تعاقبت خلال الأيام الماضية التقارير والتبليغات المتعاقبة بشأن تعرض سفن في منطقة الخليج لهجمات.
وقد حرصت معظم المصادر الاعلامية الغربية الناقلة لهذه التقارير على توجيه الاتهام ل إيران بشن الهجمات.
الهجوم الوحيد المؤكد وقوعه حتى الآن استهدف الناقلة التي تملكها مجموعة زودياك ماريتيم التابعة للكيان الصهيوني، وبحسب التقارير الغربية فقد تم بطائرة مسيرة وتم اتهام ايران بشأنه وهو ما نفته الخارجية الايرانية.
فيما تصر التقارير الغربية على تداول رواية حول نقل تلفزيون العالم أقوال لمصادر إيرانية اعتبرت الهجوم رد على هجوم للعدو الصهيوني على مطار الضبعة في سوريا.
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان الأحد "بعد مراجعة المعلومات المتوافرة نحن واثقون بأن إيران شنت هذا الهجوم" مضيفا أن الهجوم نفذ بواسطة طائرة مسيرة.
وكانت بريطانيا قد سبقت الولايات المتحدة إلى النتيجة نفسها قائلة إنها تعتبر أن إيران شنت الهجوم بشكل متعمد "في انتهاك واضح للقانون الدولي".
و ذكرت مصادر بريطانية إن مجموعة من المسلحين صعدت على متن سفينة في الخليج، في إشارة إلى عملية اختطاف محتملة، وذلك بعد ورود إنذارات من سفن عدة بفقدان سيطرتها على القيادة بالمنطقة.
وفي وقت سابق، بثت أربع سفن على الأقل في مياه الخليج تحذيرات، الثلاثاء، مفادها أنها فقدت السيطرة على القيادة في ظل ظروف غامضة، حيث أبلغت السلطات عن "واقعة " في المنطقة.
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن التقارير المتداولة عن حوادث تتعلق بسفن في مياه الخليج مريبة.
تهديدات وسيناريوهات:
الإصرار على توجيه اتهامات من هذا النوع وبهذا الكم لإيران، يشير لنوايا عدوانية قد تكون الاتهامات تمهيد لتنفيذها، وقد تداولت مصادر اعلامية غربية وعربية حليفة للكيان الصهيوني "سيناريوهات لرد جماعي".
بحسب هذه التقديرات، فإنه قد يكون هناك اتجاه لضربات عسكرية امريكية على أهداف ومواقع ايرانية او لجهات حليفة مع إيران، مع ترجيح أن تتجنب الولايات المتحدة مد أي ردود لأهداف داخل إيران.
إمكانية تصعيد الكيان الصهيوني لهجماته الاستخبارية والأمنية على إيران، مع وجود إمكانية لتصعيد الغارات التي يشنها الكيان على قوى المقاومة في العراق وسوريا.
تصعيد العقوبات المفروضة على ايران واضافة عقوبات جديدة، او اللجوء لإصدار قرار من مجلس الأمن ضد إيران
وذلك في أعقاب تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الاحد، توعد فيه إيران بـ "رد مناسب وشيك"، وهو ما سبقه إليه كل من وزير الدفاع البريطاني ونظيره لدى العدو الصهيوني، ورئيسي الحكومة الصهيونية والبريطانية.
المنحى الذي يتخذه مسار الاحداث قد يتجاوز السيناريوهات السابقة، التي تركز على امكانية الرد او الهجوم على ايران، لمجال يتصل أكثر بشأن استراتيجي وهو تفعيل واختبار أدوار للاتفاقيات بين الكيان الصهيوني والأطراف العربية، بشأن الترتيبات الأمنية الخاصة بالخليج وخطوط الملاحة الرئيسية في المنطقة.
ذلك لا يمنع ان ما اعلن حول النقاشات بين أطراف العدوان، يشير لامكانية تنفيذ هجمات محددة خلال الأيام المقبلة، ولكن السياق الاساسي الذي تعمل فيه هذه القوى، هو مسعاها الاستراتيجي لتقويض قدرة ايران على المواجهة، وحشد حلف من الأعداء لها في المنطقة.