Menu

شعار "فلسطين الشهداء" في قلب الجماهير الجزائرية

سلامة عبيد الزريعي 

بوابة الهدف الإخبارية

شعار " فلسطين الشهداء" يشكل الشفرة الناظمة التي تحكم روح الجماهير الجزائرية في كافة المحافل والتجمعات الجماهيرية تردده في هتافاتها النابعة من وجدان وروح صادقة تذكر بماضي الأجداد، بالدماء التي سالت وروت تربة الجزائر خلال سنين من النضال والكفاح ارتفعت خلالها الراية الوطنية إيذانا بالنصر المبين الذي تذوقوا طعمه في حكايات، استرقوها من أحاديث وحكايات الأجداد وقصص الأمهات عن ثورة التحرير الوطنية وأبطالها فعرفوا قيمة الراية ــ العلم ــ الوطنية والأرض التي كانت قد خضبت ـــ بالأحمر القاني ـــ بدماء الشهداء، حين كان يرفع ـــ في وجه ـــ إبان الاحتلال الفرنسي، فأين موقع الافتخار بالراية ــ العلم ــ الوطنية الفلسطينية من ذلك وبالشهداء الفلسطينيين وترديدهم لشعار "فلسطين الشهداء"؟

يدرك الشعب الجزائري الشقيق مكانة وقيمة الشهداء الذين ضحوا من أجل الجزائر ـــ الشهادة ـــ فداء للوطن والأوطان وبأن الشهداء منارات عز ومقاومة وفخارـــ إنه لمشهد مهيب حين ترفع أعلام فلسطين وترفرف في المباريات والمحافل والمهرجانات المحلية والدولية المشاركين فيها احتفالاً بالفوزــــ توشح أعناقهم بالكوفية والعلم الفلسطيني ـــ إنها السيمفونية التي يطرب عليها الجزائري لحظة فوز منتخبه الوطني على أي منتخب كان، لحظة تشعر بالقشعريرة والتأثر الشديد وبالحماس الفائض عند احتضان الكوفية والعلمين الفلسطيني والجزائري يرفرفان على أنغام الأهازيج الوطنية. الحناجر الجزائرية تنشد وتصدح من أعلى المدرجات ـــ "فلسطين الشهداء"ــــ أينما تحل وترحل في القاعات وفي كل العالم "فلسطين الشهداء"، أقوى من يصنع ـــ الجماهير الجزائرية ـــ دائما أجواء رائعة من الفخار والاعتزاز بقيمة النضال والكفاح تبشيرا بالنصر الموعود على الدوام وهي في طريقها للملاعب والقاعات والمهرجانات وساحات المنازلات للمباراة.  

إن مسألة رفع شعار "فلسطين الشهداء" أكبر بكثير من "لعبة كرة قدم أو غيرها"، الجزائر ضد اتفاقيات التطبيع وضد الاحتلال وضد كل أشكال الاستعمار وضد فاقدي كرامتهم وبائعي أوطانهم ومع حق تقرير المصير للشعوب الخاضعة تحت نير الاستعمار، حين يحتفل لاعبوا المنتخب الوطني الجزائري بأعلام فلسطين بعد نهاية كل المقابلات، حتى وإن لم يحالفهم الحظ الذي غالبا ما يحالفهم لكونهم الوحيدين القادرين على حمل علم فلسطين دون مسائلة ــ ما أروعهم وأجملهم ــ بعد فوزهم دائما ـــ العلم الفلسطيني حاضر و"فلسطين الشهداء" في قلوب الجزائريين وهم يهتفون من أعلى المدرجات مستنكرين ورافضين لكل أشكال الذل والخنوع.

كثيرا ما يتردد على ألسنة الجماهير الجزائرية مدخلة السعادة لقلوبها ولو لساعات قليلة عقب وقبل كل مباراة ـــ الحمد لله ـــ دائما ـــ علم الجزائر وفلسطين يرفرفان عاليا في مشهد لا يقل متعة عن المباراة، فلسطين في هتافات الفوز علم فلسطين يرفرف بعد فوز كل مباراة للجزائر تبقى فلسطين حاضرة في جميع الميادين تشارك في الأفراح حتى تتذوق معها طعم النصر والحرية.

