Menu

انتفض الشعب.. فهل تنتفض القيادة ؟!

أرشيفية

بوابة الهدف_ بيسان الشرافي_ خاص

في سياق مُجريات الأحداث في الضفة الثائرة، وعلامات الاستفهام التي بات يضعها كل فلسطيني، حول مصير هبّته وحراكه المُقاوم، بالتزامن مع تصعيد "إسرائيلي" متواصل على كافة جبهات الاشتباك والمواجهة، حتى بات يُفرغ جنود الاحتلال رصاصهم وحقدهم الأسود في جسد أي فلسطينيٍ يمرّ صدفةً على مقربة منهم.

"بوابة الهدف" تطرح عدة قراءات للسيناريو المحتمل، وعدة رؤى لما يجب أن تسير عليه الأمور في قادم الأيام.

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، وبالتزامن مع تغوّل الاحتلال ضد الفلسطينيين، قال: يجب أخذ الاحتياطات كلها، بما فيها ترتيب البيت الفلسطيني، ومتابعة ما تقترفه إسرائيل، ومحاسبتها وكشف القناع عن وجهها الكريه في كافة المحافل الدولية.

وحول "الانتفاضة المسلحة"، رأى زكي أنه يجب ألّا يغيب ما حدث خلال الانتفاضة الثانية، فإسرائيل لديها من أدوات القتل والتدمير الكثير، وفي هذا الوقت الانتفاضة المسلحة ليست في صالحنا.

وتابع زكي في حديث خاص لـ"بوابة الهدف": يجب أن تبيّن الوجه الحقيقي لإسرائيل التي تمارس الإرهاب، وذلك في المحافل الدولية، خاصة وأن العالم الآن بات كارهاً لها.

واستدرك: هذا لا يعني أن يكون الشعب الفلسطيني المسيح ، بمعنى أنه "على الشعب أن يدافع عن نفسه، وهذا حقه المشروع، لذا يجب تحريك مسارنا ، بألّا يظل الاحتلال دون تكلفة، والسلطة دون سلطة، ويجب إقامة الدولة".

وأضاف زكي: يجب أن يكون هناك برنامج يُنظّم فعاليات نضالية حقيقية قادرة على أن تربك الإسرائيليين، وتقض عليهم أمنهم واقتصادهم، والأهم أن تقوّض استيطانهم.

وأكّد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أنه يجب أن تنتظم هبّة الشعب وانتفاضته في إطار الخلاص النهائي من الاحتلال وتحقيق الطموحات الفلسطينية.

وقال: إن أوسلو "المصيبة" انتهى، والسلام المخادع بات لا ينطلي على الفلسطينيين. وقد حان الوقت لصياغة رؤية لأوضاع الداخل الفلسطيني أكثر من أي وقت مضي. مؤكداً على أن أهم مرتكزات قوة الشعب الفلسطيني هي وحدته.

القيادي في الجبهة الشعبية، زاهر الششتري طالب بأن تكون هناك دعوة سريعة لانعقاد الإطار القيادي الموحّد ليتم بحث كل ما يشهده الشارع الفلسطيني، وعلى حركتي حماس وفتح أن ترتقيا لمستوي دماء الشهداء، وأن تعملا على إنهاء الانقسام.

الششتري أتبع مُطالبته هذه بضرورة بذل المستوى القيادي في منظمة التحرير مزيداً من الجهود لتحقيق عدّة مساعي، أهمها تفعيل دور المنظمة على أسس كفاحية بناء على حوار وطني شامل بعيداً عن أي شروط مسبقة، كالموافقة على برنامج المنظمة الذي وصف بـ"المثير للجدل والمرفوض وطنياً"، وذلك حتى يتم الاتفاق على آليات محددة لتنظيم الفعل المقاوم.

وأكّد القيادي في الجبهة أنه بات جلياً أن الفعل الجماهيري سبق قرار الفصائل بالمبادرة في الهبّة الواسعة التي نشهدها الآن، ومن الواضح أيضاً أن هناك تطوراً في أداء هذه الهبة، فقد انتشرت عمليات المقاومة في كل المحافظات.

وذكّر الششتري بأن الهبة الشعبية لم تبدأ مع بداية أكتوبر، إنّما هي موجودة في القدس منذ أشهر طويلة، لكن لم يتم تأطيرها.

المطلوب الآن، كما أكّد الششتري:  من قيادة الفصائل بأن تقوم بتطوير هذه الهبة في وجه الاحتلال، لتصل إلى حالة انتفاضة شعبية شاملة في كل جوانب الكفاح والمقاومة، من خلال قيادة وطنية موحدة.

مواقع التواصل الاجتماعي، والتي باتت مُنفتحة على الكثير مما يدور في ميدان المعركة، حيث مقاطع الفيديو والصور والشهادات الحيّة التي تُوثّق إجرام الاحتلال وغطرسته وبطشه بالفلسطينيين، وفي المقابل بسالة المُقاومين المُنتفضين في وجه المحتل الفاشي، كل هذا ساهم في جعل ساحة المعركة بالفعل ممتدّة لتطال كل بيت فلسطيني.

