Menu

فنتازيا النساء في الجيش "الإسرائيلي"

يسار- عارضة الأزياء "الإسرائيلية" آصغو لاستي تُشارك باستقبال المجندين الجدد بجيش الاحتلال لتشجيعهم

معاذ العامودي

بالحسناوات الرقيقات اللاتي يرتدين الزي العسكري قررت "إسرائيل" الوصول للشباب الغربي والأمريكي، لتحسين صورتها من خلال نشر صور فاتنات في الجيش شبه عاريات، على واجهة أبرز المجلات العالمية المخصصة "للإثارة"، أو على صفحات التواصل الاجتماعي وبلغات مختلفة.

واجهت "إسرائيل" في السنوات العشر الأخيرة مشكلة في التعامل مع الجيل الشاب الصاعد في أمريكا والغرب، حيث ارتبطت صورة الجيش "الإسرائيلي" لديه ذهنياً بالمجازر التي يقترفها بحق الفلسطينيين، وسعت دولة الاحتلال جاهدة لإشعال روح "الفنتازيا" من خلال عرض صور مجندات "إسرائيليات" على واجهة مجلات الإثارة، كمجلة "Maxim" الأمريكية.

النائبة "الإسرئيلية" كوليت أفيتال، والقنصل العام السابق في نيويورك قالت في تصريح سابق، تعليقاً على نشر صور مجندات جيش الاحتلال بمجلة "Maxim" الأمريكية: إنّ القنصلية الإسرائيلية دفعت باتجاه قرار النشر بعد أبحاث على الجيل الصاعد في أمريكا، فنحن نعاني من صورة إسرائيل لديهم، لذلك يجب أن نعني الكثير لهم، هناك أشياء جميلة ومثيرة يمكن استخدامها للاستفادة من هذه الشريحة، بأن تظهر امرأة شبه عارية،...، أعلم أن البعض في إسرائيل اعتبر الصور غير ملائمة، لكننا سعيدون بنتائج الصور".

أما "ديفيد دورفمان" من القنصلية، فقال: ذكور هذا السن ليست لديهم أي مشاعر تجاه إسرائيل بطريقة أو بأخرى، و نحن ننظر إلى ذلك على أنه مشكلة. وأضاف "توصّلنا لفكرة من الممكن أن تكون جذابة لهم"، ويقصد تحسين صورة دولة الاحتلال بالقوة الناعمة أمام العالم.

وشملت الصور المنتشرة للفتيات الإسرائيليات أمثال "نيفت باش" التي خدمت في الاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال، و"غال غادوت"، ملكة جمال "إسرائيل" السابقة والتي عملت في الجيش، وعرضت "Maxim" الصور تحت عنوان "نساء جيش الدفاع الإسرائيلي".

محمود مرداوي، الباحث في شئون الاحتلال يقول لـ"بوابة الهدف": تسعى إسرائيل من خلال نشر الصور الشفافة والرقيقة للفاتنات في الجيش إلى إيصال رسائل للغرب على أنها جزءٌ منه، ككيان متحضر يريد العيش لا القتال، وتسعى من خلال الجيش والحروب فقط لحماية نفسها..".

ويضيف مرداوي: "الصور المثيرة للمجندات الإسرائيليات عامل أساسي لجذب اليهود من الخارج إلى فلسطين، هم يبحثون عن نخب علمية قادمة من الخارج للانخراط في الجيش، وقد تكون هذه طريقة جيدة، هذا خطاب القوة الناعمة".

وكانت "آصغو لاستي" عارضة الأزياء ومقدمة البرامج "الإسرائيلية"، شاركت مع مجموعة من المشاهير "الإسرائيليين" لاستقبال المجندين الجدد في جيش الاحتلال، من باب التشجيع، وترغيبهم للالتحاق في الجيش.

وأظهرت معطيات إحصائية خاصة بعملية التجنيد نشرها جيش الاحتلال، في شهر نوفمبر لعام 2015 ارتفاع عدد المجندات "الإسرائيليات" للخدمة في الوحدات القتالية بنسبة 250%  في سن 18 عاماً، في حين أن 50% من الذكور المجندين الجدد في الجيش، تبلغ أعمارهم 18 عاماً.

وحول انضمام النساء بكثرة للجيش يرى الكاتب المختص بالشأن "الإسرائيلي"، أكرم عطا الله أن "إسرائيل تريد استقطاب أكبر عدد ممكن للجيش من الداخل والخارج، ولذلك ليس غريباً أن تفتح الجيش للنساء،...، هناك صور لمجندات في سلاح الطيران الإسرائيلي يتم تداولها، لتحسين صورته" .

وأضاف عطا الله: "حجم الانكشاف الإسرائيلي في السنوات الأخيرة لا يمكن تغطيته بكل الظروف، والمستوى الحضاري والمساواة بين المرأة والرجل الذي تسوِّقه إسرائيل للعالم، من خلال الصور الجذابة لا يتلاءم مع ما تقوم به إسرائيل من قتل للأطفال والنساء الفلسطينيين، في ظل تطور الإعلام الجديد".

وسعت دولة الاحتلال في فترة ما قبل الانتفاضة الحالية لنشر "المجندات الفاتنات" على الحواجز الفلسطينية في الضفة الغربية. يرى في ذلك المختص في الشأن الإسرائيلي، محمـد حمادة "أنه جزء من محاولات تهدئة نفوس الفلسطينيين الذين يمكثون بالساعات على حواجز التفتيش لكي يسمح لهم بالمرور"، لكنه اعتبر هذه المحاولات تؤدي نتيجة عكسية في زيادة الاحتقان والاستفزاز لدى الفلسطينيين الذين يسعون جاهدين للتحرر من الاحتلال تحت أي ظرف".

وبالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها الجيش "الإسرائيلي" لتحسين صورته أمام العالم، إلا أنه في ظل العولمة والعالم المفتوح بقيت صور ومشاهد القتل التي ينفذها بحق الفلسطينيين حاضرة وتصل بأسرع الطرق لجيوب الجيل الجديد عبر هواتفه المتنقلة وصفحات التواصل الاجتماعي.