Menu

"الانتفاضة" إلكترونية أيضا... ولكن؟!

مواجهات شرق القطاع.. بعدسة: طارق مسعود

بوابة الهدف_غزة_محمود الحاج

تستطيع الآن أن تخاطب العالم وأنت ترتشف قهوتك الصباحية على النافذة، حيث بات من السهل أن تحشّد لقضية ما، فقط كل ما عليك فعله هو أن تكتب على مواقع التواصل الاجتماعي كلمة تسبقها إشارة السلم والمعروفة حاليا بالهاشتاج وستحصل على الكثير من المناصرين لقضيتك.               

فلسطينيا، و بمجرد الإعلان عن خبر استشهاد مهند الحلبي تحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى كتلة من الغضب تملؤها المطالبات ببدء الانتفاضة، فكان لهذه المواقع دورا كبيرا في تحفيز وتشجيع الجماهير الفلسطينية على النزول للشارع من جانب، وتوثيق جرائم الاحتلال من جانب آخر.

كتبت ديانا أحمد على حسابها الشخصي فيس بوك، "أنا لا استطيع الخروج في مواجهات بحكم السن لكنني أستطيع أن انشر جرائم الاحتلال لكي يراها أصدقائي في مختلف أنحاء العالم"، وهذا ما اتفق معه أحمد أبو شمالة، الذي قال: "شعوري بالقهر مما شاهدته من جرائم جعلني انشرها لفضح بشاعة الاحتلال".

هذا ما يقوله العامة، وهناك من كان أكثر مهنية و تنظيما،  فبادر بتشكيل غرف خاصة ومجموعات عامه تتابع أخبار الانتفاضة، يقول الناشط عامر العروقي مؤسس غرف الانتفاضة الالكترونية لمراسل الهدف :"دحض روايات الاحتلال ونشر انتهاكاته بحق المقدسات والمواطنين العزل على جميع مواقع التواصل بلغتين العربية والانجليزي و رفع الروح المعنوية للمواطنين من خلال نشر صورة التضامن بين شطري الوطن والأراضي المحتلة عام 48 هي أبرز النشاطات التي نقوم بها حاليا".

وأوضح العروقي أن الهدف من غرفة الانتفاضة يكمن في توحيد كافة الجهود الشبابية في العالم الافتراضي تحت سقف موحد قادر على مجابهة كافة الإشاعات والأكاذيب التي يقوم بنشرها قوات الاحتلال بين أبناء شعبنا.

كثيرة هي النشاطات الالكترونية، وربما ليس آخرها نشرة "صوت الانتفاضة"، التي نشر العدد الأول منها على بوابة الهدف، حيث ورد فيها نصائح حول آليات التعامل ميدانيا مع قوات الاحتلال ومستوطنيه ، وإرشادات في التعامل القانوني في حالة الأسر والاعتقال .

الصحفي محمد عثمان، من جهته، أكد على أهمية صدق المعلومة المراد نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي قائلا:" صحيح أن على النشطاء رفع معنويات الشعب الفلسطيني، لكن بالصدق وعدم ترويج الشائعات وتأكيد روايات الإعلام الصهيوني بما يتعلق بوجود عمليات طعن هنا وهناك، وتحويل الفلسطيني من ضحية إلى قاتل من وجهة نظر العالم، لأن العدو دائما لديه رسالة يحاول إيصالها للعالم، فيجب أن لا نكون أداته."

الإعلامي أيمن العالول الذي شارك مؤخرا في تصوير فيديو يحض على مقاطعة المنتجات "الإسرائيلية" ولاقي نجاحا كبيرا ووصل لأكبر عدد من المشاهدين، أكد على أهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في دعم وإسناد هذه الانتفاضة، بل رأى أن هناك انتفاضة الكترونية بالفعل على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن العالول حذر المشاركين في الانتفاضة من استخدام هذه المواقع بكثرة لكي لا يقدموا معلومات للاحتلال بـ"المجان".

يذكر أن شرطة الاحتلال قررت إنشاء قسم عربي لمحاولة العثور على الشباب الفلسطينيين الذين ينوون تنفيذ عمليات استشهادية  لمحاولة إحباطها قبل حدوثها.

في السياق ذاته، تحدث الصحفي محمد بشير عن خطورة الرسائل السلبية التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا:" بالرغم من أهمية استخدام وتفعيل النشاط الالكتروني على الانترنت إلا أنه يجب الحذر من أن تكون الرسائل التي تحملها تلك النشاطات فعلا قادرة على خدمة الانتفاضة وأن لا تكون عبثية أو ذات مردود سلبي".

وأكد بشير على ضرورة أن تكون الرسائل الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل واعية محددة تخدم المواطن ولا تضره، مع مراعاة أن تكون مختلفة عندما تكون موجهة لدول العالم الغربي.

الناشط المقيم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية أحمد بعلوشة أكد الآخر على ضرورة الكتابة على هذه المواقع باللغة الانجليزية لكي "تصل رسائلنا للعالم"، موضحا أن صوت الانتفاضة لم يصل بالشكل الكافي للمواطن الأمريكي.

لكن هاشم شبلاق، المقيم في أسبانيا وتنقل مؤخرا بين أربعة دول أوروبية  يقول :" للأسف لا أحد هنا يعلم بما يحدث في فلسطين". مؤكدا على ضرورة مخاطبة العالم باللغة المناسبة لكي يعترف بقضيتنا.

في الحقيقة، أنه لا يمكن إنكار أن هناك انتفاضة إلكترونية موازية للانتفاضة على أرض الواقع، لكنها وإن قويت في المحتوى العربي، ضعفت أمام اللغات الأخرى التي توسع رقعة حريق أشعلته قنبلة مولوتوف، أو تعمق جراح جندي شق رأسه حجر!