ولروّاد هذا العالم الافتراضي، كان هناك تساؤلٌ حول حقيقة مُشاركة التنظيمات والفصائل الوطنية الفلسطينية في انتفاضة الجماهير على الأرض.

"بوابة الهدف" تحدّثت مع القيادي في حركة حماس ، حسن يوسف، للإجابة على هذا التساؤل، حيث قال: هناك قوى وطنية وإسلامية تُصدر بيانات وتوجيهات وتدعو لفعاليات، وهذا هو المطلوب من الفصائل في المرحلة الحالية.

وأضاف: هناك قضايا عسكرية لا يمكن العمل بها بشكل مكشوف ولا يتم التحدث بها عبر الإعلام، وكل تنظيم يعلم ما المطلوب منه تجاه أرضه وتجاه شعبه ومقدساته، وهذا الأمر متروك للأجنحة العسكرية أن تتصرف به كما تشاء وكيفما تختار.

وكدليلٍ على وجود التنظيمات في ميدان المواجهة مع الاحتلال، استشهد القيادي في حماس بعملية "إيتمار" التي زعم الاحتلال أنه اعتقل الخلية المُدبّرة والمنفّذة لها، في حين لم تُصدر الحركة بياناً رسمياً تتبنى فيه مسئوليتها عن العملية، التي قُتل فيها مُستوطن وزوجته في مستوطنة "إيتمار" القريبة من مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة.

وتابع حسن يوسف: لا يخفى على أحد الظرف الأمني وما تقوم به أجهزة السلطة الفلسطينية من تنسيق أمني ومنع وملاحقة المقاومين واعتقالهم، وهذا الأمر لاشك أن له تبعات وتداعيات على هؤلاء المسؤولين في التنظيمات الفلسطينية.

المطلوب الآن، برأي يوسف هو: استثمار هذه الانتفاضة كي تؤثر وتوجع الاحتلال أكثر وأكثر.

وأعرب القيادي في حماس عن تخوّفاته من "خطة اعتراضية تقوم بوضعها السلطة لوقف هذه الهبة بدعوى التوجه نحو مسيرة تسوية جديدة"، وقال: على السلطة أن تستجب لرأي الشعب الفلسطيني، فهناك ما يقارب الثلثيْن منه يريد التخلي عن أوسلو ومقاومة الاحتلال ليصدوا عدوانه وبطشه.

بطل ملحمة الصمود في وجه السجّان "الإسرائيلي"، الأسير المحرر خضر عدنان، أكّد أنه "على القيادة الفلسطينية التقاط الإشارات التي يُطلقها الشعب، بشكل أسرع، وعلى الجميع أن يتحمل مسئولياته التاريخية في هذه الانتفاضة".

وقال في حوار خاص لـ"بوابة الهدف": حراك شعبنا لطالما سبق الفعل المنظم، لكن مع قادم الأيام يجب أن تأخذ الفصائل دورها، في توجيه العمل الانتفاضي، بشكل منظم أكثر ليؤلم الاحتلال أكثر؛ لأننا كفلسطينيين لا نريد أن نبكي وحدنا، ومن لا يريد لأحدٍ أن يبكي، عليه أن يعمل على زوال الاحتلال ووقف تدنيس المقدسات وتقسيمها، فلا قيمة لنا دون الأقصى والقدس  والأرض والحرية.

وفي معرض إجابته على تساؤل مفاده "ما هو الأدوات التي تملكها الفصائل للأخذ بيد هبّة الشعب والسير على طريق الانتفاضة الشاملة؟"، أكّد خضر عدنان على إعادة الاعتبار لمسمّى القوي الوطنية والإسلامية، التي يجب أن تأخذ دورها وتجتمع بشكل دوري وأن تخطط وتدبر جيداً، كيف تواجه المحتل، وكيف تمضي مع الشباب الفلسطيني الثائر، بشكل منظّم أكثر.

وأضاف: يجب تفويض شعبنا وإعطاؤه أدوات القوة للدفاع عن النفس، أمام هذا الاحتلال الذي يملك كل أدوات القتل والبطش بوجه الفلسطينيين. مؤكّداً أنه ليس مهماً هل ستنتهي هذه الهبّات بانتفاضة عارمة أم لا، بقدر أهمية  الفعل الجماهيري والثوري والنضالي على الأرض.

إذن بين هذا القول وذاك، يتضّح أن الكرة المشتعلة باتت الآن في ملعب الفصائل الوطنية والقيادة الفلسطينية ممثلةً بالسلطة ومنظمة التحرير، فهل ستأخذ "مُجتمعةً وموحدةً" بيد انتفاضة الشعب وتمضِ بها قدّماً، على طريق الحلم الفلسطيني الأوحد؟!.