Menu

ما أكذب من "سفير" تغــرّب..... !!

سفير الاحتلال وهو يرفع صورة توضيحية زعم أنّها مأخودة من منهاج مدرسي فلسطيني

بوابة الهدف_ محمود الحاج

خطابٌ حظيَ بتغطيةٍ إعلامية غربيّة ضخمة، هو خطاب سفير "إسرائيل" في الأمم المتحدة "داني دانون" الخميس الماضي، في مبنى مجلس الأمن بمدينة نيويورك الأمريكية، والذي تحدث عن "إرهاب الفلسطينيين" و المنهاج الفلسطيني التحريضي، موثّقاً ما أدلى به بصورة توضيحية مُفبركة لرجل تحيط به سكاكين، ادّعى أنها صورة لدرس من منهاج الأطفال الفلسطينيين اسمه "كيف تطعن يهودياً".

إذا ألقيت نظرة سريعة على محتوى شاشة "هيئة الإذاعة البريطانية" وموقعها الإلكتروني، كمثال، ستجد أنّه على الرغم من زيادة عدد الشهداء الفلسطينيين واقترابه من الخمسين، إلا أنها  تركّز على  الخسائر البشرية في الجانب الإسرائيلي. هذا أيضاً ما فعلته قناة "أورونيوز" في نشراتها الإخبارية، والعديد من القنوات التي تُبدي انحيازاً جلياً لدولة الاحتلال.

ربّما استغربتَ قليلاً، لكن ادّخر شيئاً من الذهول حتى تتعرّف على مدى تعاطي الصحافة الفلسطينية مع هذا الأمر، فبعد المُتابعة يتّضح أنّها لم تلتف كثيراً إلى ما قاله "دانون"، فقد ركّزت أكثر على طلب مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور بضرورة توفير الحماية للفلسطينيين، إلى جانب تسليط الضوء على المشروع الفرنسي بتوفير قوة دولية في القدس الشرقية للحفاظ على الهدوء في محيط المسجد الأقصى.

"إن مناهجنا تقوم جلّها على الحقائق الصادقة بخلاف المناهج العبريّة"، أوضح مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام بوزارة التربية والتعليم العالي، معتصم الميناوي، معتبراً ما أدلى به السفير "الإسرائيلي" في الأمم المتحدة، تدخلاً سافراً من قبل دولة الاحتلال، جازماً بأن لا وجود لما اختلقه من أمورٍ في المنهاج الفلسطيني

الميناوي وخلال حديثه لـ"بوابة الهدف"، شدّد على أن "إسرائيل هي من تعلّم أطفالها أن المقدّسات الفلسطينية هي حقٌ كامل لها، بينما تؤكّد كافة المواثيق الدولية أن القدس هي عاصمة لدولتيْن، مع التحفظ على هذا الأمر بالطبع، كما تزرع المدارس الصهيونية في الطلبة مشاعر الكراهية والحقد على العرب والفلسطينيين خاصةً". مؤكّداً على أن الأدلة على هذا الأمر موجودة و كثيرة.

"دولة الاحتلال لطالما طالبت، وفي أكثر من محفل دولي، أهمّها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، بتغيير المناهج المدرسية الفلسطينية، هذا ما قاله الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب تعقيبا على خطاب "دانون".

 حيث  أكّد حبيب، في حديثه لـ"بوابة الهدف"، أن المناهج حتّى اللحظة لم تتغيرّ في مضمونها، ولا تزال تعلّم الأشعار الوطنية وتُورد نصوصاً تشدد على قُدسية الوطن وأحقيّة الفلسطينيين بكامل أرضهم، وأن فلسطين هي دولة تقبع تحت احتلال، وتؤمن بالسلام القائم على العدل والمساواة.

حبيب رأى أن هذا الأمر ليس غريباً أو جديداً على الخطاب "الإسرائيلي" الذي لطالما هاجم واتّهم السلطة الوطنية الفلسطينية، في المحافل الدولية، بالتحريض ضدّ الدولة العبرية.موضحا أن اتهامات "إسرائيل" كانت تطال مسارات متعددة، منها مسار التربية والتعليم والمناهج الدراسية، مُذكّراً باعتراض دولة الاحتلال على تدريس أشعار الفلسطينيين محمود درويش وأحمد دحبور وسميح القاسم، باعتبارها نصوص تحريضية ضدّها ولا تدعو للسلام، بل تُحارب الدولة "الإسرائيلية.

الكاتب مصطفى قطبي في حديثه عن الإعلام الصهيوني وتأليب الرأي العالمي ضد العرب قال "إنّ العائد للتاريخ يستطيع أن يلمس أن الإعلام العربي لم يكلف نفسه عناء التصدي للدعاية الصهيونية في الغرب في الوقت الذي استطاع فيه الإعلام الغربي إقناع الرأي العام هناك بأن ما يفعله العرب أمر فيه تعصب وعنف وعدوانية، و فوق هذا مناهض للسامية، وأن "إسرائيل" هي الحليف الغربي الوحيد في الشرق الأوسط، فصورة الفلسطيني الذي استطاع الإعلام الغربي أن يرسمها في ذهنية الرجل الغربي هي أنه ،عدواني وغريب ومتصلب وإرهابي، وهو بلا شك المتسبب في تعطيل عملية السلام".‏