Menu

خلال كلمة أمام البرلمان الأوروبي..

مفوّض "أونروا": هذه مصادر الضغط الشديد التي تتعرّض لها وكالة الغوث

لازاريني خلال كلمته

بروكسل _ بوابة الهدف

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أنّ المفوّض العام للوكالة فيليب لازاريني أطلع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي على الوضع المتدهور للاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط، بما في ذلك تأثير الأزمة الأوكرانية والتصعيد الأخير في غزة في وقتٍ سابق من هذا الشهر.

وأوضحت "أونروا" في بيانٍ لها، أنّه وخلال تبادل وجهات النظر في بروكسل، تناول المفوض العام الوضع المالي الحرج للوكالة وشكر أعضاء البرلمان الأوروبي على لعبهم دورًا رئيسيًا في الشراكة المثمرة بين الاتحاد الأوروبي و"أونروا".

وخلال كلمته، قال لازاريني إنّ عواقب الحرب في أوكرانيا محسوسة في جميع أنحاء العالم، والبلدان التي تعمل "أونروا" فيها ليست استثناء لذلك، مُؤكدًا أنّ ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية يغرق لاجئي فلسطين في المنطقة في فقرٍ أعمق حيث يعيش أكثر من ثمانين في المئة منهم تحت خط الفقر في غزة ولبنان وسوريا، ولا تزال أربعة من الأقاليم الخمسة التي تعمل فيها "أونروا" تعيش في أزمة.

غزة

أوضح لازاريني، أنّ الحرب الأخيرة جاءت تذكيرًا صارخًا بأنّ الحرب يمكن أن تندلع في أي وقت في غياب جهد حقيقي وشامل "لحل الصراع"، وعلى مدى ثلاثة أيّام، فقدت ستون عائلة من لاجئي فلسطين منازلها، وارتقى سبعة عشر طفلاً. ثمانية منهم كانوا طلابًا في مدارسنا.

وتابع لازاريني: "يعاني طالب واحد تقريبًا من كل اثنين من طلاب "أونروا" من الصدمة ويحتاج إلى مساعدة خاصة للتكيف مع دورات الحروب المتكررة والصعوبات الاقتصادية التي تمر بها أسرهم".

الضفة الغربيّة

وأشار لازاريني، إلى أنّ "الأوضاع السياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة في الضفة الغربية التي تشمل القدس تتدهور، حيث يعاني اللاجئ الفلسطيني من مستويات عالية من نزع الملكية والعنف وانعدام الأمن".

سوريا

وقال لازاريني: "بعد 11 عامًا من الحرب، تعود العائلات الأشد فقرًا للعيش وسط أنقاض منازلها المدمرة لأنها لم تعد قادرة على دفع إيجارها".

لبنان

وبيّن لازاريني، أنّ الضغط على وكالة "أونروا" لبذل المزيد من الجهد من أجل معالجة أثر الانهيار الاقتصادي والمالي على مجتمع لاجئي فلسطين أصبح أمراً لا يُطاق، كما أنّ الهجرة غير الشرعية للاجئي فلسطين آخذة في الازدياد، فبالنسبة للكثيرين، فإنّ هذا هو أملهم الوحيد في مستقبل أفضل.

الأردن

وأوضح لازاريني، أنّ "جائحة كورونا خلّفت ندوبًا عميقة في سوق العمل؛ فيما البطالة آخذة في الارتفاع، ولا سيما بين الإناث والشباب، وبالنسبة للملايين من لاجئي فلسطين في جميع أنحاء المنطقة، فإن الذهاب إلى المدرسة، والحصول على الخدمات الصحية، والحصول على طرد غذائي هي مصادرهم الوحيدة للحياة الطبيعية، وهم يتطلعون لأونروا من أجل تلك الحياة الطبيعية".

وشدّد لازاريني خلال كلمته، على أنّ "النقص المزمن في تمويل الوكالة على مدى العقد الماضي يجعل من الصعب علينا بشكل متزايد الإيفاء بمهام الولاية التي تلقيناها من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد أدى تحول الأولويات الجيوسياسية، وتحول الديناميكيات الإقليمية، وظهور أزمات إنسانية جديدة إلى إلغاء أولوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقد شهدت الوكالة أيضًا كيف يمكن لأي تغيير في السياسة الداخلية أن يعلق الدعم المقدم للاجئي فلسطين بين عشية وضحاها".

