Menu

ما حقيقة الانسحاب الأمريكي من العراق؟

الجيش الأمريكي في العراق

بغداد _ خاص بوابة الهدف

مع إعلان الحكومة العراقية انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من قاعدة عين الأسد العسكرية، الثلاثاء، يستمر الجدل حول حقيقة هذا الانسحاب، خصوصًا أنّ الإعلان قد أشار لبقاء قوات أمريكية وإن ربط وجودها بتسليم معدات للقوات العراقية.

وفي 26 يوليو الماضي، اتفقت بغداد وواشنطن على انسحاب جميع القوات القتالية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بحلول نهاية العام الجاري 2021.

وبعد انتشار أنباء عن نية القوات الأمريكية تأجيل انسحابها بادرت قيادة العمليات المشتركة في الجيش العراقي، لنفي صحة ذلك، وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم هذه القيادة اللواء تحسين الخفاجي في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، اعتبر فيه أنّ "الحديث عن تمديد موعد انسحاب القوات الأمريكية غير دقيق وغير صحيح".

وأضاف ضمن التصريح الصادر عنه، في نوفمبر2021 أنّ "موعد خروج القوات القتالية في 31 كانون الأول/ ديسمبر المقبل ثابت ولا تغيير فيه".

رغم هذا النفي إلا أنّ هناك ما يزيد الشكوك حول حقيقة الانسحاب الأمريكي من العراقي، فهذا ليس الانسحاب الأول للقوات الأمريكية من العراق الذي احتلته في العام 2003، فقد سبق ذلك اضطرار القوات الأمريكية اعلان انسحابها الكامل من العراق عام 2011 تحت تأثير الخسائر التي منيت بها بفعل المقاومة العراقية، ورغم ذلك الإعلان فقد بقي هناك تواجد عسكري أمريكي تحت مسميات المستشارين وبذات الذريعة الحالية المتعلقة بتسليم معدات للقوات العراقية.

هذا الانسحاب لم يدم طويلاً، فسرعان ما عادت القوات الأمريكيّة تحت مسمى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، والذي تشكل في سبتمبر 2014، وسارع لنشر قواته في العراق، بل وأعاد هيمنته على المؤسسة العسكرية العراقية في كثير من الجوانب، وفرض اشتراطات كثيرة حول القوى العراقية المشاركة في المعركة ضد تنظيم داعش والتي تحملت العبء الأكبر في هذه المواجهة.

ما أطلق شرارة المطالبات برحيل القوات الأمريكية من العراق هو قيام الولايات المتحدة 3 يناير 2020 باغتيال كل من أبو مهدي المهندس قائد الحشد الشعبي العراقي، والجنرال الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد في غارة غادرة.

قاد ذلك لموجة من المطالبات بخروج القوات الأمريكيّة من الأراضي العراقية، كذلك عدد من العمليات العسكرية التي استهدفت هذه القوات ومناطق تواجدها، بدأت بالرد الصاروخي الايراني على قاعدة عين الأسد والذي تبع مباشرة جريمة الاغتيال الأمريكية.

أي من الحكومة العراقية أو قيادة التحالف، لا تتحدث في تصريحاتها الأخيرة عن أعداد الجنود الذين سيتبقون في العراق، والحقيقة أن الاتفاق المعلن سابقًا بين الطرفين سيبقى حوالي 3500 من جنود التحالف على الأرض العراقية بينهم 2500 جندي أمريكي.

كما أن أي من الحكومتين لم تتحدث عن رد الفعل المتوقع من قوى المقاومة العراقية وفصائل الحشد الشعبي التي قادت الجهود والمطالبات لإخراج القوات الأمريكية من العراق.

انسحاب يبدو أنه لن يكتمل إلا تحت النار وبفعل الرصاص، فكل الدلائل تشير إلى عدم جديّة النوايا الأمريكية بالخروج من العراق بشكلٍ نهائي، كما أنّ هذه الدلائل أيضًا تشير لاستحالة قبول العراقيين ببقائها على أرضهم.