Menu

كشف أهداف الغرب الخبيثة

محلّل روسي: أمام الصين الفرصة لاستعادة تايوان

وكالات - بوابة الهدف

كتب المحلل السياسي الروسي فاليري كوروفين، مقالاً حمل عنوان "المثال الأوكراني"، بين خلاله سبب مخاوف الولايات المتحدة الأمريكيّة من انتصار بوتن في معركته الخاصّة بأوكرانيا، التي ستفتح المجال أمام الصين لضم تايوان إلى سيادتها، وهو الأمر الذي يعني قوة وحصانة جديدة للصين التي ترى بها الولايات المتحدة خطراً وتهديداً استراتيجياً لها.

وكتب كوروفين في مقاله: "ستتخذ السلطات الأمريكية جميع الإجراءات الممكنة لمنع إعادة توحيد تايوان مع الصين بالقوة"، قال هذا مساعد الزعيم الأمريكي للأمن القومي، جيك سوليفان، وقال عندما سئل عما ستفعله واشنطن إذا حاولت الصين إعادة التوحيد بقوة مع تايوان: "سياستنا العامة هي أننا سنتخذ كل الإجراءات الممكنة لضمان عدم حدوث ذلك أبدًا".

ويرى كوروفين أن هذا البيان الذي أدلى به ممثل الإدارة الأمريكية كان بسبب الأحداث في أوكرانيا، التي جعلت واشنطن بقلق شديد من أن نجاح القوات المسلحة الروسية في إعادة أراضي أوكرانيا السابقة إلى روسيا الكبرى سيلهم الصين للقيام بنفس العملية العسكرية الخاصة بالضبط ضد تايوان.

وقال: "في الواقع، قلق الأمريكيين له ما يبرره، تايوان بالنسبة للصين مثل أوكرانيا بالنسبة لروسيا، نشأت كل من أوكرانيا وتايوان على أساس المواجهة الجيوسياسية التي بدأها الغرب، أوكرانيا مشروع غربي، منذ البداية يهدف إلى تمزيق جزء من روسيا الكبرى، بمعنى آخر، أوكرانيا هي مشروع سياسي، تم إنشاؤه بأمر من حكومة النمسا-المجر، بدعم من ألمانيا وبولندا لاحقًا، بهدف إضعاف الإمبراطورية الروسية وتمزيق جزء من الأراضي منها".

 وأشار إلى أنّ تشكيل هذا المشروع تم على أساس أسطورة أن شعبًا مميزًا يعيش في جنوب غرب الإمبراطورية الروسية، وأن مساحة جنوب غرب روسيا ليست سوى أوكرانيا، التي يجب عليها بكل الوسائل أن تنال استقلالها عن روسيا.

واستدرك القول: " تم إنشاء جميع الأساطير الأوكرانية في الأصل على وجه التحديد من أجل تشكيل موطئ قدم جيوسياسي موالي للغرب بالقرب من حدود روسيا، والذي من الممكن أن يزعج الدولة القارية في البر الرئيسي، للتهديد، وكبح الجماح. ومن أجل إطلاق هذا التكوين السياسي المصطنع في الوقت المناسب، من أجل إضعاف العدو وإرهاقه ونزفه".

وأوضح كوروفين، أنّه تماماً مثلما أوكرانيا معادية لروسيا، تايوان معادية للصين. المنطق الجيوسياسي نفسه موجود: إنشاء موطئ قدم جيوسياسي أطلنطي بالقرب من البر الرئيسي لأوراسيا للصين، مبني أيديولوجيًا بعلامة معاكسة، ويمثل حضارة الغرب وينفذ النماذج الأيديولوجية الغربية.

ولفت إلى أنّ حدة الموقف تكمن على وجه التحديد في حقيقة أن الانتهازيين، المرتدين من شعوبهم، يتم استخدامهم هنا وهناك، والذين بمساعدة سنوات عديدة من الدعاية الغربية، غُرِسوا في فكرة أنهم "مختلفون"، غُرِست فيهم فكرة أنهم "غير روسيين" وتم غرس القيم الغربية فيهم وأنهم جزء من الغرب، ولحم من لحم الحضارة الغربية.

وأشار إلى أنّه من وجهة النظر الجيوسياسية، تعتبر أوكرانيا جزءًا رئيسيًا من روسيا الكبرى، والتي بدونها، وفقًا للراحل زبيغنيو بريجنسكي، تتوقف روسيا عن كونها قوة أوراسية، وتتحول إلى دولة إقليمية آسيوية.

