عمَّ الحزن والسخط مواقع التواصل الاجتماعي عقب اغتيال الناشط الفلسطيني المُعارض نزار بنات على يد الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة فجر اليوم الخميس.
بنات الذي أكَّدت عائلته أنّه قُتل واغتيل بأبشع الطرق والوسائل على يد الأمنية التابعة للسلطة ينشط منذ سنواتٍ طويلة في محاربة وفضح الفساد في السلطة الفلسطينيّة وجهازها القضائي في الضفة، حيث تعرّض كثيرًا للملاحقة والاعتقال على يد أمن السلطة.
بدوره، قال غسان عطاونة في منشورٍ له على موقع "فيسبوك": "لا شيء ممكن أن يوصف نذالة وبشاعة اغتيال الناشط والمناضل نزار بنات، ولا شيء ممكن يخفف من حنقنا اتجاه هذه الجريمة البشعة التي شارك فيها كل من أعطى أوامر ونفذ وتواطئ وحرض!".
كما قال فخر الرنتيسي في منشورٍ آخر: "نزار بنات عنده طفلة لسة ما كملت شهرين! شو عمل نزار مشان يصير هيك! باع الأقصى اشي؟، نشهد أنك كنت شجاعًا صاحب كلمة حرة".
فيما قال الناشط الساخر علاء أبو دياب عبر صفحته في موقع "فيسبوك"، شهيد الكلمة نزار بنات "قُتل على يد قوات قمع في السلطة أثناء اعتقاله فجرًا من بيته.. عشت حرًا وقضيت حرًا يا أبو كفاح.. عشت حرًا وقضيت حُرًا يا أبو كفاح".
فضيحة وجريمة بشعة
هذا، وقال الإعلامي والمختص في حقوق الإنسان والشأن القضائي ماجد العاروري، إنّ "اغتيال الناشط نزار بنات فضيحة وجريمة بشعة يتحمّل مسؤوليتها النظام السياسي الفلسطيني كاملا، وتبدو بداية تحول إلى نظام ملطخة أياديه بالدم من خلال تصفية معارضيه ومنتقديه ولا يمكن أن يصنف ما جرى بأنه عمل فردي، إنه نتيجة طبيعية لحال التصلف والعجرفة والكراهية ورفض الآخر، والتنكر لحقوق وحريات البشر التي بدأنا نشهدها مؤخرًا ولا أعتقد أن فكرة المطالبة بلجنة تحقيق هي فكرة مقبولة أو مقنعة، فحجم الأذى والغضب فاق القدرة على قبول مثل هذه الأفعال التي جعلتنا نخجل أمام أنفسنا من الحالة التي وصلنا لها، ونقول إن الله وعباده على الظالمين، ورحم الله نزار الذي كان دائمًا يقول أنا أعمل من أجل أبنائي".
يوم أسود في ملف الحريات
وفي هذا الإطار، كتب الإعلامي إيهاب الجريري عبر صفحته في "فيسبوك" قائلاً: "يوم أسود في ملف الحريات في فلسطين، يوم حزين سيبقى وصمة عار في جبين النظام السياسي والأجهزة الأمنية الفلسطينية، وفاة الناشط نزار بنات أثناء اعتقاله من قبل أجهزة الأمن فجر هذا اليوم في الخليل".
من جهته، كتب مدير مجموعة "محامون من أجل العدالة" مهند كراجة عبر صفحته: "ننعى الناشط نزار بنات شهيدًا بعد اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينيّة".
وأدانت عدّة جهات حقوقيّة ووطنيّة وفصائليّة اغتيال نزار بنات ووصفوها بجريمةٍ مكتملة الأركان، ورأوا أنّ التصدي لهذه الممارسات القمعيّة كما النهج السياسي التفريطي الذي عبَرت السلطة عنه بالعودة للعلاقات مع الاحتلال والتنسيق الأمني هو مسؤولية وطنيّة وشعبيّة عاجلة لوضع حد لهذا الانحدار الخطير.
السلطة تتحمّل المسؤوليّة
بدورها، حمّلت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، اليوم الخميس، السلطة الفلسطينيّة المسؤوليّة عن اغتيال الناشط المعارض الوطني نزار بنات من خلال إقدام أجهزة أمنها على اعتقاله ووفاته بعد ساعات قليلة من هذا الاعتقال.
