Menu

دعا إلى تشكيل جبهة وطنية مقاوِمة..

نائب الأمين العام للشعبيّة: هناك مخاطر جديّة تستهدف الأمة العربيّة وفي القلب منها القضية الفلسطينيّة

غزة _ بوابة الهدف

أجرت مجلة الطلائع مقابلة مع نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الرفيق جميل مزهر "أبو وديع"، حيث تطرّق خلالها لأبرز قرارات المؤتمر الثامن للجبهة الشعبيّة الذي انعقد مؤخرًا.

وحذَّر الرفيق مزهر خلال الحوار، من المخاطر الجديّة التي تستهدف الأمّة العربيّة وفي القلب منها القضية الفلسطينيّة عبر محاولات إنشاء حلف شرق أوسطي جديد بدعمٍ كاملٍ من الإدارة الأمريكيّة والكيان الصهيوني.

ودعا مزهر إلى تشكيل جبهة وطنيّة مقاوِمة تتصدّى لصفقة القرن ومخططاتها العدوانيّة وتوفّر مقومات شروط نجاح الجبهة المفتوحة لكافة التشكيلات وقوى المقاومة ولكل فعل فلسطيني مناضل ضد الاحتلال دون استثناء.

"بوابة الهدف الإخباريّة: تنشر الحوار مع الرفيق جميل مزهر كاملاً:

س1/ ماذا كان عنوان المؤتمر الثامن للجبهة الذي انعقد مؤخراً، وما الجديد الذي نتج عنه، وهل هناك نقاط تم التأكيد عليها؟

عُقد المؤتمر الوطني الثامن للجبهة الشعبية تحت عنوان (المؤتمر الوطني الثامن – محطة هامة نحو تعزيز الوحدة الداخلية ووحدة الإرادة والعمل والديمقراطية، واستنهاض الجبهة وتعزيز حضورها الجماهيري والوطني والكفاحي).

وقد صدر عن المؤتمر قرارات في مختلف القضايا خاصة السياسية والتنظيمية، وكان من أبرزها تأكيد الجبهة الشعبية إيمانها والتزامها بتحقيق الهدف الاستراتيجي والمتمثل باسترجاع وتحرير كامل تراب فلسطين وبناء دولة فلسطين الديمقراطية التي يتمتع جميع مواطنيها بحقوق متساوية بدون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو المعتقد الديني. وفي ضوء ذلك تم إزاحة الحل المرحلي وإزالته من وثائق الجبهة، والتأكيد على اعتبار المسألة التنظيمية الحلقة المركزية في عمل الجبهة، وتمتين البناء التنظيمي، وقد تجاوزت نسب التجديد في عضوية اللجنة المركزية العامة 50%، بينما تجاوزت الـ70% في عضوية مكتبها السياسي، وهذا يؤشر إلى نجاح المؤتمر في ضخ دماء قيادات شابة في هيئات الجبهة القيادية خصوصاً اللجنة المركزية والمكتب السياسي ولجنة الرقابة.  وقد استمرت قيادة الجبهة في تقديم النماذج الديمقراطية بتخلي قيادات تاريخية عن المراكز القيادية الأولى، التزامًا بالنظام وتغليبًا للديمقراطية، تلك النماذج اقتدت بالنموذج والمثل والقدوة الأولى المؤسس الدكتور جورج حبش ؛ الذي تخلى طواعية عن موقع الأمين العام.

ومن أبرز قرارات المؤتمر:

1.    التجديد الاستثنائي للرفيق الأمين العام أحمد سعدات أميناً عاماً للجبهة، خاصة وأن النظام الداخلي للجبهة حدد فترة اشغال مهمة الأمين العام ونائبه والمكتب السياسي بدورتين متتاليتين، وأكد المؤتمر على احترام النظام وعدم المساس به، أو إجراء أي تعديلات عليه فيما يتعلق بأعضاء المكتب السياسي. وجاءت هذه الخطوة وفاءً وتقديراً لهذا القائد الذي جَسدّ وما زال حالة نضالية تضحوية متقدمة.