وأوضح أنّ الأمر نفسه ينطبق على تايوان، التي يعتبر موقعها الاستراتيجي أساسيًا، حيث تقع تايوان في مركز السلسلة الأولى من الجزر والنقاط العقدية في بحر الصين الشرقي ومضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي. من هناك، يتم ممارسة السيطرة على الشحن في المنطقة بأكملها، فضلاً عن القضايا الأمنية في البر الرئيسي للصين.

وقال كوروفين: "هنا وهناك، تبنت الولايات المتحدة برامج شراكة عسكرية، وفي أوكرانيا وتايوان، يقوم المدربون الأمريكيون بتدريب المتخصصين في الحرب، وهنا وهناك يهددون بفرض عقوبات، ويعدون بفعل "كل شيء ممكن" لمنع عودة هذه الأراضي الانفصالية بالقوة للسيطرة الجيوسياسية الأوراسية، فعلى مدى السنوات السبعين الماضية، لم تتوقف الولايات المتحدة عن مساعدة تايوان، وتحديث الأسلحة والمساعدة في إدارة الجيش".

وأكّد أن "الإمبراطورية" الأمريكية تنفد، ومنهكة، وتتلاشى، ولهذا السبب أصبحت التهديدات أقل وضوحا وأكثر حذرا، حيث لا يوجد أحد في الولايات المتحدة، يعرف ما قد يكون عليه الأمر بشأن الاقتصاد رقم واحد في العالم، الصين، التي تعتمد عليها الولايات المتحدة بشدة.

وأضاف: " لقد أظهرت عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا أن الشيطان ليس فظيعًا كما يرسم. اقتصرت الإجراءات الأمريكية ضد روسيا على مجموعة من العقوبات التي أصابت الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا بشكل أكثر إيلامًا".

وتساءل: "ماذا يمكن أن نقول إذا بدأت الولايات المتحدة بفرض عقوبات مماثلة على الصين؟ هل ستكون العواقب أكثر تدميرًا. بادئ ذي بدء، بالنسبة للاقتصاد العالمي، الذي يقوم على الاقتصاد الأمريكي".

وتابع القول: " لنفترض أن الولايات المتحدة لن تخاطر بفرض عقوبات اقتصادية على الصين، لكنها ستبدأ في التصرف بشكل مختلف. ولكن كيف؟ فمن الناحية العسكرية، من غير المرجح أن تهدد الولايات المتحدة حامل الثالوث النووي، فاليانكيون يخافون عمومًا من هذا الأمر على أنه نار؛ حتى كوريا الشمالية لم تتأثر بسبب الاشتباه في امتلاكها لشيء نووي بهذه الدرجة. ماذا تبقى؟ هل سيفرضون حظراً على منتجات هوليوود، أو يوقفون تشغيل Netflix، وFacebook، وTwitter؟ كل هذه القمامة تم حظرها بالفعل بواسطة جدار الحماية الصيني لفترة طويلة. هل سيتم تقليص سلسلة مطاعم ماكدونالدز؟ في الصينية هو 麦当. هل ستزول ماركات الملابس الغربية؟ لذلك يتم خياطتهم في الصين نفسها".

ولفت كوروفين، إلى أنّ الشيء الوحيد الذي يبقى في ترسانة الولايات المتحدة وحلفائها هو إمداد تايوان بالأسلحة لتأخير العملية العسكرية الصينية الخاصة وزيادة عدد الضحايا بين ممثلي الدفاع الإقليمي التايواني.

وتابع القول: "تايوان، على الأرجح، سيكون لها ماريوبول الخاصة بها، وتوزيع الأسلحة على المدافعين عن تايبيه، والدعاية المعادية للصين، التي تتم وفقًا للأدلة الأمريكية نفسها كما في أوكرانيا. بشكل عام، لا شيء جديد ولا شيء مميز".

ويرى الكاتب أنّه يوجد فرصة أمام الصين للاستعداد والقيام بما طال انتظاره: إعادة تايوان إلى مينائها الأصلي، "ونقل اليانكيين المتغطرسين من كل مكان إلى جزيرتهم، حيث حان الوقت للتعامل مع مشاكلهم الخاصة".

وختم مقاله قائلاً: "تنتظر كاليفورنيا الصينية الأسلحة الصينية منذ فترة طويلة، ولا يفهم معظم سكان سان فرانسيسكو على الإطلاق لماذا يجب عليهم، ومعظمهم من الصينيين، الاستماع إلى الهذيان غير المتماسك لرجل عجوز متعب من واشنطن؟ ناهيك عن ألاسكا الحرة المستقلة التي تئن تحت نير المستعمرين الأمريكيين منذ مائة عام".