Menu

إعادةُ تأهيلِ المدمنين على هواءِ أميركا

خالد فارس

ارفعْ رأسَكَ الثقيلَ من وهنِ الموتِ الآتي من أميركا،

لا تنحنِ إلى سيجارةِ الهامبورجر،

ولا تركبْ خيلًا سيعتليك،

لا تنتظرْ قَضاءَكَ،

ولا قَدَرَك،

فإلهُ الأقدارِ قَتَلَهُ الكاوبوي؛

صَنَعوا مِنْهُ عيدًا للشُّكْرِ

وموسيقى للروكْ والرول.

أهكذا جَعَلَكَ الأميركيون؟

تَحْمِلُ عُهْرًا على سُنّةٍ هم فيها نَبِيّون!

أَدْمَنْتَ الإيمانَ بربِّ الظالمين،

وأَدْمَنْتَ الكُفْرَ والإِلْحادَ بِرَبِّ الثَوْرِيينْ؛

تَمْشى على خُطى الإسرائيليين وشيوخ السلاطينْ

وتَعْبُدُ إلهًا مات قهْرًا من خِيانةٍ هِيَ فينا إلى حينْ!

ألم يَفض النَفطُ على زمزم؟

وتَوضأ النّاسُ بالكوكاكولا

وفاحَتْ مِنْهُمُ أقدارُ ساقِيةِ النفْط!

تَطْفَحُ ماءً ثقيلًا على الدَمِ السائلِ في الصَحْراءْ

يَخافُ الدمُ مِنَ التَعَرّي؛

مِنْ حِكاياتٍ تَنْسِجُهُ بالتَبّني

تَحْمِلُهُ عُذْرِّيَةُ حُبِّهِ لأهْلِ كِتابٍ أَفزَعَهُ سَيفَهُمْ

وطائراتُهمْ ومُخابَراتُهِمْ وسُجونٌ تَمْلأ الأرضْ

يقولون: إنّنا المارقون والأفّاقون

وهم أَهْلُ كِتابٍ باقونْ لا يَكْفُرون

لا يقتلون .......

لا يُطَفّفونْ .....

استرِقْ عَقْلَكَ من غِمْدِ كتابٍ؛

من دمٍ تَجَمّدَ بالتَبَني؛

من أَهْلِ كِتابٍ آتٍ من أميركا؛

من صَحْراءَ تَجَلّطَ فيها دَمُنا؛

من دَمٍ ثَقيلٍ جَفا فِينا؛

من عَقْلِنا المحبوسِ في أنهارِ وَعْىٍ سَقُمَ جَوْفُها

وقبرٍ من كلماتٍ اعتزلَ غَرامَ الهَزيمة؛

من وَهْنِ الحُزْنِ عَلى ما مَضَى!

لا تَخْرُجْ إلى ماضٍ لا يَجْمَعُ الكلام،

حَرّرْ دَمَكَ المَكْلومَ مِنْ سَطْوةِ زَمانٍ يَرْتَدُّ إلى ما مَضى،

فَيَغْدو قَدَرًا على غَدِنا مُقَهْقِرًا،

يعتلينا من صحراءَ عاصفةٍ كالرصاصِ المَسْكوب؛

قَمَرٌ تَلَبّد نُورُهُ على جَسَدِ الصحراء،

تَقَطّعَ دَهْرُها في الوَغَى حتى وَغُلَ جَهْلًا في أَهْلِها،

ثُم حِقْدًا عَلَى مَنْ وَرِثَها فَأبَى قَمرٌ ألا يَدور في فَلَكِها،

عانق جِبالَ البلادِ وسَهْلَها وصَحْراءَها وماءَها

لا تُساوِمْ .....

لا تُفاوِضْ .....

ذلك الوَغى المَسْكوبُ في بِلادِنا،

احفرْ في قَلبِكَ جُعْبَةَ الزمانِ الآتي من كلامٍ يَجْمَعُ المَدَى،

ولاتَكُنْ للماضي عبدًا مقفرًا لشمسٍ تَدورُ في سَماءٍ؛

اعتلِ خَيْلَكَ مما تَيَسّر .....

من كَلِماتِ مِقْلاعِ الوَغَى.....

وَكُنْ حُرًّا في قَدَرٍ يُزْهِرُ شَعبًا .....

لا يَسعى للردَى

أبيًّا في الردَى يَرُدُّ الوَغَى

افردْ صحْراءَكَ ثَورةً على أميركا وأحْفادِها

ومُقاوَمةً لا بدَّ منها على ابنِها المُدَلّل.

لستَ في سوقٍ لبيعِ بضاعة

ولا من بيتٍ يأكلُ بالأخضر.