2.    انتخب المؤتمر نائباً للأمين العام من قطاع غزة، وذلك لأول مرة في تاريخ الجبهة.

3.    قرر المؤتمر إعادة التأكيد على قرار اعتبار الداخل كمركز لعمل الجبهة.

4.    جددت الجبهة تأكيدها على هويتها الطبقية والفكرية التقدمية، ومواصلة تبني هموم أبناء شعبنا بشكل عام والكادحين والفقراء منهم بشكل خاص باعتبارهم أصحاب المصلحة بالتحرير، وتوفير القدرة في كل الظروف على مواصلة المقاومة ودعمها وإعادة الاعتبار للبعد الجماهيري والشعبي للانتفاضة.

5.    التأكيد على الهوية الكفاحية للجبهة وأنها تمثل هوية الجبهة الأساسية، وحجر الزاوية لاستمراريتها ووجودها.

6.    أكدت الجبهة في المؤتمر على أن عقيدتها الوحدوية ستبقى سلاحًا في مواجهة جماعات الانقسام وأصحاب المصالح، وستناضل مع القوى الحية والوطنيين والأحرار لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وتحرير مؤسساتنا الوطنية من التفرد والهيمنة والاقصاء، وضرورة تعزيز دور القوى اليسارية التقدمية والجذرية وبناء أدواتها الكفاحية القومية لبناء نظام دولي جديد قائم على التكافؤ بين الشعوب والاقتسام العادل للثروة، خال من كل أشكال القهر الطبقي والتمييز العنصري.

7.    أكدت الجبهة على مكانة منظمة التحرير الفلسطينيّة كمنجزٍ وطني وممثل شرعي ووحيد لشعبنا تعمّد بالدماء والتضحيات وعذابات الأسرى، وأكّد على أهمية تخليصها من سياسات التفرّد والهيمنة، ودعوة القيادة الرسمية للإفراج عن قرار الغاء الانتخابات الوطنية الشاملة كأداة لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وفي القلب منه منظمة التحرير وذلك عبر إجراء انتخابات لمجلس وطني جديد لتمثيل جميع أبناء شعبنا في الداخل والخارج". وقد تبنى المؤتمر بلورة وخلق صيغ وطنية لمواجهة نهج التفرد والهيمنة للقيادة المتنفذة، على أن لا تكون هذه الصيغ بديلاً عن المنظمة.

8.    أكدت الجبهة على ضرورة وأهمية النضال من أجل إجراء الانتخابات في الجامعات والبلديات والاتحادات والنقابات بهدف تعزيز الحياة الديمقراطية، باعتبارها أداة لإصلاح ودمقرطة مؤسساتنا الوطنية.

9.    التأكيد على ضرورة تعزيز صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال وعدوانه.

س2/ كونكم جزءاً من محور المقاومة الذي يواجه المشروع "الأمريكي الصهيوني" الساعي لتدمير المنطقة، ألا ترون أن الانتصار على هذا المشروع بات ممكناً أمام توحد ساحات المقاومة وترابطها؟

في ظل الانتصارات الهامة التي حققها محور المقاومة في السنوات الأخيرة، وتطور أساليب قدراته الدفاعية واللوجستية والعسكرية والاستخباراتية والإعلامية في مواجهة العدو الأمريكي والصهيوني وأذنابهم في المنطقة، وفي ظل نجاحه في فرض معادلات مع الكيان الصهيوني، وامتلاكه فرصة لتحقيق المزيد من المعادلات، ونتيجة تعزّز الخبرات القتالية والتطوّر التكنولوجي الذي يمتلكه محور المقاومة ووجود أسلحة نوعية براً وبحراً وجواً تمتلكها قوى محور المقاومة، فإننا على ثقة بأن الانتصار على هذا المشروع الصهيو أمريكي بات مؤكداً ونلمس ارهاصاته في بعض المتغيرات الحاصلة في موازين القوى لصالح هذا المحور.

