نظّم وفد قيادي من الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين يتقدّمه نائب الأمين العام للجبهة الرفيق جميل مزهر وأعضاء المكتب السياسي من قطاع غزّة، زيارة إلى مُخيّم جرمانا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق.
وكان في استقبال الوفد القيادي عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينيّة والأحزاب السوريّة ووجهاء وفعاليات وأهالي المُخيّم، حيث تجوّل الوفد في شوارع وأزقة المُخيّم؛ وذلك للاطلاع عن كثب على أوضاع ومشكلات المُخيّم المجتمعيّة والخدميّة والمعيشيّة، كما قام الوفد بزيارة لبيت التراث الفلسطيني الذي يحتوي على عددٍ كبير من الأدوات والأثواب التراثيّة الفلسطينيّة والسوريّة.
وخلال كلمةٍ له حضرها عدد من أهالي المُخيّم، وجّه نائب الأمين العام للجبهة التحيّة لكافة الفصائل والقوى الفلسطينيّة وأبناء شعبنا من اللاجئين في هذا المُخيّم الصامد، حيث أشاد خلال كلمته بحالة الصمود التي يشكّلها أبناء المُخيّم منذ النكبة وحتى يومنا هذا رغم كافة الظروف المعيشيّة والسياسيّة.
وشدّد الرفيق مزهر على أنّ الشعبيّة ستُتابع عن كثب كافة مشكلات ومتطلبات اللاجئين في مُخيّمات سوريا ولبنان، باعتبارها خزان بارود الثورة الفلسطينيّة، وذلك من خلال الجولات الميدانيّة الدوريّة، لافتًا إلى أنّ الجبهة بصدد استنهاض الحالة الثوريّة والكفاحيّة التي يشكّلها أبناء المُخيّمات للوصول إلى معركة التحرير والعودة يدًا بيد مع كل ساحات تواجد الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج إلى جانب أبناء الأمة العربيّة وأحرار العالم.
كما أشار نائب الأمين العام إلى حالة المقاومة والاشتباك المتصاعد على امتداد الأرض الفلسطينيّة المحتلة في ظل تصاعد عدوان الاحتلال على شعبنا الفلسطيني، مُؤكدًا أنّ مقاومة شعبنا مستمرة وبكافة الوسائل حتى دحر الاحتلال عن كل شبرٍ من أرضنا وصولاً إلى تحقيق أهداف شعبنا في الحريّة والاستقلال.
كما نقل الرفيق "أبو وديع" تحيّة الأمين العام الرفيق أحمد سعدات إلى كافة أهلنا في مُخيمات اللاجئين ومدن وقرى الضفة المحتلة، ضفة التحدّي، ومن بوابة المقاتلين في غزّة، فيما أكَّد على أنّ شعبنا موحّد وصاحب هدف وقضية ووطن سكنه ووحده انتصارًا على التشتيت، فتوحّد في معركة سيف القدس ، فيما كانت عكا كما القدس ويافا والرملة وغزة ومُخيّمات الشتات في الأردن ولبنان وسوريا جسدًا واحدًا موحدًا في خطوط المواجهة والاشتباك.
وشدّد مزهر على أنّ فلسطين كل فلسطين هي لشعبنا، ولن نتخلى عن ذرّة ترابٍ واحدة منها، وهذا هو عهدنا لكل أبناء شعبنا بأن نواصل القتال والنضال حتى تحرير كامل التراب وعودة اللاجئين من الشتات، مُشيرًا إلى أنّ الوحدة والمقاومة هي طريق التحرير والعودة، ونقول أنّ الكبار ارتقوا شهداء والصغار لم ينسوا القضية بل حملوا الوصية وتوارثوا بندقية الثوار، فلا خيار أمام شعبنا سوى التمسّك بالثورة والبندقية، وهذه الثورة التي كانت انطلاقتها الأولى من مُخيّماتكم وأصبحت اليوم تقاتل من على أرضها وبشراكةٍ وتكاملٍ بين الساحات، فأنتم وقضية العودة كحقٍ وواجب شكّلتم جوهر المشروع التحرري الوطني، ومهما تعاظمت مخططات التصفية والتي لم يكن آخرها محاولات شطب الشاهد القانوني والتاريخي على نكبة شعبنا بتقليصات وتوكيل خدمات وكالة "الأونروا" إلى منظماتٍ أمميّةٍ أخرى، سنتصدى لكل هذه المحاولات على الدوام بإرادة وحق شعبنا في العودة، وعهدنا لكم أن نكون أوفياء لوصايا الشهداء ونسير على خطواتهم أمناء على تضحياتهم والأهداف التي ارتقوا من أجلها.
وفي الختام، تقدّم الحضور بعددٍ من كلمات الترحيب والإشادة بدور الجبهة الشعبيّة الكفاحي والنموذج الديمقراطي الذي تجسَّد من خلال عقد مؤتمرها الوطني الثامن، مُؤكدين على دور الجبهة الطويل في توحيد الساحة الفلسطينيّة بما يخدم ويصب في صالح شعبنا وقضيته الوطنيّة.
وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من الزيارات واللقاءات التي ينظّمها نائب الأمين العام للجبهة وأعضاء المكتب السياسي للجبهة، وذلك في إطار جولةٍ خارجيّة أعلنت عنها الجبهة في وقتٍ سابق شملت جمهوريّة مصر العربيّة وسوريا، ولبنان في الأيّام القادمة.