توفي أمس الخميس، محمد يحظيه ولد ابريد الليل، في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
ولد ابريد الذي يعتبر الأب الروحي للبعثيين الموريتانيين، والقائد التاريخي لحزب البعث في موريتانيا.
وكتب تنظيم "الوحدويون الناصريون"، في بيانٍ لنعيه "ننعي إلى الشعب الموريتاني العظيم وإلى الأمة العربية والإسلامية وكافة أحرار العالم رحيل أحد قادة نضالنا العربي الذين كرسوا حياتهم، وفكرهم وجهدهم ووقتهم دفاعاً عن وطنهم وأمتهم وقضايا الإنسان العادلة".
وأضاف البيان "لقد ظل الفقيد محمد يحظيه ولد ابريد الليل، من الذين تمسكوا بالمبادئ فما وهنوا وما استكانوا، حيث لم ترهبهم سياط الجلادين، ولم تقعدهم سجون الظلم، ولم يفل من عضدهم تهافت المفسدين ولا تخاذل المرتعشين".
وتابع "لقد ظل فقيدنا الشهم النبيل قائداً قومياً مواكباً عن قرب للأحداث الوطنية والقومية فاعلاً إيجابياً؛ متأثراً بها ومؤثراً فيها حتى أتاه اليقين، ونحن باسم كافة أجيال الوحدويين الناصريين في موريتانيا، نعبر عن بالغ حزننا وعميق رزئنا لفقد هذه الهامة القومية السامقة وهذه الشخصية الوطنية الفذة".
يشار إلى أن ولد إبريد تخرج من الجامعات الفرنسية، متخصصاً في الصحافة قبل أن يشتغل بالسياسة، ويرتبط بالقيادات التاريخية لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا والعراق، ويتحول إلى أبرز قيادي بعثي في موريتانيا.
وتولى ولد ابريد الليل العديد من المناصب، منها وزارة الإعلام التي تولاها في بداية الحكم العسكري عقب انقلاب 1978 الذي كان من المخططين له، ثم تولى الأمانة العامة لوزارة الخارجية في بداية حكم الرئيس الأسبق محمد خونه ولد هيدالة، قبل أن يسجن عقب المحاولة الانقلابية التي نفذها ضباط يوم 16 مارس / آثار 1982 بالتنسيق مع قادة التيار البعثي.
وخرج من السجن بموجب عفو رئاسي عقب انقلاب 1984، وعمل مسؤولاً سامياً في الأمانة الدائمة للجنة العسكرية للخلاص الوطني، ولكنه سرعان ما اعتقل من جديد عام 1988 مع قياديين في التيار البعثي، ليطلق سراحه سنة 1991 مع الانفراج الذي صاحب إعلان التعددية السياسية في موريتانيا إبان حكم الرئيس ولد الطايع.
وساند ابريد الليل الانقلاب الذي نفذه الجنرال محمد ولد عبد العزيز عام 2008، قبل أن تتوتر العلاقة بينه مع الرئيس السابق، ليتحول إلى الصف الداعم للرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.
ووصف ابريد الليل بأنه يفكر باللغة العربية ويكتب باللغة الفرنسية، وقد أثارت كتاباته السياسية الموغلة في الرمزية والعمق، اهتماماً واسعاً في الساحة السياسية الموريتانية، وترجمت كلها إلى اللغة العربية، ونوقشت على نطاق واسع.