س3/ ما أهمية الشراكة الوطنية في مواجهة اعتداءات المحتل "الإسرائيلي" الذي يسرق النفط ويقتل ويستوطن الأرض، ويُهجّر الأهالي من بيوتهم؟

من البديهي أن توحيد طاقات جميع القوى الحية، وتعزيز أواصر الشراكة الوطنية والتنسيق الميداني في مواجهة اعتداءات الاحتلال الصهيوني يلعب دوراً أساسياً في مواجهة جرائم المحتل الصهيوني، فلا يمكن لأي قوى أو فصيل أن ينتصر لوحده في هذه المعركة التي تتطلب توفير كل مقومات القوة والوحدة لتحقيق الانتصار على هذا العدو الصهيوني، فتجارب التاريخ برهنت على ذلك. والتجربة النضالية الفلسطينية أكدت على صعوبة الانتصار على هذا العدو الصهيوني وعلى المؤامرات والمخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية دون توفر عوامل الوحدة والشراكة الوطنية.

س4/ اتفاقيات أوسلو ومحاولات إحياء مسار المفاوضات أثبتت فشلها وعبثيتها، ما النهج الوطني المطلوب اليوم؟

النهج الوطني المطلوب اليوم للتصدي لمحاولات إحياء مسار المفاوضات هو توسيع نهج الرفض المقاوم لهذه التسوية، وتوفير عوامل الضغط الشعبية والوطنية على القيادة المتنفذة من أجل إحداث التغيير المطلوب في النظام السياسي لصالح خيار الشعب الفلسطيني المتمسّك بالثوابت والحقوق الوطنية وبخيار المقاومة، والرافض لخيار التسوية والمفاوضات العبثية. وهذا يحتاج إلى تضافر جهود الجميع في خلق أداة ضغط حقيقية لمناهضة التسوية، وتوعية شعبنا بخطورتها على القضية الفلسطينية، وتعزيز الدور التحريضي التعبوي الرافض لهذه الاتفاقات والسياسات التي ترتبت عنها خاصة في مجال التعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال.

س5/ ما أهمية إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، ورسم استراتيجية عمل فلسطينية تستند للتمسك بكامل حقوق الشعب الفلسطيني وإيقاف المفاوضات والمراهنات العبثية؟

إن محاولاتنا لم تتوقف من أجل رسم استراتيجية عمل فلسطينية تستند للتمسك بالثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني، ولا يمكن الوصول إلى هذا الهدف دون إعادة بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية وفي القلب منها منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية، وعلى أساس برنامج يتمسك بالمقاومة.

إن الوصول لهذا الهدف هو بمثابة الجسر الذي يعبر منه شعبنا إلى طريق النصر والتحرير، وهذا يستوجب التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وببرنامج التحرير والعودة في مقابل برنامج التسوية والمفاوضات العبثية، وما يتطلبه ذلك من تعزيز وتقوية خيار مقاومة الاحتلال بكل الوسائل والأشكال بما فيها العمل المسلح، وتقوية الوحدة السياسية في صفوف الشعب من خلال إعادة بناء مؤسسات م.ت.ف على أسس ديمقراطية وفي المقدمة منها تشكيل مجلس وطني جديد، والعمل على تطوير الوحدة الميدانية إلى وحدة سياسية وتنظيمية وبرنامجية بين كافة قوى شعبنا. كما أننا بحاجة إلى إشاعة الحياة الديمقراطية في المجتمع، ومشاركة الجميع في صنع القرار من جميع قوى وفعاليات شعبنا في جميع أماكن تواجدهم بديلاً عن نهج الهيمنة والتفرد.

