Menu

بيتا نموذجاً

تقرير: الاحتلال يبالغ بقمع "المقاومة الشعبية" خوفا من اتساع رقعتها

الضفة المحتلة_بوابة الهدف

 صارت “بيتا” عنوانا للمقاومة الشعبية في الضفة الغربية الي جانب كثير من القرى والبلدات والمواقع منها قرية كفر قدومو والتي تقدم مئات المصابين وعشرات الشهداء خلال المواجهات المستمرة التي تستنزف وتثير غضب الاحتلال الذي يريد ان يعزز الاستيطان بهدوء ودون اي احتجاجات .

وسطع نجم “بيتا” التي تخوض معارك محمومة مع الاحتلال الى جانب اسلوب المقاومة الشعبية الفريد والتكاتف بين المواطنين فهي قدمت 6 شهداء على “جبل صبيح” المهدد بالاستيطان الى جانب مئات الاصابات بالمقاومة المستمرة ليلا ونهارا وباستبسال كبير شكل نموذجا ونقلة نوعية بالمقاومة الشعبية .

وكان الشهيد شادي الشرفا القمر السادس الذي اعدمه الاحتلال عن مسافة الصفر واحتجز جثمانه لمدة اسبوعين قبل الإفراج عنه ومواراته الثرى .

بلدة بيتا اطلق عليها البعض “دولة بيتا”، لما فرضته من سيادة على الارض وتغيير جذري في مقاومة الاحتلال في جبل ” صبيح ” واجبار الاحتلال على الحديث عن تفكيك البؤرة الاستيطانية وتحويلها الى معسكر ومدرسة دينية، والخوف من تحول المقاومة الشعبية في بيتا إلى ظاهرة في كل المناطق .

عرب الشرفا من بلدة بيتا يتحدث عن جرائم الاحتلال الانتقامية بحق اهالي بيتا وكيفية استهداف الشهيد شادي الشرفا ويقول :” تم استهداف الشهيد شادي عن قرب ومن مسافة قريبة جدا عندما حاول فتح عداد المياه المغلق من قبل المستوطنين ومنع تدفق المياه الى بيتا بسبب المقاومة الشعبية وعندما ذهب ليلا لفتح المحبس كونه يعمل فنيا للمياه لتزويد اهالي بيتا، تم اعدامه بدم بارد”.

واضاف الشرفا:” لغاية الأن في بيتا 2000 جريح و250 معاق وهذا الكم الهائل من الاعاقات والجرحى لا يكون في حروب ومعارك بين جيوش الا ان بلدة بيتا تدفع الثمن غالي في سبيل الحفاظ على جبل صبيح “.

وتابع قائلا :” في بيتا الشبان يتوزعون من اجل الدفاع عن جبل صبيح ولا احد يتخلف وغابت الفصائلية والحزبية والكل هدفه واحد انجاح المقاومة الشعبية في الحفاظ على جبل صبيح ومنع الاستيلاء عليه من قبل المستوطنين والاحتلال “.

ابو احمد البيتاوي “51 عاما ” قال في معرض حديثه عن بلدته وكيفية التعامل اليومي مع الاحتلال والمستوطنين قال:” في بيتا شكلنا عدة وحدات حتى تكون هناك استمرارية في العمل الشعبي المقاوم، فهناك وحدة الارباك الليلي، والتي تستخدم اضواء الليزر في ازعاج الجنود والمستوطنين طوال الليل ووحدة التمشيط لكشف الكمائن التي ينصبها الاحتلال لاعتقال الشبان، ووحدة الكاوشوك والتي مهمتها اشعال اطارات الكاوشوك وجعل الدخان الأسود”الشحبار ” يلف المنطقة ويكسوها بالسواد ووحدة الامداد بالطعام والمياه، والنقل إلى مناطق المواجهة، ووحدة المشاعل التي يكون المشاركين فيها بالمئات ليلا وتضيء الجبل ومحيطه في مشهد يغيظ الاحتلال والمستوطنين فهذه الوحدات جعلت المقاومة الشعبية في جبل صبيح مستمرة وبقوة بالرغم من الفاتورة الباهظة، فلا يوجد في بيتا بيت إلا وفيه شهيد او أسير أو جريح “.

وتابع البيتاوي قائلا :” الكل في بيتا على قلب رجل واحد؛ الأمهات تشجع الأبناء على الذهاب إلى جبل صبيح، فهو لنا وفي أرضنا ونحن كأهالي بيتا علينا الصمود فيه “.

بدوره قال الاعلامي امين ابو وردة مدير موقع اصداء الاعلامي :” في بيتا المقاومة الشعبية تطورت بشكل من حيث النوع والكم، فحجم المشاركين يكون بالمئات، من كل الأعمار، والزخم لا يضعف يوما عن يوم بل يزداد وبشكل نوعي، فالاحتلال يخشى كما اشار الاعلام العبري من انتقال نموذج بلدة بيتا الى مناطق اخرى، وبالتالي يتم استنزاف جيش الاحتلال في مقاومة شعبية طويلة الأمد كما هو الحال في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية والتي دخلت مسيرتها الشعبية الاسبوعية عامها العاشر”.

الناشط خالد منصور الذي يطلق شعارات في مسيرة بيتا في جبل صبيح يقول :” في بيتا توحد الجميع من اجل هدف واحد ولم تكن هناك اية اهداف جانبية سوى تحرير جبل صبيح من المستوطنين وعدم السماح باقامة بؤرة استيطانية تشل المنطقة باكملها ، فهناك تنوع في الفعاليات الشعبية ما اربك الاحتلال “.

مراد شتيوي منسق المسيرة الاسبوعية في كفر قدوم قال :” الاحتلال يفقد صوابه من استمرار المقاومة الشعبية، فهي تعبير حي عن رفض الاحتلال والاستيطان والمستوطنين لا يتحملون مقاومة شعبية، تقلق مضاجعهم، فهم يريدون الاستيلاء على التلال بهدوء، والمقاومة الشعبية لها رسائل قوية منها ان اصحاب الارض يدافعون عنها بكل الوسائل المتاحة، ولا يستطيع المستوطن البقاء في جو مشحون بالمقاومة الشعبية، لذا يسعى الاحتلال على قمع المقاومة الشعبية وعدم انتشارها وتوسعها في عدة مناطق “.

واضاف شتيوي :” استمرار مسيرة كفر قدوم الاسبوعية لمدة 10 سنوات وعدم توقفها وتطور فعالياتها، جعل الاحتلال يتغول في قمعها، فكانت الفاتورة باهظة من حيث عدد الاعاقات والمعتقلين والغرامات المالية والاقتحامات الليلية وتحويل المنازل الى مراكز للتحقيق مع الاطفال ونصب الكمائن ووضع كاميرات مراقبة في مناطق حساسة من القرية بشكل مخفي “.

المصدر: صحيفة القدس