Menu

أبو السعود: المقاومة هي التي وحدت الشعب وأعادت الاعتبار لساحة فلسطين التاريخيّة

الرفيق أحمد أبو السعود

دمشق _ بوابة الهدف

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، مسؤول قيادتها خارج الوطن الرفيق أحمد أبو السعود، إنّ "ذكرى استشهاد القائد أبو علي مصطفى تحل علينا وقد حقق مقولته الشهيرة "عدنا لنقاوم لا لنساوم" من خلال مقاومة يوميّة على أرض الوطن رغم كل ظروف التصعيد المجافية التي يمر بها نضالنا الوطني في هذه المرحلة".

وأكَّد الرفيق أبو السعود خلال كلمةٍ له في المهرجان المركزي الذي أقامته الجبهة الشعبيّة بمناسبة الذكرى 21 لاستشهاد القائد أبو علي مصطفى في مخيم جرمانا بدمشق، أنّ "معركة سيف القدس ومواجهة عدوان ما سُمي "بزوغ الفجر" التي قام بها العدو في الشهر الماضي يؤكدان أنّ الاحتلال لا يعرف إلا لغة القوّة، وأنّ المقاومة متعددة الأساليب والأشكال هي الخيار، لذلك هناك دروس يجب أن نستخلصها من معركة سيف القدس وهي تعزيز الوحدة الميدانيّة بمرجعيةٍ قتالية موحّدة وتشكيل جبهة مقاومة فلسطينيّة تمنع التفرّد بأي قوّة مقاومة تحت أيّة ذريعة".

ولفت الرفيق أبو السعود، إلى أنّ "الاحتلال يعمل على دق الأسافين وتعميق الشرخ، ليس على صعيد قوى المقاومة وإنما على كل الأصعدة السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة وغيرها، الأمر الذي يتطلب ترجمة وحدة الساحات، وهذا الدرس المستخلص من المواجهة الأخيرة التي استهدفت حركة الجهاد الإسلامي وكافة قوى المقاومة".

وأشار أبو السعود إلى أنّه "وبعد ثلاثة عقود من مسارات التفاوض والاتفاقات والتنازلات مع الاحتلال، من اتفاق أوسلو إلى التنسيق الأمني واتفاق باريس الاقتصادي، اليوم المقاومة ودماء الشهداء هي التي وحّدت كل ساحات الوطن ووحدت الشعب وأعادت الاعتبار لساحة فلسطين التاريخيّة، والصاروخ الذي اغتال القائد أبو علي مصطفى هو نفس الصاروخ الذي استهدف شهداء المعركة الأخيرة من تيسير الجعبري إلى خالد منصور وابراهيم النابلسي، وهي نفس الصواريخ التي استهدفت مناضلين وقادة فلسطينيين ومقاومين لبنانيين وسوريين وإيرانيين وعراقيين، وكلنا نتذكر فرق الموت التي اغتالت غسان كنفاني وأبو جهاد الوزير".

وشدّد الرفيق أبو السعود، على أنّ "هذا العدو لا يُقيم وزنًا لأي اتفاقات ولا معاهدات، ولا يحترم القانون الدولي ولا قرارات الشرعية الدوليّة والأمم المتحدة ولا اتفاقية لاهاي المتعلقة بقوانين الحرب، ولعل ممارسات الاحتلال بحق أسرانا البواسل والسياسات العنصرية والإجرامية التي يمارسها ضد شعبنا دليل يومي على ذلك".

أمّا على الصعيد العربي والدولي، قال الرفيق أبو السعود: "تحل علينا هذه الذكرى، والعالم والمنطقة حبلى بالأحداث والتطورات والحروب التي تشعلها الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها في المنطقة، وهذه الحروب التي تشعلها أمريكا وعملائها والتي تهدد السلم العالمي وأمن الشعوب وتسعى لتشكيل ناتو عربي من المطبعين، تتطلب مواجهة وتنسيق نوعي وجدي من أجل هزيمة المشروع الاستعماري في منطقتنا".

ورأى أنّ "التدخلات الأمريكيّة العدوانيّة التي تطال روسيا والصين و سوريا والعراق ولبنان وإيران وفلسطين والجزائر وشرفاء الأمة تهدف إلى تركيع شعوبنا ونهب خيراتها وثرواتها، وما يجري في سوريا من تدخلاتٍ أمريكيّة وتركيّة ونهب للنفط السوري وقوت شعبها، يؤكّد على أهمية مواجهة المعسكر المعادي بوحدة أحرار الأمة، من قوى التحرير الفلسطينيّة والعربيّة مستندين لأصدقائنا وحلفاءنا في إيران وروسيا والصين وأمريكا اللاتينية وكوبا وكل الرافضين للبلطجة والهمجيّة الأمريكيّة".

كما أشار أبو السعود إلى أنّنا "ونحن على أبواب قمة عربية قادمة، نتمنى لها النجاح بالرهان على الجزائر ودورها وموقفها المشرف، والجزائر تعمل وتبذل كل جهودها ومن خلال مبادرتها بأن تكون هي سبب عقد القمة العربية، ليس فقط من أجل التضامن العربي بل من أجل لم الصف الفلسطيني وتوحيده ومن أجل إعادة الجامعة العربيّة إلى سوريا التي تآمروا عليها وها هي تنتصر على الإرهاب".

وبيّن أبو السعود، أنّ "رهاننا على الجزائر التي تتعرض للحرائق والضغوط لرفضها التطبيع، لا يعني أن الطريق معبدة لنجاح القمة العربيّة لأن الناتو العربي ما زال يلعب دور الغرب المعطّل من أجل أن يحافظوا على مواقعهم في السلطة، ومن هنا نؤكّد في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين وأمام شعبنا وأمام أحرار الأمة ونحن ننظر بتفاؤل إمكانية استئناف جهود المصالحة".

وعلى الصعيد الحزبي، قال الرفيق أبو السعود، إنّ "جبهتنا الشعبيّة أنجزت الاستحقاق الوطني بعقد المؤتمر الوطني الثامن، وبعد انتخاب الهيئات الجديدة وإقرار الوثائق للنهوض الوطني واستنهاض أوضاع جبهتنا وتصليب عضويتها وتوسيع القاعدة الاجتماعيّة والحزبيّة، يتوجّب علينا العمل على تظافر وتكامل الجهود وكل من موقعه ومسؤوليّاته لإنجاح ما سبق ذكره".

وأكَّد أبو السعود، أنّ "حزبنا متقدم في تطبيق المفاهيم الديمقراطية كفكرة طبقت في مؤتمرنا، وبما يضمن تعزيز العلاقات الرفاقية الميدانية واحترام الأصول، ولا يسعنا هنا إلا أن نوجّه التحية للرفاق المركزيين الذين غادروا مواقعهم طواعية، ولنا في تجربة الحكيم القوة والمثال عندما استقال كأول أمين عام فلسطيني، وهنا في مدرسة الحكيم وأبو علي مصطفى وغسان وأبو ماهر اليماني ووديع حداد وصابر محيي الدين وربحي حداد وجيفارا غزة وآلاف الشهداء والأسرى، ما يلهمنا للاقتداء بهؤلاء الرموز الوطنية والجبهوية".