وتقدّمت الجبهة في بيانٍ لها وصل "بوابة الهدف" نسخة عنه، من أسرته وعائلته "بأحر التعازي والمواساة"، مُعتبرةً أنّ "قضية "نزار" حيًا وميتًا؛ قضية كل فلسطيني؛ وطني غيور، كان يطمح بمستقبل أفضل للوطن وأبنائه".
وشدّدت على أنّ "اعتقال ومن ثم اغتيال "نزار"؛ يفتح مجددًا طبيعة دور ووظيفة السلطة وأجهزتها الأمنية، واستباحتها لحقوق المواطنين الديمقراطيّة؛ من خلال سياسة كم الأفواه والملاحقة والاعتقال والقتل، وهذا ما يجب ألّا يسكت عنه أو يمر مرور الكرام؛ فشعبنا الفلسطيني وقضيته أكبر من أن تُحشر في زاوية تقديس الأشخاص أو المؤسّسات على حساب قضيتنا الوطنيّة وحقوق شعبنا وكرامته وحرياته المكتسبة والطبيعيّة".
من جهتها، حَملّت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزّة الأجهزة الأمنية الفلسطينيّة المسؤوليّة الكاملة عن مقتل الناشط والمعارض الفلسطيني نزار بنات، واصفةً ما جرى أنه جريمة مارسها مرتكبوها بدوافع تصفية حسابات ثأرية حمايةً للفاسدين وتكميما للأصوات المعارضة لهم، وقد جاءت ضمن مسلسل طويل من المطاردة والتضييق على ناشط سياسي ومجتمعي تصدى بالكلمة لفساد وسياسات تضر بالشعب والقضية الوطنية.
واعتبرت لجنة القوى في بيانٍ لها وصل "بوابة الهدف" نسخة عنه، أن هذه جريمة مدانة نفذت بدمٍ بارد، خصوصًا وأنّه تعرّض للضرب الشديد بأعقاب البنادق والهراوات، وتعرضه للسحل، مُطالبةً بتشكيل لجنة تحقيق وطنية ومستقلة للتحقيق في هذه الجريمة ومحاسبة مرتكبيها أمام الراي العام الفلسطيني كي لا تتكرر مثل هذه الجرائم.
دعوة للتظاهر في غزة ورام الله
كما أكَّدت على أنّ "هذه الجريمة لا يجب أن تمر دون محاسبة المسؤولين عنها مهما كان موقعهم لوقف هذا السلوك الاستبدادي القائم على الملاحقة للناشطين والمعارضين والاعتقال السياسي وصولاً للقتل، فهذه الجريمة جاءت في إطار سياسات الاستبداد الأمني الذي يُمارس ضد الناشطين والمعارضين".
وفي ختام بيانها، دعت اللجنة "جماهيرنا للمُشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي ستنظم في مدينة غزة اليوم الخميس الساعة 3 عصرًا في ساحة الجندي المجهول رفضًا للملاحقات الأمنية وترسيخًا لوحدة شعبنا وحماية للنسيج الاجتماعي الفلسطيني".
هذا وخرجت دعوات في رام الله لتنظيم عدّة وقفات الساعة الواحدة ظهر اليوم تنديدًا بجريمة اغتيال الناشط السياسي نزار بنات على يد أمن السلطة.
تشكيل لجنة تحقيق
وفي السياق، قالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان إنّها "تنظر بخطورة بالغة لحادثة وفاة الناشط نزار بنات المرشح السابق عن قائمة الحرية والكرامة لانتخابات المجلس التشريعي (44 عامًا) والذي أعلن خبر وفاته بعد وقتٍ قصير من اعتقاله من قبل قوة أمنية كبيرة عند الساعة الثالثة فجر اليوم".
وأعلنت الهيئة في تصريحٍ مقتضبٍ لها، أنّها "باشرت بالتحقيق وجمع المعلومات حول حادثة الوفاة وستُشارك في تشريح الجثمان من خلال طبيب شرعي منتدب من قبل الهيئة، وستُعلن نتائج التحقيق التي تتوصل اليها فورًا".
كما دعت شبكة المنظمات الأهليّة، إلى تشكيل لجنة تحقيق محايدة فورًا للوقوف على حقيقة ما جرى مع الناشط نزار بنات ومنحها الصلاحيات الكاملة للعمل والتقصي وإصدار تقريرها على الملأ بأسرع وقتٍ ممكن على أن يسبق ذلك توقيف القوة الأمنية التي اقتحمت منزل بنات إلى حين صدور التقرير.