Menu

أوكرانيا: هل من التعجل القول باي باي للهيمنة الأمريكية ونموذجها الاقتصادي – الثقافي؟

أحمد قطامش

مقدمة:

ما كتبه أهل الاختصاص وعلماء الأنثربيولوجيا أن ثمة روابط لا حصر لها بين الشعبين الروسي والأكراني اللذان جمعتهما دولة واحدة؛ منذ أكثر من قرن ونصف، فيما كانت كييف مدينة مركزية في روسيا منذ ستة قرون، ولما قامت الثورة الاشتراكية منذ قرن ويزيد ضمت أراضٍ روسية لأوكرانيا، وفي خمسينيات القرن الماضي الحقت جزيرة القرم الروسية ضمن الحدود الإدارية لأوكرانيا، ليشكل العنصر الروسي نحو 20% من الشعب الأوكراني وأغلبية واضحة في الدونباس.

والدراسات السيسيولوجية؛ توضح أن الجيل الأقدم الذي نشأ في حقبة الاتحاد السوفييتي هو أكثر ارتباطا بروسيا، خلافا للجيل الشبابي المبهور بالنموذج الغربي، إلى درجة هجرة أكثر من 5 مليون أوكراني إلى أوروبا؛ بحثاً عن فرص أفضل، سيما وقد تدهورت الحياة الاقتصادية وتفاقم الفساد وتعاظمت المديونية الحكومية في العقدين الأخيرين.

وكشفت الوثائق أن التمويل الغربي للمنظمات غير الحكومية والتيارات الأشد يمينية وتطرفا، كان له الدور الحاسم في انقلاب 2014 الذي لم يعترف بشرعيته إقليم الدونباس (4 مليون)، توالد عن ذلك اشتعال مواجهات راح ضحيتها 14 ألفا وملاحقة شرسة للروس في العاصمة كييف وسواها، وصولا إلى إلغاء اللغة الروسية؛ إيذانا بتعميق علاقات الحكم الجديد مع العواصم الغربية، سيما الولايات المتحدة التي عززت البنية العسكرية للجيش الرسمي الذي يناهز 1/4 مليون جندي كما الميليشيات النازية (يطلق الروس على القوميين المتشددين النازيون الجديد)، ويعتبرونهم امتداد للحرس القومي 1/2 مليون الذي تشكل في سنوات الحرب الثانية وتعاون مع النازيين الهتلريين الذي احتلوا أوكرانيا ضد دولتهم السوفييتية، بل وواصلوا التفجيرات بعد هزيمة النازية 1945.

وللروس قراءات عمرها سنوات للنازيين الجدد الذين حازوا على تدريبات وتسليح وتمويل غربي وعدائهم الجامح لكل ما هو روسي وتطلعهم المحموم لانضمام أوكرانيا لحلف الناتو؛ أسوة بعدد من دول أوروبا الشرقية التي انتقلت من التحالف السوفييتي الى الارتباط بالحلف الأطلسي بما افسح في المجال نصب قواعد نووية أمريكية في هذه الدول وبذلك اقتربت الصواريخ من الحدود الغربية لروسيا.

القيادة الروسية أمام خيار واحد:

استخطر رأس الهرم في موسكو بزعامة بوتين ووزير خارجيته لافروف ووزير دفاعه شويغو ورفاقهم خطط أمريكا والغرب في أوكرانيا، فالصواريخ النووية متوسطة المدى يمكن أن تصل موسكو في غضون دقائق، بما يهدد الامن القومي الروسي ووجود الدولة، وغير مرة صرح الرئيس بوتين أن أمريكا تسعى "لتقويض الدولة الروسية"، وأوكرانيا التي تصل مساحتها 600 ألف كم2 هي خاصرة روسيا ولا فاصل جغرافي أو عائق طبيعي كسلسلة جبال أو نهر أو بحر بينهما، ومن البديهي أن تتابع الاستخبارات الروسية صعود النازية التي شكلت ألمانيا ركيزتها في ثلاثينات القرن الماضي وباتت أوكرانيا مركزها في السنوات الأخيرة. وللذاكرة السوفييتية كما لروسيا (يتكون الاتحاد السوفييتي السابق من 15 جمهورية لروسيا 150 مليون وأوكرانيا 50 مليون)؛ أوجاعها من النازية، حيث كانت خسارتهما 27 مليون قتيل في الحرب العالمية الثانية وأرض محروقة ل 20 ألف مدينة... وفي الأمس القريب؛ قام الأوكرانيون بقتل 14 ألف في الدونباس الروس، ولذلك لا يمكن التهاون مع مخططات انضمام أوكرانيا للحلف الأطلسي ولا لصعود المليشيات النازية والمسلحة بكل أنواع السلاح، ولهم وزراؤهم في حكومة زيلينسكي الذي قفز من ممثل كوميدي إلى رئيس دولة كصناعة غربية لا مراء فيها.

