Menu

عن المرجعية ..والمرجعيات

خالد بركات

  1. شعب فلسطين، على امتداد وجوده في الوطن والشتات، يظل صاحب الولاية والقضية والقرار، حتى لو صادروا منه اليوم كل شيء، بما في ذلك صوته. سيظل هو، ولا أحد غيره، مرجعية شرعية وحيدة لكل المرجعيات لسياسية: المنظمة والسلطة والأحزاب والمستقلين، المنيح والعاطل، وما بينهما. شعبنا هو صاحب الحقوق، الأول والأخير، وعليه، هو صاحب الإرادة السياسية والقانونية. هو المرجعية وليس العكس!                    

2. هذا الكلام بديهي جداً. نعم.  هو كذلك. بديهي على الآخر. نكبتنا نحن الفلسطينيون أننا صرنا نخربش ونتعثر في البديهيات والبسيط. ندهش مثلاً إذا سمعنا أحدهم يقول حقيقة معروفة وبسيطة مثل " فلسطين للعرب من النهر إلى البحر". ذلك لأن سقف توقعاتنا تصدع ثم سقط. دمروه على الآخر. وإلا كيف وصلنا إلى هنا؟ أقصد إلى هذا الجدار؟ أعني إلى عصر دحلان وعباس؟ والمشكلة بلا سقف !

لقد وصلنا إلى " هنا والآن " لأن كل شئ بات يقف على رأسه. يعني الوضع، كما قالت لي بالأمس خالتي زريفة: صاير كله مشقلب وبلا طعمة !  .

3. السلطوي نصّب نفسه مرجعية نهائية وحيدة للشعب الفلسطيني كله. والمهم بالنسبة للرجل أن ينأى الشعب الفلسطيني بنفسه عن كل شئ، خاصة عن قضيته الوطنية وحقوقه. وينأى بنفسه عن الماء والدواء والهواء. يقول السلطوي البائس: الشعب " حُر " ! يريد أن يتشرد ويموت، هو حر. المهم أن ينأى بنفسه.  يأكل ويشرب وينام، ونحن نستدعيه حين نتفق مع حماس على موضوع الانتخابات.

4.  يأكل ويشرب وينام؟ طبعاً هذا إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً؛ فالشعب الفلسطيني من البقعة واليرموك مروراً بعين الحلوة، وصولاً إلى مخيم الدهيشة، ممنوع أن يتدخل في الشؤون الأردنية واللبنانية و السعودية واليمنية والسورية، والاهم طبعا: ألا يتدخل في الشؤون الفلسطينية! هذا ممنوع. ومسموح للجميع، العجر والبجر، ان يتدخلوا في الشأن الفلسطيني الداخلي، ويحددوا لنا عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الانسان في قطاع غزة وموعد المصالحة الوطنية التي لا تأتي!

5.  يعتقد البعض واهماً أن إرادة الشعب، بل مصيره، يحدده" صندوق " الانتخابات. لكن حتى هذه الملهاة صارت ممنوعة على شعبنا بقرار من " المرجعية " في رام الله. 12 مليون يقرر بالنيابة عنهم 4 أشخاص. يستغرب أحد أصدقائي العرب فيسألني: لماذا تخاف فتح وحماس من الانتخابات وهما أكثرية انتخابية؟ الأجدر أن تخافوا أنتم يا معشر اليسار؟. ولم أعرف كيف أرد عليه. لكنني وعدته أن أفعل بعد أن أستشير مرجعيتي !