س6/ تتصاعد استفزازات المحتل الصهيوني ضد الأرض الفلسطينية عامة، ومدينة القدس خاصة.. ما الخيارات المطروحة من قبل المقاومة لمواجهة مسيرة الأعلام والاعتداء على المرابطين في الأقصى؟

حققت المقاومة في معركة "سيف القدس" إنجازات هامة، من أهمها تحقيق معادلات ردع استطاعت من خلالها أن تجعل من العدو الصهيوني يفكر ألف مرة قبل الاقدام على خطوة استفزازية بحجم تنظيم مسيرة الأعلام والاعتداء على المرابطين في الأقصى. صحيح أن المقاومة لا تستطيع بالضربة القاضية أن تجبر الاحتلال على وقف استباحته للمسجد الأقصى والاعتداءات على المصلين، في ضوء أن موازين القوى ما زالت لصالح الكيان، لكن المقاومة كما رأينا ذلك واضحاً في معركة سيف القدس استطاعت أن تستنزف العدو، وتضرب نظرية الأمن لديه، وتلحق خسائر اقتصادية كبيرة، ودمار هائل في البنية التحتية. هذه الخيارات بحاجة إلى قوة شعبية ميدانية قوية تسندها في الميدان، وإلى بيئة عربية وإقليمية مواتية تضع إمكاناتها في خدمة مهمة الدفاع عن القضية الفلسطينية والمقدسات. لذلك المقاومة أصبحت اليوم تمتلك خيارات فعالة ومؤلمة وناجعة لمواجهة العدو الصهيوني، وهي خيارات تتطور وتتوسع يوماً بعد يوم للوصول إلى الهدف المنشود بالانتصار الكامل على هذا المحتل ودحره عن أرضنا.

س7/ تتسارع في الآونة الأخيرة خطوات الهرولة العربية نحو التطبيع مع العدو الصهيوني، وحسب الادعاءات الصهيونية فإنّ خمسة عشر نظاماً عربياً لهم علاقات كاملة مع كيان الاحتلال، ألا ترون أن هذه التحالفات مع العدو هي طعنة في الظهر للقضية الفلسطينية، وما السبيل لمقاومتها؟

بالطبع أن هذه التحالفات مع العدو الصهيوني تُشكّل طعنة غادرة ومسمومة ليست في خاصرة القضية الفلسطينية، بل في قلب كل إنسان عربي وحر في هذا العالم. إن التصدي لهذا التطبيع والعلاقة مع الكيان الصهيوني، بحاجة إلى تحشيد مقومات الأمة العربية وجميع امكانياتها في خدمة مقاومة نهج التطبيع وهرولة هذه الأنظمة، وهذا بحاجة إلى تنسيق الجهود مع كافة القوى العربية التي تدعم نضال الشعب الفلسطيني وتناضل من أجل الحرية والتقدم والديمقراطية والوحدة، وتنظيم العلاقات مع كافة الأطر الشعبية والمهنية والأحزاب والقوى الشعبية العربية من أجل دعم لجان مقاومة التطبيع والمناهضة للصهيونية والذي يستهدف خلق لوبي عربي قوي قادر على الضغط على هذه الأنظمة العربية المُطبّعة وإجبارها على التراجع عن هذا التطبيع، وهذا بحاجة أيضاً إلى تعزيز ثقافة المقاومة في المجتمعات العربية بديلاً عن ثقافة السلام والاستسلام والخنوع.

س8/ تمر هذه الأيام الذكرى المئوية لصدور صك الانتداب البريطاني على فلسطين العربية عام 1922، فهل برأيكم سيُحاكم قانونياً وسياسياً وإنسانياً في مئوية إقراره؟

لا نُعّول على المجتمع الدولي أو المؤسسات الدولية، وبرأينا أن استخدام جميع خيارات المقاومة لتغيير نتائج هذا الانتداب البريطاني على فلسطين على الأرض عن طريق دحر هذا الكيان الصهيوني عن أرضنا يمُثّل محاكمة قانونية وسياسية وإنسانية وحتى أخلاقية لهؤلاء الذين ساهموا في زرع هذا الكيان الصهيوني على أرضنا. وبرأينا أن الكيان الصهيوني بدأ يعيش مظاهر أزمة متجددة، ظهرت معالمها على نحو واضح في السنوات الأخيرة، وهذا يؤكّد حتمية الانتصار على هذا الكيان، وأنها باتت قريبة.