 

وشهدت بيلاروسيا (6 مليون) تحركات مناهضة ومورست عليها شتى العقوبات والضغوطات؛ غير أنها زادت تلاحما مع موسكو، ويصعب التمييز بين روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا فهي أجنحة في الدولة السوفييتية السابقة، وكانت دولة واحدة قبل عدة قرون؛ انسجاما مع السمات الجغرافية والثقافية واللغوية. وعرفت كازاخستان (37 مليون نسمة بينهم 8 مليون روسي، محاولة للاستيلاء على الحكم بمراكز نفوذه المتصارعة والفاسدة؛ غير أن جيش الرئيس المسنود من موسكو قام بإخماد التمرد المدعوم غربيا.

وتحشّد الجيش الأوكراني بعشرات الآلاف على الحدود مع الدونباس، في تحضيرات للانقضاض على الجمهوريتين الشعبيتين (4 مليون غالبيتهم من الروس)، وهذا أطلق عليه بوتين (الإبادة الجماعية)؛ ناهيكم عن "العقوبات" الغربية على روسيا منذ وقت.

وقصارى القول ثمة مخططات في العواصم الغربية لإطاحة روسيا وتفكيكها؛ بيد أن روسيا دولة نووية ولديها كما لدى أمريكا قدره (لتدمير الكرة الأرضية مئات المرات) هيكل وجيشها يناهز 1.1 مليون بأسلحة تكنولوجية وتفوق صاروخي وبلاد شاسعة هي 1/7 مساحة الكرة الأرضية واقتصاد متنوع ورصيد يناهز 700 مليار دولار نحو 17% بالدولار وضعفها بالذهب ومثلها باليورو... وعلاقات وطيدة مع عديد من الدول وقيادة صلبة متحدية لا تعرف الانحناء... أي أن المعركة لقصم ظهرها وعزلها ونبذها أقرب للتمنيات.

العوامل التي دفعت روسيا لإطلاق عملية عسكرية خاصة:

1) اعتزام أوكرانيا اجتياح الدونباس في آذار الجاري. 2) توجهات كييف للانضمام لحلف الناتو. 3) ما تراكم من معلومات عن تشغيل المعامل النووية بمساعدة أمريكية لتصنيع قنبلة نووية، ولاحقا اكتشاف معامل بيولوجية عسكرية أمريكية في أوكرانيا. 4) تعاظم نفوذ الجماعات النازية الجديدة إلى درجة إلغاء اللغة الروسية ( وتمني رئيسة الحكومة الأسبق قتل أكبر عدد من الروس (اعتقلت لاحقا بتهمة الفساد)، وعليه (لم يتركوا لنا طريقة أخرى) بوتين في خطابة الصاعق الذي خلط فيه الأوراق والمعادلات وأربك عواصم العالم.

والمواجهة منذ البدء ليست مع أوكرانيا، فهي مجرد ملعب، وإنما مع الخطط المرسومة في مكاتب البيت الأبيض وعواصم الهيمنة الشمالية.

من الحريّ الإشارة أن الديبلوماسية الأمريكية المسنودة بسطوة الاحتكارات، قد نجحت بتجنيد العواصم الرأسمالية في أوروبا والشرق (اليابان، استراليا، كوريا الجنوبية)، بما أسْمي العقوبات، وهي حرب اقتصادية – إعلامية – سياسية لغرض تهشيم روسيا وتدمير اقتصادها وصولا إلى هدمها وتشظيتها (تضم روسيا 20 جمهورية اتحادية)، وصولا إلى إبعادها عن الصين القوة الاقتصادية الصاعدة والمنافسة (تنتج أسوة بأمريكا 22 تريليون دولار سنويا ولديها رصيد 3.5 تريليون ومديونية على أمريكا تناهز 1.1 تريليون $، فيما مديونية الحكومة الأمريكية بلغت 30 تريليون دولار) ويقود الصين الحزب الشيوعي (95مليون) الذي يسترشد بالرؤية الاشتراكية الماركسية – ال لينين ية؛ خلافا للعواصم الرأسمالية التي يوجهها الفكر الرأسمالي والليبرالية الجديدة، حيث (7 أشخاص يسيطرون على معظم الاقتصاد) نعوم تشومسكي.

ومن بين الأهداف الأمريكية إبعاد أوروبا، سيما ألمانيا وفرنسا عن روسيا وإحلال الطاقة الأمريكية وأية طاقة أخرى محل الطاقة الروسية (تعتمد أوروبا على 30-40% من استهلاكها على الطاقة الروسية من غاز ونفط)، فيما تعتبر روسيا المنتج الأول عالميا للقمح والذرة والأخشاب ونسبة مهمة في الألمنيوم والصلب، وهي المصدّر الثاني للسلاح بعد أمريكا.

وتتمنى أمريكا تغطيس روسيا في المستنقع الأوكراني، كما غطست هي في المستنقع الأفغاني لمدة عقدين من الزمن، ومعها عشرون دولة يمدون أوكرانيا بأسلحة دقيقة؛ فضلا عن ما يسمى (الفيلق الدولي) من المرتزقة والتلويح بحرب عصابات... ولا يزعجها بحر الدم فهي بعيدة. أما الاستراتيجية الروسية فهي لم تلجأ للحروب التقليدية بقصف المدن بالطائرات والمدفعية واحتلالها، كما فعلت أمريكا في العراق، فهي تسيطر على طرق المواصلات وتستهدف المنشآت العسكرية القيادية وقدرات سلاح الطيران، في توجه ثابت نحو العاصمة كييف، وتفادي القرى وثكنات الجيش (ألقوا سلاحكم وعودوا لمنازلكم) بوتن.

أين تتجه الأمور؟

نحو المزيد من القتال والتقدم لوحدات الجيش الروسي، أما المفاوضات في بريست بين الوفدين الروسي والأوكراني ولقاء وزير الخارجية لافروف "ونظيره" الأوكراني في أنطاليا، فهي مجرد قناة للتفاوض وتأمين ممرات آمنة للمدنيين، حيث لجأ نحو 2.5 مليون أوكراني إلى أوروبا الغربية ونحو 1/4 مليون روسي من الدونباس وسواهم إلى روسيا.

والقيادة الروسية لا يعوزها التصميم لبلوغ أهدافها سواء بالمفاوضات أو بالوسائل العسكرية (اعتراف كييف بأن القرم أراض روسية + استقلال الجمهوريتين الشعبيتين في الدونباس + ضمان حيادية أوكرانيا وعدم التحاقها بالناتو + تجريد الجماعات النازية والمتطرفين من السلاح، وحينها يتوقف القتال)، فهي مطالب المنتصر دون الذهاب للانتصاروية؛ بتفكيك أوكرانيا وإذلال جيشها وشعبها وتدمير مدنها، وهذا ما يفسر أن خسائرها 1300 حسب الرئيس زيلنسكي، والجيش الروسي قادر عمليا على اجتياح المدن ومحوها عن الأرض، ولكن استراتيجيته تقوم على (إننا شعب واحد) بوتين.

حرب الغرب الاقتصادية على روسيا:

هذه الحرب ليست جديدة، ولكنها بلغت إجراءات قصوية لم يعرفها التاريخ وغاياتها ما أسلفناه أعلاه، ومن الطبيعي أن يكون لها نتائج سلبية وخسائر لا يمكن التهوين منها، ولكن ثمة أبعاد يتوجب التعرض لها:

1. أن الحرب الاقتصادية سلاح ذو حدين، فلن تتلقى روسيا اللطمات فقط، بل ستوجه ضربات عقابية للدول التي شنت عليها الحرب الاقتصادية. صحيح أن جيشها سوف يحسم الصراع على الأرض الأوكرانية، وأنها واعية بعجز الناتو عن مواجهتها اتصالاً بالردع النووي، والقرار الجريء عندما وضعت السلاح الاستراتيجي النووي على أهبة الاستعداد؛ الأمر الذي قرأته أمريكا والناتو جيداً، فأعلنا مراراً أن لا مواجهة عسكرية مع روسيا، ولكنها لن تكتفي بذلك، بل وفي الطريق إجراءات عقابية مقابلة؛ بدأت بوضع الطائرات الأجنبية بتصرفها رداً على حجز أموال بنوكها في البلدان الغربية...

2.     كل الصراخ عن حظر النفط والغاز الروسيين هو جعجعات دون رصيد، فلا غنى ولا بديل عن الطاقة الروسية سيما لأوروبا. لا ريب أن الرئيس الأمريكي بايدين، قد أعلن في حركة هوليودية حظر استيراد النفط الروسي، ولكن هذا لا يشكل أكثر من2% من الصادرات الطاقية الروسية. أما أوروبا فقد أعلنت جهازاً نهارا أن الحظر لا يشملها، فهي دون النفط والغاز الروسيين تصاب بشلل كامل، بل وتدفع بالدولار ثمن تعاقداتها، حيث ارتفع سعر النفط 50% والغاز تضاعف أربع مرات، فهي كمن حاول تكحيل عينه فاقتلعها (أنتم الملامون لا روسيا) بوتين.

3.     وبارتفاع سعر النفط والغاز، إنما ترتفع أسعار كل السلع في السوق الدولية، وأول الرقص حنجلة؛ إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية وارتفع التضخم المالي...

