Menu

في يوم الأسير الفلسطيني..

لجنة أسرى الشعبيّة في الشتات: نُساند أسرانا ونفعل كل ما نستطيع رغم الظروف القاسية

الأسير المحرر أحمد أبو السعود

دمشق _ خاص بوابة الهدف

في يوم الأسير الفلسطيني الذي يُصادف 17 نيسان، تحدّثت "بوابة الهدف الإخباريّة" مع الأسير المُحرّر أحمد أبو السعود، مسؤول لجنة الأسرى والمُحرّرين في الشتات التابعة للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، للحديث عن طبيعة عمل اللجنة، وحالة الحركة الوطنيّة الأسيرة تزامنًا مع مُناسبة يوم الأسير.

وفي بداية حديثه، قال أبو السعود، المُقيم حاليًا في الجمهوريّة العربيّة السوريّة، إنّ لجنة الأسرى والمُحرّرين في الشتات تعتبر أحد الأذرع التابعة للجبهة الشعبيّة فيما يختص بقضايا الأسرى، وهذه اللجنة تعمل على توسيع تعريف أبناء شعبنا في الشتات بمُعانيات الأسرى وظروفهم وبكل ما يتعلّق فيهم من إمكانيّة الوصول إلى هذه المعلومات، خاصّة مع وجود حالة من الفقر في المعلومات بالخارج تجاه قضيّة الأسرى.

ولفت أبو السعود إلى أنّ اللجنة -تتكوّن من عددٍ من الأسرى المُحرّرين-، ساهمت بشكلٍ معقول من خلال الأنشطة في المُخيّمات السوريّة والمراكز والصالات والعديد من المواقع في نقل صور الأسرى وأسمائهم وأحكامهم والحديث عن المرضى، وأصبح هناك لدى الجمهور في الخارج معرفة بالأسرى وقضاياهم أفضل من السابق، كما تعمل اللجنة على التحشيد وخلق حالة من التعاطف والاسناد للأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.

وأشار أبو السعود إلى أنّ هناك قوى أخرى في سوريا تقوم بأنشطة لإسناد الأسرى الفلسطينيين، ولكن لجنة الأسرى والمُحرّرين التابعة للشعبيّة يمكن القول أنّها متميّزة نوعًا ما على الساحة السوريّة نسبيًا ولها امتداد في لبنان والأردن، وفي أوروبا، لكن في ذات الوقت أكَّد أنّ النشاط لم يرتق بعد إلى المستوى الذي يدفعنا للوصول إلى كامل الجماهير من أبناء شعبنا وإلى المتعاطفين مع قضية الأسرى، ولكن هناك خطوة إلى الأمام في هذا الجانب.

يوم الأسير محفورًا في الذاكرة الوطنية

وحول مُناسبة يوم الأسير، أوضح أبو السعود أنّ يوم الأسير الفلسطيني أصبح محفورًا في الذاكرة الوطنيّة الفلسطينيّة وحتى في أوساط الحركات والأحزاب والمؤسّسات العربيّة وغيرها، هذا اليوم من خلاله يتم الوقوف أمام هذه النضالات التي تقوم فيها الحركة الأسيرة والممتدة منذ عام 1967 وما قبله حتى الآن، ومن خلال هذا اليوم يتم تنظيم العديد من الأنشطة على صعيد المنظّمات الحزبيّة والأحزاب والحركات وكل المؤسّسات للتعبير عن التضامن والاسناد للأسرى والتعاطف مع قضيتهم، والحركة الأسيرة في سجون الاحتلال تُحيي منذ سنوات طويلة هذا اليوم بإضرابٍ جماعي عن الطعام ويقومون في كل 17 نيسان سواء الأسرى الفلسطينيين أو العرب بإرجاع وجبات الطعام كنوعٍ من الاحتجاج على ظروفهم وأوضاعهم داخل السجون.

