Menu

الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي يقدّم قراءة لخطاب نائب الأمين العام للشعبيّة

غزة _ بوابة الهدف

قدّم الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي جمال براجع قراءة حول خطاب نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الرفيق جميل مزهر والذي قدّمه خلال مهرجان إحياء الذكرى الـ21 لاستشهاد قمر الشهداء القائد الوطني أبو علي مصطفى .

وفي قراءته التي قدّمها براجع إلى الرفيق نائب الأمين العام وجّه من خلالها التحيّة لقيادة وكوادر وأنصار الجبهة الشعبيّة، حيث قال: باسم مناضلات ومناضلي حزب النهج الديمقراطي العمالي نتوجه إليكم بمناسبة الذكرى 21 لاستشهاد القائد أبو علي مصطفى، وعبركم إلى كافة الرفاق والرفيقات في الجبهة وإلى شعبنا الفلسطيني المقاوم بتحياتنا الرفاقية الحارة، مع أسمى عبارات التقدير على صمودكم وتضحياتكم ودورهم الكبير في قيادة كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني ومن أجل التحرر وعودة اللاجئين وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية على كافة فلسطين وعاصمتها القدس .

وركَّز براجع في قراءته على القضايا العربية والدولية التي تطرّق لها خطاب نائب الأمين، حيث قال إنّ "مواجهة التحالف الامبريالي الصهيوني الرجعي في منطقتنا جزء من استراتيجية التحرر الوطني والديمقراطية والاشتراكية، إذ يشهد العالم منذ سنوات تطورات جيوسياسية كبرى ستؤدي لا محالة الى تغيرات جوهرية في النظام العالمي الحالي الذي تهيمن فيه الامبريالية الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وهذه التطورات تجري في ظل تعمق أزمة نمط الإنتاج الرأسمالي التي انفجرت منذ 2008 واشتدادها أكثر مع جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، وفشل الدول الامبريالية الغربية في معالجتها، ويترافق ذلك سياسيًا مع أزمة الديمقراطية البرجوازية وأيديولوجيا مع أزمة "النيوليبرالية" وانكشاف أوهامها وافلاسها الأخلاقي مع ما تعرفه الإنسانية من استغلال وحروب ونزاعات ومجاعات وأمراض، وما تشهده البيئة من تدمير ممنهج غير مسبوق من طرف الشركات الرأسمالية المفترسة".

ولفت براجع إلى أنّه "نظام عالمي جديد يولد على أنقاض النظام الحالي الذي تهيمن فيه الولايات المتحدة الأمريكية، وكل المؤشرات تدل على أنه عالم سيكون متعدد الأقطاب مع الصعود المتواصل والقوي للقوى الصاعدة وفي مقدمتها الصين وروسيا، ويتيح هذا التحول إلى عالم متعدد الأقطاب والتراجع التدريجي للهيمنة الأمريكية للدول֚ خاصة في بلدان المحيط ֚إمكانيات هامة للتحرر من الهيمنة الامبريالية وتحقيق التنمية المستقلة، كما تتيح للشعوب وللطبقة العاملة في البلدان الخاضعة للهيمنة الامبريالية شروطًا جديدة للتخلص من الأنظمة الاستبدادية العميلة وانجاز مهام للتحرّر الوطني والبناء الديمقراطي في أفق الاشتراكية تحت قيادة أحزابها الثورية، والشيء الذي سيعمّق التناقضات بين الرأسمال والطبقة العاملة في بلدان المركز الرأسمالي نفسها֚ أي في عقر دار الامبريالية الغربية نفسها֚ مما سيعمّق الصراع الطبقي بأبعاده الثورية".

وأشار براجع إلى أنّه "ومن مؤشرات بداية تراجع الهيمنة الأمريكية في السنوات الأخيرة العالم العربي والمغاربي فشل تدخلاتها العسكرية في سوريا واليمن، وعجزها عن حماية الأنظمة العميلة التي نصبتها بعد احتواء واضعاف السيرورات الثورية في ليبيا وتونس و مصر والسودان֚ وضمان استقرارها، والأكثر من ذلك نلاحظ تحولاً في علاقتها مع الأنظمة التابعة وخاصة الخليجية بعد الانسحاب من أفغانستان وتوقيف دعمها السياسي للسعودية في اليمن وإعادة فتح المفاوضات مع إيران حول الملف النووي الشيء الذي أصاب هذه الأنظمة بالذعر وفرض عليها البحث عن تنويع علاقاتها الدولية وخاصة مع روسيا والصين والتودد لبناء علاقات مع إيران وسوريا، ولكن في نفس الوقت لا تريد الولايات المتحدة ترك أي فراغ في المنطقة يمس بمصالحها الجيوستراتيجية أو بأداتها العدوانية المتمثلة في الكيان الصهيوني، لذلك فهي تسارع الخطى وتضغط لفرض تطبيع الأنظمة العربية التابعة مع الكيان الصهيوني في أفق بناء حلف سياسي عسكري صهيوني عربي رجعي بقيادة إسرائيل تحت مبرر مواجهة إيران، وهي خدعة مفضوحة هدفها ادماج الكيان الصهيوني في المنطقة من موقع القوة وتصفية القضية الفلسطينية ومنع ظهور قوة قد تهدد وجوده وأمنه، سواء كانت هده القوة دولة أو حركة تحرر وطني شعبي، فالإمبريالية والحركة الصهيونية تعي جيدًا أن لا مستقبل لإسرائيل في المنطقة إلا بدعم أنظمة التبعية والاستبداد والتخلف والتحكّم فيها تكريس ضعف وتشتت حركة التحرر الوطني الديمقراطي في العالم العربي والمغاربي وفي المقدمة حركة التحرر الوطني الفلسطينية على اعتبار أنها الحلقة المركزية في قيادة الصراع ضد التحالف الامبريالي الرجعي، ويعتبر التطبيع مع الكيان الصهيوني أحد المداخل الأساسية لتحقيق هذه الاستراتيجية نظرًا لأهميته في عزل القضية الفلسطينية عن محيطها الشعبي والرسمي العربي والمغاربي الحاضن֚ وتجفيف الينابيع التي شكلت تاريخيًا مواردًا لقوتها وامتدادًا لإشعاعها وسندًا لحماية ظهرها من الطعنات الرجعية".

