Menu

كميات "المازوت" محدودة..

مُخيّم عين الحلوة أمام كارثة انسانيّة.. مشفى "النداء الانساني" قد يغلق أبوابه

مستشفى النداء الانساني

بيروت _ خاص بوابة الهدف

في وقتٍ تحتدم فيه أزمات المعيشة داخل لبنان بشكلٍ متسارع، دون دلائل على إمكانية وقف التدهور الذي طال كافة مناحي الحياة، حذّرت جمعية "النداء الإنساني" في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، من توقّف العمل في مستشفى "النداء الإنساني" التابع لها، جرّاء نفاد كافة مخزوناتها من مادة المازوت، والعجز عن تأمين كميّات من المادة تضمن استمرار العمل في المستشفى الوحيد العامل ضمن حدود المخيّم.

وبفعل هذه الأزمة التي ستلقي بظلالها على كافة اللاجئين في المُخيّم لا سيما وأنّه المستشفى الوحيد الذي يخدم حوالي مئة ألف نسمة من اللاجئين، أطلق مدير المستشفى مصطفى أبو عطيّة نداءً لكافة الجهات المعنية من أجل توفير مادة "المازوت" لمواصلة تقديم الخدمات الصحيّة للاجئين.

بدوره، قال مدير عام مستشفى النداء الإنساني عامر السماك خلال اتصالٍ هاتفي أجرته "بوابة الهدف الإخبارية"، إنّ نجاح المستشفى في تقديم العلاج يكمن في توفير الكميات المطلوبة من المازوت -المحروقات-، والالتزام بالمعايير الإنسانيّة، وبتقديم أفضل علاج بأقل التكاليف، لأنّ هدف مستشفى النداء الإنساني صحي، إنساني، اجتماعي، وعلى الجميع المحافظة عليه.

وشدّد السماك خلال حديثه، على أنّ "إغلاق المشفى أمام الكثير من الحالات الطارئة مع عدم وجود أيّة خيارات أخرى أمام اللاجئين أمر كارثي، والحالات الطارئة في غالب الوقت حالات قلب وولادة وغيرها أيضًا"، لافتًا إلى أنّ الإدارة وصلها من بعض الجهات كميات محدودة من المازوت، حوالي ألف لتر أي ليوم عمل واحد فقط.

وأكَّد السماك على أنّ هذا الحل هو مؤقّت وغير أمن، كونه المشفى الذي يخدّم أهالي المخيّم الذي يقطنه نحو مئة ألف نسمة، أي لا تكفي هذه الكمية إلا لفترة جدًا قصيرة، وربما يتوقّف المشفى بشكلٍ كامل عن العمل في أي وقت.

وفي ختام حديثه مع الهدف، دعا السماك كافة الجهات المعنيّة لتوفير مادة المازوت للمستشفى، في ظل الاعتماد على المولدات الكهربائيّة أمام اشتداد أزمة انقطاع التيار الكهربائي، ولا تصل الكهرباء إلّا لساعة أو ساعتين بشكلٍ يومي.

يُذكر أنّ مستشفى النداء الإنساني في مُخيّم عين الحلوة يقدّم الخدمات الطبية لأبناء المُخيّم وما يحيطه وفي كل الأوقات، ويعتبر المستشفى الوحيد في المُخيّم الذي يفتح أبوابه على مدار الـ 24 ساعة، والقادر على استقبال الجرحى، وحالات الطوارئ، ومن المرجّح حدوث كارثةٍ إنسانيّة في حال توقّف عن العمل بسبب عدم تزويده بكميات كافية من "المازوت".

ويُشار إلى أنّ هذه الأزمة التي تهدّد سير عمل المستشفى تأتي سياق الأزمة الأكبر التي يعيشها لبنان بشكلٍ عام، إذ تُعاني البلاد من أزمةٍ حادّة في توفّر مادة المازوت، ما ألقى بظلاله على كافة قطاعات الصحة والمؤسّسات الصحيّة التي تُعنى بمُخيّمات اللاجئين في لبنان، فيما تجدر الإشارة إلى أنّ مستشفى حيفا التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني شهد أيضًا انقطاعًا في التيار الكهربائي نتاج عدم توفر المحروقات بشكلٍ كافٍ.