وبيّن أبو السعود أنّ يوم الأسير يتميّز هذا العام من خلال المعاناة التي نجمت عن انتشار فيروس "كورونا"، ما أضاف معاناةً جديدة للأسرى، كما كانت الظروف الفلسطينيّة والحالة السياسيّة صعبة، وحتى عند الاحتلال، كما أنّ الظروف السياسيّة العربيّة والدوليّة كانت جانحة لصالح الاحتلال ما دفعه لتشديد الضغوط أكثر على الأسرى الفلسطينيين، ولاحظنا التزايد في أعداد الشهداء والمرضى والمصابين بالأمراض الخطيرة جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمّد الذي يؤدي إلى القتل، ولذلك كانت المعاناة هذا العام مضاعفة حتى على أهالي الأسرى، ما يتطلّب من الجميع أن يكونوا أكثر جاهزيّة وعطاءً لمُناصرة الأسرى الذي يشكّلون معلمًا يُشير إلى أنّ الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال هو صراع دامٍ بدليل أنّ الاحتلال يُمارس القهر والاعتداءات والاقتحامات على الأسرى بشكلٍ دائم.

وشدّد أبو السعود على أنّ يوم الأسير هو يومٌ وطني بامتياز، ونحن نُساهم بما نستطيع رغم كل الظروف القاسية التي نعيشها في سوريا، وسيكون لدينا نشاط مشترك ما بين لجنة الأسرى والمحُررين في الشتات واتحاد الكتاب العرب لإحياء هذه المناسبة الوطنيّة بالتزامن مع اشهار كتابين: كتاب شِعر للرفيق كميل أبو حنيش، وكتاب عن جلاء المُستعمِر عن سوريا، كما سيتم عرض قرابة 100 كتاب متوفر لدى اللجنة، وهذه الكتب لأسرى وأسرى مُحرّرين، وعدد من اللوحات الفنية ذات الصلة بقضيّة الأسرى ومجموعة منها للفنان المشهور الرفيق محمد الركوعي، كما سيتخلّل هذا النشاط كلمات متنوّعة عن الأسرى وعن جلاء المُستعمِر.

ورأى أبو السعود خلال حديثه للهدف، أنّ الوضع الفلسطيني يعيش أزمة شديدة، وكل الفصائل الفلسطينيّة تعيش الأزمة، ولذلك هذه الأزمة الوطنيّة وحالة التراجع والانحسار من الطبيعي أن تعكس نفسها على النشاطات والاهتمام بالقضايا الكبرى مثل قضية الأسرى، مُؤكدًا أنّ اللجان والمؤسّسات المعنية مهما قدّمت للأسرى من نشاطات سواء كانت موسميّة أو يوميّة هو شيء بسيط جدًا أمام هذا الحجم من الهجمة الصهيونيّة على الأسرى ليل نهار، لذلك نؤكّد أنّ المطلوب أكثر من ذلك إزاء قضية الأسرى وزيادة النشاطات والفعاليات حتى يكون هناك ضغط يُمارس على الاحتلال عالميًا من أجل التخفيف من معاناة الأسرى على الأقل، لأنّنا نرى أنّ كل الأنشطة التي يتم تنظيمها لن تؤدي إلى تحرير أي أسير ولكنّها يمكن أن تخفّف من معاناته لأنّ جميعنا يعلم ما هي طريقة تحرير الأسرى وكيف تتم.

وفي ختام حديثه، أكَّد الأسير المُحرّر أحمد أبو السعود، على أنّ أسرانا في سجون الاحتلال اليوم أكثر حضورًا في وعي شعبنا الفلسطيني واهتمامه ومحبته وتقديره لقضيتهم، لا سيما وأنّ هذه القضية كانت منسيّة في السابق بكل ما تحمله الكلمة من معنى، على عكس اليوم، ونتمنى من كل الهيئات القياديّة لجميع الفصائل الفلسطينيّة أن تضع قضيّة الأسرى دائمًا على جدول أعمالها في كل اجتماع، والأكيد أن شعبنا لن ينسى الأسرى في يومٍ من الأيّام.