س9/ هنا أسألكم عن المخاطر والتحديات التي تتعرض لها المنطقة، فلسطينياً وعربياً، ومحاولات انشاء حلف شرق أوسطي جديد في المنطقة بتسيّد "إسرائيل".. ما مصير هذه المحاولات وما الخيارات المتوقعة؟

برأينا أن المخاطر التي تستهدف أمتنا العربية وفي القلب منها القضية الفلسطينية عبر محاولات انشاء حلف شرق أوسطي جديد في المنطقة، مخاطر جدية، خصوصاً وأن هذا المشروع يتم بدعم كامل من الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، وهو تعزيز لحالة الاندماج بين السياسة الامبريالية في المنطقة والمشروع الصهيوني، وهو يستهدف بالأساس إعادة تموضع في المنطقة لمواجهة التمدد الروسي والصيني في المنطقة، والاستمرار في نهب خيرات وثروات الأمة العربية واستمرار السيطرة على أسواق النفط، فضلاً عن حماية أمن الاحتلال وتنصيبه سيداً على المنطقة في مواجهة محور المقاومة وتنامي دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية. برأينا أن هذه المحاولات الصهيونية والأمريكية جادة وخطيرة، وهي بحاجة إلى تضافر جهود كل القوى العربية الوطنية والقومية من أجل حماية المصالح العربية، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، ومن التصدي لهذا الحلف وتعزيز قوة محور المقاومة لمواجهة هذا المحور ومخاطره على الأرض، عبر تفعيل المقاومة الشاملة واستهداف الوجود الأمريكي والصهيوني في المنطقة لإفشال مخططات هذا الحلف.

س10/ ما هي رؤيتكم لجبهة وطنية مقاومة تتصدى ل"صفقة القرن ومخططاتها الرئيسية والفرعية"، الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وإلغاء الأمة العربية وتزوير تاريخها؟

إن تشكيل جبهة وطنية مقاومة تتصدى للمخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وإلغاء الأمة العربية وتزوير تاريخها، يجب أن تنطلق من نقطة ارتكاز وهي حق شعبنا الفلسطيني وأبناء أمتنا العربية من استخدام كافة أشكال المقاومة للتصدي لهذه المخططات، وهو ما يستوجب توفير مقومات شروط ونجاح هذه الجبهة عبر استنهاض الوعي وتعبئة الروح الوطنية، واستثمار الطاقات وتفعيل عناصر القوة الكامنة، عبر المقاومة والاشتباك اليومي على الأرض المنُظم والفردي والجماعي، لجعل ثمن الاحتلال مُكلفاً.

إن الجبهة الوطنية المقاومة من وجهة نظرنا يجب أن تستند في رؤيتها إلى جوهر الصراع التناحري مع العدو الذي بطبيعته لا يقبل بالحلول أو ينفي وجود حق ورواية وأرض وقدس وحلم عودة وحرية واستقلال، ويخوض حرباً مفتوحة على كامل مساحة أرض فلسطين التاريخية، لذلك ففلسطين كلها مساحة للصراع والمقاومة والاشتباك مع الاحتلال.

إن السياسة المتبعة لخلق تحالف إقليمي يسعى لتسليم مفاتيح المنطقة للكيان الصهيوني، هو حلف معادي لفلسطين وللمنطقة وشعوبها، من أجل السيطرة وتأبيد التبعية، لا يمكن مواجهته بدون محور فلسطين وشعوب المنطقة وأحرار العالم، الذين يُشكّلون محور فلسطين المقاوم على امتداد مساحة الصراع، بالفعل المتناغم والمتصاعد مع استراتيجية المقاومة الشاملة لإنهاء سيطرة الامبريالية الأمريكية على منطقتنا وثرواتنا وشعوبنا. وضمن هدف استراتيجي مشترك مرتبط بتحرير فلسطين.

إن هذه الجبهة مفتوحة لكافة التشكيلات وقوى المقاومة، ولكل فعل فلسطيني مقاوم مباشر ضد الاحتلال بدون استثناء.