وتابع براجع: "وهنا تكمن خطورة التطبيع أكثر، أي نقله مما هو رسمي إلى ما هو شعبي عبر اختراق شعوب البلدان المطبعة سياسيًا وثقافيًا وتربويًا ورياضيًا عبر مختلف الأشكال والوسائل بهدف اضعاف مناعتها وتهيئتها عقليًا ونفسيًا للتعايش والتطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم مثلما يحدث الآن في المغرب، فمنذ الاستقلال الشكلي ظلت العلاقات ما بين النظام المخزني الحاكم في المغرب والكيان الصهيوني سرية، واقتصرت على الزيارات السرية والتعاون الأمني والعسكري ֚ والذي تجسد بشكل سافر في مشاركة "الموصاد الإسرائيلي" في اختطاف واغتيال الزعيم الوطني المهدي بن بركة في 29 أكتوبر 1965. ألا أن هذه العلاقات ظهرت إلى العلن بتوقيع اتفاقية التطبيع الخيانية مع الكيان الصهيوني بتاريخ 10 دجنبر 2020، وفي إطار مواجهة التطبيع تأسست الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع في 28 فبراير 2021 التي تضم هيئات مناهضة للنظام ومدعمة للقضية الفلسطينية تناضل من أجل اسقاط التطبيع ومساندة الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه العادلة والمشروعة في الحرية وبناء دولته الوطنية الديمقراطية على كافة فلسطين وعاصمتها القدس".

وأكَّد براجع على أنّ "مواجهة التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني تندرج ضمن استراتيجية التحرر الوطني والديمقراطي، أي أنّها في تصورنا في حزب النهج الديمقراطي العمالي توجد في قلب الصراع الطبقي الذي تخوضه الطبقة العاملة والجماهير الشعبية ضد الكتلة الطبقية السائدة والنظام السياسي الحاكم وحليفها الامبريالي الصهيوني، فرغم هذا التطبيع الخياني من طرف العديد من الأنظمة العربية الرجعية المسنود إمبرياليًا فإنّ الشعوب وقواها الوطنية والديمقراطية تناضل وتتصدى له بإمكانياتها المتاحة رغم القمع والحصار والإرهاب، ويخوض الشعب الفلسطيني رغم الظروف القاسية والإرهاب والحصار الصهيوني والانقسام وتواطؤ السلطة ֚ مقاومة بطولية ֚ وخاصة منذ معركة سيف القدس التي تشكل نقلة نوعية في مساره النضالي ضد الاحتلال عنوانها المقاومة الوطنية الشعبية الموحدة وبكافة الوسائل وفي جميع الميادين ومناطق فلسطين".

ورأى أنّه "لمواجهة التحالف الامبريالي الصهيوني الرجعي لابد من تجاوز الأزمة التي تعرفها حركات التحرر الوطني الديمقراطي في العالم العربي والمغاربي والتي من مظاهرها الضعف والتشتت والعزلة عن الطبقات الأساسية في التغيير والتيه الفكري والسياسي بالنسبة لجزء من اليسار وغيرها، وهذا يفرض العمل من أجل׃

- بناء وترسيخ النضال الوحدوي بين قوى التحرّر والديمقراطية والاشتراكية داخل كل بلد لإسقاط الأنظمة المستبدة وفك الارتباط مع الامبريالية. وهو شرط أساسي لإسقاط المشروع الامبريالي الصهيوني بالمنطقة.

- بناء الأحزاب الماركسية الثورية لتأطير الطبقة العاملة والجماهير الشعبية الكادحة كضمانة لنجاح معركة التحرر الوطني والبناء الديمقراطي بأفقها الاشتراكي تحت قيادة الطبقة العاملة. وهذا نركز عليه جهودنا كنهج ديمقراطي عمالي حيث أعلنا في مؤتمرنا الوطني الخامس في صيف هذه السنة عن تأسيس حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين.

- بناء تحالف أو جبهة واسعة في العالم العربي والمغاربي لمواجهة التحالف الامبريالي الصهيوني الرجعي تضم القوى الديمقراطية والثورية على أساس برنامج سياسي مشترك. وهذا يقتضي تكثيف الحوار واللقاءات بين هذه القوى والاستفادة من التراكمات المحققة في علاقات النضال والتعاون فيما بينها. وبلورة تصور ديمقراطي لوحدة الشعوب العربية والمغاربية بمضمون تحرري ديمقراطي تقدمي منفتح على ما هو أممي.

- تكثيف الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني والمساهمة في تجاوز العوامل الذاتية التي تكبل كفاحه ومنها الانقسام، وجعل هذا الدعم وكذا مناهضة واسقاط التطبيع نقطة مركزية في جدول أعمال جميع القوى الوطنية الديمقراطية والثورية.

- دعم النضالات والسيرورات الثورية في المنطقة ومنها ثورة الشعب السوداني المتواصلة منذ سنوات وحراك الشعب اللبناني وغيرها.

- المساهمة والانخراط الفعال للقوى الماركسية في سيرورة بناء أممية ماركسية تكون قاطرة للجبهة العالمية للنضال ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية.