Menu

الكونغو: اجتماع حاسم لمصر وإثيوبيا والسودان لبحث أزمة "سد النهضة" السبت المقبل

وكالات - بوابة الهدف

أفاد مسؤولون في جهورية الكونغو، اليوم الخميس، أن اجتماعاً لكلٍ من وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان في كينشاسا عاصمة الجمهورية الديمقراطية، سيعقد لإجراء محادثات بشأن "سد النهضة" الذي تبنيه أديس أبابا على نهر النيلن وذلك السبت المقبل.

وقال مسؤولون في وزارة الخارجية والرئاسة الكونغولية، إنّ الاجتماع يستمر 3 أيام ويستضيفه الرئيس فيليكس تشيسيكيدي الذي تولى رئاسة الاتحاد الأفريقي في شهر آذار/مارس الماضي.

ويأتي ذلك، بعد أن رفض البرلمان العربي أي إجراءات أحادية من إثيوبيا بشأن "سد النهضة" أمس الأربعاء، حيث أعرب عن تضامنه وتأييده التام لمصر والسودان في ضمان حقوقهما المشروعة في حصتهما من مياه نهر النيل، ومساندته لأي مساعٍ تسهم في حل هذه الأزمة من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة المثير للجدل.

وشدد البرلمان على أن مصر والسودان ركيزة أساسية في الحفاظ على الأمن القومي العربي، معتبراً أن أمنهما المائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي ككل.

بدوره، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي، إن مصر لا تأخد مياه أحد، موضحاً أنه تتم معالجة مياه الصرف الصحي لاستخدامها في الزراعة بدلاً من رميها في البحيرات المصرية وإحداث تلوث.

وأضاف السيسي "معركتنا في أزمة سد النهضة معركة تفاوضية"، وذلك خلال مؤتمر صحفي في منطقة السفينة الجانحة في قناة السويس.

وكانت مصر أعلنت في وقت سابق رفضها الإجراءات الأحادية من قبل إثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة، محذرةً من الأضرار الجسيمة التي ستلحق بمصر والسودان.

وتأتي التصريحات المصرية بعد تأكيد أديس أبابا عزمها على تنفيذ الملء الثاني للسد في تموز/يوليو المقبل، من دون الاتفاق مع دولتي المصبّ (مصر والسودان).

وعدّ ذلك مراقبون فرضاً من إثيوبيا لأمر واقع ترفضه القاهرة وتعتبره تهديداً لمصالحها ولأمن المنطقة واستقرارها.

كما واقترحت الخرطوم الشهر الماضي تشكيل آلية رباعية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، في خطوةٌ رحّبت بها القاهرة ورفضتها أديس أبابا.

يُشار إلى أنّ مصر والسودان وإثيوبيا عقدوا عدّة جولات تفاوضية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي برئاسة دولة جنوب أفريقيا، للوصول إلى اتفاق بشأن السد، دون جدوى إلى أن توقفت في نهاية أغسطس الماضي، إذ تتمثّل النقاط الأساسية العالقة في الجانب الفني للمفاوضات في "تعريف منحنى التشغيل المستمر لسد النهضة"، وإعادة ملء سد النهضة في فترات الجفاف في المستقبل، إضافة إلى نقطة أخرى تختص بالتصريفات في سنوات الجفاف الممتد.

وتبني أثيوبيا سد النهضة على مجرى النيل الأزرق، وسيكون أكبر سد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، إذ تقول إثيوبيا إنّ "المشروع حيوي لنموها الاقتصادي، حيث تسعى إلى أن تصبح أكبر مصدر للطاقة الكهربائية في إفريقيا، بأكثر من 6 آلاف ميجاوات"، في حين تتخوّف مصر "من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب، بينما يحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب".

يُشار إلى أنّ نهر النيل يُعد المصدر الرئيسي للمياه في مصر، التي تعاني من "الفقر المائي"، حيث يبلغ نصيب الفرد فيها أقل من 550 مترًا مكعبًا سنويًا.