50
  33.  المرجع السابق، ص51
  34. المرجع السابق
  35. المرجع السابق، ص53
  36. المرجع السابق، ص54
  37. ستشينا مازر سومدار، مرجع سابق، ص 52
  38. نورمان ج. فنكلشتين. صعود وأفول فلسطين: رواية شخصية لسنوات الانتفاضة. ترجمة أيمن حنا حداد (دمشق: كنعان للدراسات والنشر، 1996) ص 261
  39. المرجع السابق، ص 263.
  40. روجيه ديلورم، اني أتهم، ترجمة: نخلة كلاس، (دمشق: دار جرمق للطباعة والنشر، آب 1980) ص 112
  41. هآرتس 19 أيلول 1971