وبيّن أنّ "مثل هذه التغييرات المفاجئة مقلقة بشكل عميق للغاية، وعلى الرغم من جهود التوعية الهائلة، فقد ركد التمويل على مدار العقد الماضي، مما أجبرنا على العمل بعجز يبلغ حوالي 100 مليون دولار كل عام، وقد يبدو هذا وكأنه رقم كبير، وهو كذلك بلا شك، ولكن في الخطة الأكبر، فإنّ هذا هو الرقم الذي سيساعد على مواصلة ضخ الاستقرار والأمل في أوساط واحد من أكثر المجتمعات فقرًا ويأسًا في المنطقة، ولعدة سنوات وحتى الآن، دأبنا على معالجة هذا النقص التمويلي داخليًا لكننا، كوكالة، قد استنفدنا احتياطياتنا وقمنا بتقليص التكاليف التشغيلية بأكثر من 600 مليون دولار منذ العام 2015، ووصلنا اليوم إلى أقصى حد في التقشف وفي تدابير مراقبة التكاليف".

وأردف لازاريني: "لأولئك الذين يسألون عمَّا إذا كانت وكالة "أونروا" قادرة على تقليص خدماتها أكثر لتتناسب مع الأموال المتوفرة، فإنني أطرح الأسئلة التالية: كم عدد الأطفال الذين نحن على استعداد لوضعهم في غرفة صفية واحدة؟ في غزة، الرقم بالفعل هو خمسون، من هم المرضى اللاجئون الذين ينبغي حرمانهم من الحصول على خدمات الاستشفاء المنقذة للحياة؟ من هي الأسر التي أبلغت بالفعل عن تقليص استهلاكها من الطعام التي لا ينبغي إدراجها في الجولة التالية من توزيع الغذاء أو النقد؟".

وأكَّد لازاريني، أنّه "بالنسبة للاجئي فلسطين، تظل وكالة "أونروا" الركيزة الأخيرة لالتزام المجتمع الدولي بحقهم في حياة كريمة وحقهم في حل عادل ودائم، وأحد الجوانب الرئيسة لدور "أونروا" في الاستقرار الإقليمي ينبع من إمكانية التنبؤ بخدماتها العالية الجودة، إلا أنّه عندما يرى لاجئو فلسطين أننا نؤخّر الرواتب، ونخفض نوعية الخدمات، وغير قادرين على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة، فإنهم يفهمون أن دعم المجتمع الدولي لمحنتهم يتلاشى، واليأس والشعور بالهجران آخذ بالتزايد في مخيمات اللاجئين، واليأس هو تهديد للرفاه العقلي".

وقال لازاريني: "لقد سمعتموني أقول بأنّ "أونروا" الآن تواجه تهديدًا وجوديًا بسبب طبيعة أزمتها المالية، وهذا التهديد حقيقي وينبغي ألا يتم الاستهانة به، لذلك أقول لكم إنّ وكالة الغوث تتعرّض لثلاثة مصادر للضغط الشديد، وهي: الأول: التزام الجمعية العامة بدعم حقوق لاجئي فلسطين وتعليماتها لوكالة "أونروا" بتقديم عدد من الخدمات شبه الحكومية إلى حين التوصل إلى حل عادل ودائم؛ والثاني: نقص التمويل الكافي من الدول الأعضاء لتنفيذ مهام الولاية وعدم إمكانية التنبؤ بمعظم التمويل؛ والتصور بأن أي تغيير في الخدمات أو في طريقة تقديمها الخدمات هو محاولة للتعدي على حقوق اللاجئين، ويخشى المضيفون واللاجئون من أن يؤدي ذلك إلى إضعاف "أونروا" وتفكيكها مع مرور الوقت، وهذا في غياب حل دائم، لذلك، فإن الفشل في التوفيق بين هذه المطالب سيجعل تفويض الجمعية العامة للأمم المتحدة مستحيل التنفيذ أكثر فأكثر".