4.     متعذر تماما خنق وتدمير الاقتصاد الروسي، وما يقلل من خسائره استمرار ضخ الطاقة إلى السوق الأوروبية، إضافه للاتفاقية التي وفعتها موسكو مع بكين بمئات المليارات ولسنوات عديدة: والاقتصاد الصيني هو أكبر اقتصاد مستهلك للطاقة، سواء من ناحية معدلات نموه السنوي التي تصل 7% أو عدد السكان الذي يتجاوز 1.5 مليار نسمة وقوة عمل تقترب من 900 مليون؛ ناهيكم عن سعة السوق الروسية وغنى مصادرها الطبيعية وتنوع اقتصادها؛ الأمر الذي جعل الحكومة الروسية تقرر إنتاج بدائل لما شملته "العقوبات" من وارداتها، وهي البلد الثاني بعد الولايات المتحدة في مبيعات السلاح.

5.     اتساع علاقاتها وصداقاتها الشيء الذي يجعل من هدف الغرب عزلها مجرد أوهام، فمن بين الدول التي رفضت فرض "العقوبات" على روسيا (الصين والهند اللتان تشكلان أكثر من 30% من سكان الكرة الأرضية، يضاف لهما دول البريكس الأخرى: جنوب إفريقيا والبرازيل ودولة ناشئة كإيران وعدد من الدول العربية، وفي مقدمتها سوريا والجزائر والدول اللاتينية: كالمكسيك وكوبا وفنزويلا وبلدان أخرى... وهناك تعاقدات وتبادل تجاري واستثمارات روسية في هذه البلدان؛ فلدى روسيا ما توردّه وما تستورده، حتى أن الحرب الاقتصادية على بلدان أقل وزنا وتطوراً تكنولوجيا: ككوبا وفنزويلا وإيران؛ أخفقت ولم تحصد سوى الريح)، هذه "العقوبات" تنجح مع عواصم قياداتها ضعيفة ومن ثقافتها الخنوع، حتى أن الرئيس الباكستاني عمر خان رد على أوروبا التي حاولت استدراجه لإدانة روسيا بالقول (لسنا عبيدا عندكم).

6.     والاتحاد السوفييتي وعموده الفقري روسيا كان له الدور الحاسم في كسر شوكة النازية في الحرب العالمية الثانية، ولم يكن لمعظم الشعب سوى البطاطا، حتى أن المحاصرين في موسكو وليننغراد وستالينغراد، قد اقتاتوا على الكلاب والقطط ولحاء الشجر وما تجود به الطبيعة؛ دون أن يرفعوا الراية البيضاء أمام جحافل النازية، فمثل هذا الإرث، إنما هو فخر للشعب الروسي الذي زاد التفافا حول القائد الصلب والمتحدي بوتين، فارتفع تأييده من 61% إلى 71%، وسواء كانت الحرب ناعمة أم خشنة؛ فمنظومة الحياة الروسية قادرة على الصمود.

7.     ما يشهده العالم من تغيرات كبيرة؛ فأمريكا القوة العظمى تنافسها الصين القوة الصاعدة، والهيمنة الأمريكية تتقهقر في أفغانستان وسوريا و العراق ومد يساري يكتسح ثمانية بلدان في القارة اللاتينية، وعلى الطريق البرازيل (ثلث سكان القارة وأكثر من نصف الجغرافيا) وكولومبيا، حسبما تشير الاستطلاعات... فقارة بأكملها تفر من القبضة الأمريكية؛ ناهيكم عن الذكاء الروسي في استثمار التناقض في المعسكر الغربي وفتح أبواب التفاوض مع كييف، وأهم من ذلك القدرة على حسم المعركة على الأرض..

والصين التي تتبع سياسة هادئة هي مجبرة على رفع وتيرة الصراع مع أمريكا التي تنصب لها الفخاخ في بحر الصين الجنوبي وجزيرة تايوان وتنظر لها كعدو ونموذج نقيض للنموذج الأمريكي، ولئن كانت جبهة الغرب مشتعلة مع روسيا اليوم؛ فالعين على الصين، ونتائج المعركة الدائرة في أوكرانيا لها اسقاطاتها على الصراع الاستراتيجي (من يقود العالم) في العقود المقبلة.

ومن الناحية المنطقية هناك مسار من اثنين: انتصار الموقف الروسي وتأمين مناخات دولية يستفيد منها نهوض التنين الصيني وكل نزعات التحرر، وبالتالي المزيد من تراجع الهيمنة الأمريكية والغربية ونموذجها الاقتصادي والثقافي أو انتصار المخطط الأمريكي – البريطاني الغربي واندحار روسيا وتفكيكها وتشديد القبضة الأمريكية على العالم، بما لذلك من إسقاطات؛ الأمر الذي يشمل إقليم الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، والإحاطة بذلك تتطلب وقفة منفصلة.

*ملحوظة: لقد عدت للكتابة بعد أن تحررت من السجن وتخلصت من فايروس كورونا اللئيم.