Menu

جرافيتي "طفولة مُحاصرة".. المعاناة تتجسد على حائط

thumb (1)

بوابة الهدف_ آلاء نور الدين

في الوقت الذي باتت فيه الكلمات لا تجدي نفعا في التعبير عن واقعنا ، كان هناك شباب يحاولون مرارا وتكرارا إيجاد أسلوبا إبداعيا اقوي لمحاكاة هذا الواقع، ألا وهو "فن الجرافيتي"، الذي ازدهر في الأراضي الفلسطينية عموما، وفي قطاع غزة خصوصا، من خلال عشرات الأعمال، التي خطها الفنانون على جدران المنازل والمؤسسات في مناطق مختلفة .

(طفولة محاصرة ) ،الجدارية الأكبر في قطاع غزة إن لم تكن علي مستوى فلسطين، تحاكي وجع الطفولة المقتولة، كانت فكرة في ذهن الفنان الفلسطيني بلال خالد، تراها الآن وأنت تسير في أضخم طرق قطاع غزة وأكثرها ازدحاما.

في محاولة لتحويل الفكرة إلى ارض الواقع قدم الفنانون القائمون على العمل " بلال خالد، ماجد مقداد، محمد زكي أبو حسنين، محمد زكريا أبو حسنين "، مبادرة للاتحاد الأوروبي، لرسم أكبر جداريه على مستوى فلسطين، لطفلة فلسطينية، فجاء الرد بالموافقة وبدء العمل ".

بلال خالد فنان الجرافيتي الذي ذاع صيت أعماله الفنية مؤخرا و المُشارك في رسم الجدارية، عبر عن سعادته بالمشاركة قائلا :" سعيد جدا كوني جزء من هذا العمل، لأنه كان حلمي وكنت أفكر فيه مرارا ، حتى تحول من حُلم لواقع وحقيقة".

 ويضيف خالد "هذه رسالة من غزة المُحاصرة للعالم، أن فيها فنانين قادرين على مواكبة كل حدث في فلسطين وخارجها والتعبير عنه بأفضل الطرق، إيمانًا منهم بالرسالة السامية التي يحملها الفن".

كلنا أمل أن نرسم هذه الجدارية والعديد من الأعمال الأخرى على جدار الفصل العنصري في الضفة و القدس المحتلة، يقول خالد.

على طول  20مترًا، وعرض 51 مترًا على حائط برج الظافر "9" في غزة المدينة، رُسمت ملامح وجه طفلة فلسطينية بريئة يملئ عيناها الحزن والأمل، توشحها الكوفية الفلسطينية، تروي حكاية الطفل الفلسطيني الذي يعاني ويلات العدوان والقتل والحصار المستمر.

الفنان التشكيلي ماجد مقداد هو الآخر كان أحد الفنانين المشاركين في تنفيذ الجدارية أوضح "للهدف"، اعتمدنا في تنفيذ الجدارية على لونين رئيسيين (الأسود، الأبيض)، وبعض الألوان الأخرى في الخلفية، للدلالة على الواقع المر الذي نعيشه حاليا، بدء بالحصار والعدوان المتكرر وانتفاضة القدس أخيرا .

وعن سبب اختيار موقع الجدارية يقول مقداد :" برج الظافر من أكثر الأبراج التي طالتها صواريخ الاحتلال في العدوان الأخير "2014"، خلافا على انه يعتبر واجهة ومدخل مؤدي لعدة مناطق مكتظة بالسكان، وقوعه في منطقة مكتظة بالسكان، لذلك هدفنا هو أن يراها أكبر عدد على الدوام، سواء الداخل أو الخارج من مركز مدينة غزة".

بمجرد انتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعي بدأ الحديث عن الجدارية بين الأهالي هاني زيدان أحد الذين نشروا صور الجدارية وكتبوا عنها على فيس بوك قال :" عمل رائع وعظيم وأتمنى أن أشاهد المزيد من هذه الأعمال في شوارع غزة، ويجب علينا أن نلون جدراننا التي لونتها دماء أبنائنا في السنين الماضية بصور تخلد ذكراهم ".