قال القيادي في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين النائب جميل المجدلاوي، مساء اليوم الجمعة، خلال حفل تأبين القائد الوطني الكبير أبو يحيى سليمان، إنّ "الرفيق أبو يحيى كان قائدًا عزّ نظيره، ويحق لمُخيّم جباليا أن يفخر بهذا القائد الكبير".
ولفت المجدلاوي في كلمة الجبهة الشعبيّة خلال حفل التأبين شمال قطاع غزّة والتي تابعتها "بوابة الهدف"، إلى أنّ "كل الصفات الجميلة والنبيلة اجتمعت في شخص الرفيق أبو يحيى الذي عرفته على مدار ما يقرب من 50 عامًا في العديد من مواقع النضال التي تقدمنا فيها".
وأشار المجدلاوي إلى أنّ "الرفيق أبو يحيى كان مثالاً حقيقيًا لكل القيم التي يعتز بها الانسان، وكان وحدويًا من الدرجة الأولى لأنّ الجبهة الشعبيّة هي التنظيم الأمين على الوحدة، ولأنّها تُدرك جيدًا أنّ طريق الانتصار لا يمكن إلّا أن يمر من خلال الوحدة".
وانتقل المجدلاوي في حديثه إلى العديد من القضايا السياسيّة، إذ قال إنّه "وعقب هزيمة العام 1967، صدر بحث صهيوني أكَّد أن العدو حقّق انتصارًا كبيرًا، لكنّ هذا الانتصار كان ملغومًا بوحدة الشعب الفلسطيني، لأنّه باحتلال الضفة وغزة و القدس جرى التواصل من جديد بين كل أبناء الشعب الفلسطيني، ومنذ تلك اللحظة بدأ العدو الصهيوني يخطّط كيف سيتجاوز هذا الفخ الاستراتيجي، ومنذ ذلك التاريخ بدأت الانقسامات الفلسطينيّة حتى يومنا هذا".
وأكَّد المجدلاوي أنّ "المقاومة دون الوحدة الوطنيّة لن تحقّق الأهداف التي نُضحي من أجلها، ودون وحدة حقيقيّة ستظل المقاومة على قدمٍ واحد وهذا لا يُنجِح أي مشروع وطني".
وشدّد المجدلاوي على ضرورة "توفير الحياة الكريمة، وتقديم الحلول لمشكلات أبناء شعبنا، ووقف نزيف هجرة الشباب من قطاع غزّة، إذ أنّ كل هذه الأزمات تأتي نتاج الانقسام القائم".
ولفت المجدلاوي إلى أنّ "مفتاح بوابات الحوار الوطني الذي يصل بنا إلى الوحدة الوطنية هو في يد الرئيس أبو مازن، فهو الذي يستطيع أن يفتح باب الحوار، ونؤكّد للأخوة في حركة فتح أنّ المفتاح في يد أبو مازن حتى يجلس الجميع للحوار، وعلى الأخوة في حماس الإجابة حول استعدادهم للدخول في هذه الحوارات الوطنيّة".
كما بيّن أنّ "الجبهة تتفق مع حركة حماس في الخطاب السياسي، وندعو للحوار الشامل والانتخابات الشاملة والشراكة الوطنيّة، ولكن يا أخوتنا في حركة حماس هل يجوز أن ننتظر إلى أن تتحقّق كل هذه الأهداف مرةً واحدة بالضفة وغزة؟"، داعيًا "حركة حماس إلى الشروع فورًا في انتخابات المجالس المحليّة والبلديّة في كل بلديات القطاع على أساس التمثيل النسبي".
وفي ذات السياق، أكَّد المجدلاوي أنّ الجبهة "لا تُريد إعادة تكرار تجربة المحاصصة واقتسام المواقع، فمن حق شعبنا أن يختار من يمثله، ولا يجوز أن ننتظر أن يفتح أبو مازن باب الانتخابات الشاملة رغم أننا نُناضل من أجل فتح هذا الباب المغلق، ولكن إلى أن نستطيع ذلك علينا تعزيز كل ما يمكن تعزيزه من خلايا الصمود والديمقراطيّة لأبناء شعبنا".
وأوضح المجدلاوي أنّ "الجبهة الشعبيّة تناضل منذ عقود حتى بعد الانقسام من أجل تنظيم الانتخابات في الجامعات وفق التمثيل النسبي، لذلك نقول لحركة حماس التي أبدت استعدادها لذلك ابدأوا بالجامعة والمعاهد التي تسيطرون عليها، وعلينا عدم الانتظار والبدء بعمل ما نستطيع حتى نستكمل المسار الديمقراطي على كافة الأصعدة".
ورأى أنّ "كل هذا لا يعفينا جميعًا من المعركة التي ينبغي أن تُقاد في كل ساعة ودقيقة حتى نفرض على الرئيس أبو مازن السير على طريق الحوار الوطني الشامل وتنفيذ كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها"، لافتًا إلى أنّ "الجبهة تتفق مع كل المطالبين بإنهاء التنسيق الأمني، ووقف كل اللقاءات العبثيّة والضارة مع العدو الصهيوني، هذا عار يجب ألّا يستمر".
وفي ختام حديثه تطرّق المجدلاوي إلى رؤية الجبهة إزاء مقاطعة جلسة المجلس المركزي الأخيرة التي عُقدت في رام الله، إذ قال: "الأخوة في حركة فتح رفضوا كل الخيارات التي من الممكن أن تضمن وحدة شعبنا ومؤسّستنا الوطنيّة وتكفل الحد الأدنى للمقدرة على مقاومة العدو موحّدين، ولذلك قاطعنا جلسة المجلس المركزي".