Menu

ماذا قال العالم لباريس بعد ليلتها الدّامية ؟

أحد ضحايا الهجوم على مسرح باتكلان

بوابة الهدف_ بيسان الشرافي

الاعتداءات الإرهابية التي هزت العاصمة الفرنسية باريس، مساء الجمعة، أسفرت عن مقتل 120 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 200 جريح، بينما قُتل 8 إرهابيين خلال الهجمات، في حصيلة رسميّة مؤقتة.

مصادر قريبة من التحقيق قالت إن ستة إلى سبعة اعتداءات وقعت في مناطق مختلفة من باريس بشكل متزامن مساء الجمعة في مناطق تشهد زحمة سهر في بداية عطلة نهاية الأسبوع.

"الاعتداءات غير المسبوقة في باريس" كما وصفتها الصحف الفرنسية تخلّلتها تفجيرات وعملية احتجاز رهائن وإطلاق رصاص، ما دفع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى إعلان حال الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود.

وقالت مصادر فرنسيّة إن 8 إرهابيين شاركوا في الاعتداءات وقتلوا إما برصاص الشرطة أو بتفجير أنفسهم.

مذبحة مسرح باتكلان

أحد شهود العيان قال إن ما شهده في مسرح باتكلان، الذي كانت تُحيي فيه فرقة أمريكية حفلاً "للروك آند رول" بحضور نحو 1500 شخص، كان أشبه بـ "حمام للدماء، ورعب صادم".

وقال الشاهد إن 3 رجال غير ملثّمين اقتحموا المسرح وبدأوا بإطلاق النار بكثافة وبشكل عشوائي على الجمهور، بأسلحة ضخمة وذخيرة كبيرة. بينما كانوا يهتفون "الله أكبر".

الشاهد قال لإذاعة "فرانس انفو" أنّ المسرح مكوّن من طبقين، وهو تمكن من الفرار مع والدته.

وقال شاهدٌ آخر لوكالة فرانس برس، وهو مقدم برامج يُدعى بيار جانازاك "35 عاما"، إن المهاجمين صاحوا لدى احتجازهم رهائن في صالة المسرح "هذا بسبب رئيسكم هولاند، لا يجدر به التدخل في سوريا" مضيفا أنهم "ذكروا أيضا العراق".

مصادر تحدثت عن أن 3 انتحاريين فجّروا بعد اقتحام قوات الأمن الفرنسية المسرح، في حين قُتل رابعٌ برصاص الشرطة.

حادثة المعلب

بين الاعتداءات واحدٌ وقع خارج استاد فرنسا شمال باريس، الذي كان بداخله نحو 80 ألف متفرج، بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، حيث كانت تجري مباراة ودية بين منتخبيّ ألمانيا وفرنسا. ووقع خارج الملعب 3 انفجارات.

ووقعت أيضاً عدّة عمليات إطلاق نار في شوارع مختلفة في باريس، أحدها في مطعم مُكتظ.

وعليه انتشر 1500 جندي فرنسي في شوارع العاصمة، بناء على أمر من الرئيس، كما دعت الشرطة وبلدية باريس المواطنين إلى تجنب الخروج إلا للضرورة القصوى.

وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقا في "جرائم قتل على علاقة بمنظمة إرهابية". وقال المدعي العام الفرنسي فرنسوا مولان أن التحقيق في اعتداءات باريس يُفترض أن يحدد ما إذا كان هناك من "متواطئين أو مشاركين في الهجمات لا يزالون فارين". فيما لم تُعلن "داعش" مسئوليّتها رسمياً عن الهجوم.

ردود فعل العالم

الرئاسة الفلسطينية، وفي بيانٍ لها أدانت "العمليات الإرهابية التي وقعت في العاصمة الفرنسية" باريس، وأكدت أن الرئيس محمود عباس يُعرب عن تضامنه وتعاطفه مع الشعب الفرنسي في مواجهة الارهاب.

وذكر البيان أن الرئيس عباس دعا إلى "ضرورة وقوف المجتمع الدولي بأسره في مواجهة هذا الإرهاب، الذي يُوتّر الأوضاع الأمنية في كل مكان.

العديد من الدول العربية أيضاً، أعربت عن استنكارها للحوادث الأليمة التي ألمّت بباريس الفرنسية، مُعلنةً تضامنها الكامل مع فرنسا حكومة وشعباً، منها مصر الكويت والإمارات والعراق.

الرئيس الإيراني حسن روحاني ندّد باعتداءات باريس التي اعتبرها "جرائم ضد الإنسانية"، معلناً تأجيل جولة على ايطاليا وفرنسا كان يفترض أن يبدأها اليوم.

وقدّم روحاني تعازيه للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند و"شعبه المفجوع".

من جهته شدّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على وجوب "اغتنام الفرصة التي أوجدتها هذه الجرائم من أجل تنسيق دولي ضد الإرهاب لا سيما "تنظيم الدولة الإسلامية"، وأن الأعمال الإرهابية لا تقتصر على الشرق الأوسط فقط" معلناً أنّه سيتوجه اليوم السبت إلى فيينا "للمشاركة في الاجتماع حول سوريا لبحث مكافحة داعش والتطرف".

كما أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاعتداء الذي شهدته باريس، واعتبره اعتداءً على الإنسانية جمعاء، وليس على باريس فقط، معرباً عن استعداد بلاده للتعاون مع فرنسا للقبض على الإرهابيين.

مجلس الأمن كذلك ندّد بالاعتداءات ووصفها بالهمجيّة والجبانة.

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اعتبر الأمر كالصدمة عارضاً باسم حكومته المساعدة على الحكومة الفرنسية.

إيطاليا وإسبانيا ودول أوروبيّة وجنوب أمريكية أعربت عن مواقف مماثلة.