Menu

أم الفحم: علم على فلسطين

بوابة الهدف الإخبارية

ام الفحم مظاهرة

خاص_بوابة الهدف

 تمتد أذرع العصابة الصهيونية المجرمة بأذاها وجرائمها لكل ما هو فلسطيني، وكلما ظنت أنها أقرب لتعميم سوادها على المشهد، واخضاع الجميع بقطع كل رأس مرفوعة، يأتي الصوت والهتاف ونداء الفداء؛ من حيث لا تحتسب؛ ترتفع هامة؛ اثنتان؛ عشرة؛ عشرة آلاف، وعلم يزين سماء البلاد.

لم يكن رفع العلم الفلسطيني في أم الفحم بالأمس هو المرة الأولى؛ فالحقيقة أن معظم الفعاليات والقوى والحراكات الوطنية المنقطعة عن تيارات "الأسرلة" والرافضة للانخراط في خدمة المنظومة الاستعمارية ترفع علم فلسطين عند كل مناسبة، وما زال علم وطن الشهداء يزين أشجع الفرسان حين يقضون نحبهم ذودًا عن شعبهم.

الجديد هنا في وقع الحدث وتعاملنا معه، ذلك الفراغ واليأس الكبير الذي بات سمة ملازمة لساحة العمل الوطني الفلسطيني بتقسيماتها المختلفة، وعجز القوى السياسية فيها عن الخروج بما ينفع الناس، إلا فيما ندر، وغرق كبير في حسابات العجلة الدائرة، وعجز عن توليد نضال وخطاب ينطلقان من استراتيجية جديدة يحتاجها الشعب الفلسطيني بالفعل؛ فلقد فعلت عصبة الإرهاب الصهيوني والإدارة الأمريكية الأفاعيل بشعب فلسطين خلال الأعوام الماضية، فكانت الاستجابة باهتة، باستثناء بوادر شجاعة لم تعبر عن السياق المركزي المسيطر على الموارد؛ فالحورات والضجيج والخطابات واجتماعات الهيئات الرسمية التي تطوحت ولحست قراراتها في مشهد هزلي، لم تثمر على مستوى الفعل الوحيد الذي تفهمه العصابة الصهيونية، المقاومة، سواء بشقها التنظيمي المتعلق ببناء روافعها وتعزيز شروط نجاحها، أو بقرار النار وإرادة السلاح.

هذه حقيقة اليأس، حين يأتيه علم أم الفحم فيغطي فلسطين، وحراك شبابها الأحرار ضد العدو الصهيوني، حين يدوس على مقولات النخبة السياسية المرتبطة بالمنظومة الصهيونية في الداخل المحتل؛ فتسارع جماهير شعبنا لالتقاطه، بوصلة وصيحة ومنبر، يعبر عن صوتها المحجوب والمصادر، هذا الشعب يريد كل فلسطين، ويريد من يقاتل لأجلها، وهو جاهز للتضحية على هذا الدرب، ولكنه لن يلدغ من جحر من ابتذلوا كل معنى للسياسة مرة أخرى.

فعلى نقيض اليأس الخانق الذي تصنعه ممارسة المنظومة السياسية الرسمية الفلسطينية ويستشعره حتى صناع هذه السياسة؛ فيغطوه بمزيد من الخطابة، بات الفعل الشعبي هو وحده قادر على صناعة الأمل، واستعادة الطاقات وتجنيدها في مواجهة العدو.

هنا السؤال، لماذا تغيب هذه الإرادة الشعبية عن صناعة السياسة في فلسطين؟ والإجابة قد تطول، ولكن لنلتقط بعضاً من ملامحها، الأولى هي وقوع السياسي الفلسطيني في أسر قواعد اللعبة التي يفرضها القوي المسلح المانح الممول، وثانيها هو الارتباطات المصلحية؛ فوجود شريحة انتهازية من النخب الفلسطينية تحرس هذا الخضوع، وتدافع عنه، وتهاجم خصومه، بات يصبغ كل جوانب الحياة بلون النفاق هذا.

الأكاديميا والصحافة والعمل الرسمي، وغيره، هذا ليس كل شيء في هذا الجانب، ولكن بداية لتناول هذا العنوان.

لن تكون أم الفحم وحيدة، وجدار الفصل ورهانات المهزومين على مشاريع الخضوع، لن تستطيع الصمود أمام حقائق الأرض، وإرادة هذا الشعب المصمم على حفظ هويته الواحدة، وحقه في تقرير مصيره وصناعة انتصاره