إن أجمل اللحظات التي تنتظرها الجماهير الجزائرية في عز فرحتهم لم ينسوا فلسطين ـ فوز منتخبهم ـ لكي يرفعوا علمها عاليا وكيف لا ونحن نشاهد ــ يركض، وراء ــ كل منهم يرغب في الإمساك بالعلم ليرفع عاليا الكوفية والعلم الفلسطيني في احتفالات مهيبة بالتأهل، كما أن شعب فلسطين والأنصار الفلسطينيين للمنتخب الوطني الجزائري يشاطرون أفراح وانتصارات إخوانهم الجزائريين ــــ في غزة والضفة والشتات والداخل المحتل، يحتفلون بتأهل المنتخب الجزائري وبالعلم الجزائري كما لاعبوا المنتخب الوطني يحتفلون بالعلم الفلسطيني.

تمتلك الجماهير الجزائرية روحا غير عادية على غرار منتخبها الوطني، روح قتالية نادرة، لأن الجزائر قبلة ومدرسة للثوار والأحرار يتعلم منها الآخرون، ألم يقل "نيلسون مانديلا" بأن "الجزائر هي من صنعت منى رجلا"، فالبطولة والفوز لا يقتصر فقط على المواهب والتعداد! كما قال "حليلوزيتش" مدرب منتخب المغرب بعد خسارة فريقه أمام محاربي الصحراء، ـــ يقصف ولا يبالي أمام التأهل التاريخي للمنتخب الوطني الجزائري على حساب المنتخب المغربي ـــ متمنيا من الجميع في المغرب أن يكون قد استخلص الدرس من مباراة المنتخب ضد الجزائر ليلة ـــ11/12/2021م ـــ الفوز. تحقيق البطولات لا يقتصر فقط على الموهبة! فلو كانت منتخبات مثل البرازيل وألمانيا وفرنسا واسبانيا تمتلك ما تملكه الجزائر من روح غير عادية وقتالية نادرة في عالم كرة القدم لاحتكروا كأس العالم إلي الأبد! ويضيف مسترسلا "أنا صريح جدا وقد لامني الكثيرون حين أشدت بمنتخب الجزائر هنا في المغرب"، فقد كانت الفوارق في الشخصية واضحة وضوح الشمس بين الجزائر والمغرب! تمنى "محمد أبو تريكة": من كل أعماق قلبه فوز الجزائر بكأس العرب لأنه الفريق الوحيد الذي يستطيع رفع علم فلسطين شامخاً ولا يحاسب في بلاده"، وأشاد تقرير "بي إن سبورت" بالتأهل التاريخي للمنتخب الجزائري المتشبع بالروح الوطنية العالية جدا.

لقد صرح "مروان الشماخ" نجم المغرب السابق، وهو واعيا لما يقول بأن "هزيمة الجزائر كانت متوقعة"، "لا زال هناك الكثير لنتعلمه ونعرفه عن شخصية جيراننا"، "عاشرتهم في أوروبا، شعب كريم وحنون جدا يمكنك أن تسلبه أعز ما يملك بكلمة طيبة"، ولكن "قد تفقد أعز ما تملك وربما حياتك إن أحس أنك تريد إهانته"! "منتخب الجزائر دخل المباراة معتبرا أنها حياة أو موت، شاهدنا كيف لعبوا وكيف لعبنا، هم مارسوا كرة قدم مغلفة بالكبرياء، "لعبنا كرة قدم مغلفة بالتفاخر والاستهزاء بالخصم"، "تأهلوا في الأخير وتسجيل هدف من 40 متر أكثر من أهانه للكرة المغربية والمنتخب الوطني"!

ونختم بما قاله الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" في معرض رده على أسئلة الصحفيين أثناء زيارته إلى تونس الأربعاء 15/12/2021م  بأن الثقافة الجزائرية هي ثقافة الفوز...

ألف تحية للجماهير الشعبية الجزائرية وللاعبي المنتخب الجزائري ـــ الشقيق ـــ الذين يرفعون علم فلسطين ـــ كعلامة مسجلة في تاريخ الشرف والنضال أمام المهرولين نحو التطبيع مع المحتلين للأرض الفلسطينية ـــ موشحين بالكوفية في الاحتفالات والمناسبات والمهرجانات، مفتخرين بإهداء الفوز والنجاح لفلسطين الحبيبة، تحية للجزائر حرة مستقلة والنصر لفلسطين الشهداء، شعار في القلب من الجماهير الجزائرية.