Menu

التضامن ضرورة وليس خيار..

كوبا: الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المشدَّد علينا لن يحد من نزعتنا التضامنيّة والإنسانيّة

هافانا _ بوابة الهدف

قال وزير العلاقات الخارجية لجمهورية كوبا، برونو رودريغير بارّيجا، إنّه "منذ ستة عقود من الزمن وحركة بلدان عدم الانحياز تعارك دفاعًا عن مطالبنا المحقّة وحقوق شعوبنا المشروعة، فنحن 120 بلدًا من خمس قارات، أي مجموعة متنوعة من الإيديولوجيا والأديان والثقافات ومستويات النمو والتجارب التاريخية. وتنوعنا هذا، بدلاً من إضعافنا، إنما فيه تكمن قوّتنا، فنحن نشكّل الأغلبية المطلقة ونحو ثلثا مجمل أعضاء الأمم المتحدة، لذلك نحن ملزمون بالعمل بوحدة وتماسك وإبداع وتضامن دفاعاً عن مصالحنا الجماعية".

ولفت بارّيجا في كلمةٍ له خلال الاجتماع الوزاري لمكتب تنسيق "حركة بلدان عدم الانحياز"، إلى أنّه "لا مناصّ أمامنا من احترام ممارسة التوافق في اتخاذ القرارات ضمن إطار الحركة، وهو ما تم الاتفاق عليه في "وثيقة كارتاخينا حول المنهجية" والمصادقة عليه لاحقًا في هافانا من قبل رؤساء بلداننا وحكوماتنا، كان وما يزال للتوافق دور أساسي في المحافظة على تضامن ووحدة بلدان عدم الانحياز. فالتوافق في حركتنا يعني قدر عالٍ من الاتفاق وينطوي على عملية واسعة وتشاركية وشفافة من المشاورات في سبيل تحقيقه، لكنه لا يشترط ولا يترتب عنه الإجماع".

ودعا بارّيجا إلى الإسراع "في تجاوز النزعة السلبية في إحصاء ما يعنيه التوافق، لأنّ منح ثلاثة وفود فقط القدرة على نقض ما يقرره 117 آخرون هو ممارسة ضارة لا تتنافى فقط مع مقررات كارتاخينا وهافانا، وإنما تؤثر سلبًا على قدرتنا على التوافق السياسي، ففي بعض الأحيان، قادنا السعي للإجماع إلى حالة من الشلل، بل وأنه وضعنا أمام حالات انتهاك صارخ للميثاق وللقانون الدولي، مما تترتب عنه كلفة بالنسبة لمصداقية حركتنا".

وتابع بارّيجا: "من واجبنا أن نتقدم في تنسيق المواقف فيما بين "حركة بلدان عدم الانحياز" و"مجموعة الـ 77 زائد الصين" ضمن إطار "لجنة التنسيق المشتركة"، مما يوجّه رسالة بوحدة وتضامن الجنوب، ويعطي قوة أكبر في مواجهة التحديات المشتركة كبلدان نامية".

وأردف بارّيجا قائلاً: "نعيش أوقاتاً معقّدة. جائحة "كوفيد-19" فاقمت المشكلات التي تواجهها البشرية أصلاً، وزادت من النهب الاقتصادي من قبل الشركات الكبرى العابرة للحدود، وخصوصًا منها قطاع الأدوية، وزادت أيضًا حدة الفجوة بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية، وجعلت النظام الدولي السائد أشد ظلمًا، وتأتي مرحلة الانتعاش ما بعد الجائحة كمرحلة تحديات كبرى، ولكن أيضًا كمرحلة فرص بالنسبة للحركة، ومن واجبنا مواصلة الترويج لمبادرات تكمّل التحركات المتنوعة التي تم القيام بها في ظل رئاسة أذربيجان، وفي الوقت نفسه، تقع على كاهل الحركة المسؤولية الكبرى في أن تقود، إلى جانب "مجموعة الـ 77 زائد الصين" جهود بلدان الجنوب من أجل التقدم في بناء نظام اقتصادي دولي أكثر عدالة وديمقراطية وإنصافًا، يستجيب لتطلعات شعوبنا المشروعة بالنموّ".

وأشار إلى أنّه "وأمام محاولات الهيمنة التي تزعزع تعددية الأطراف وتمضي في تقسيمنا وإضعافنا، يجب على "حركة بلدان عدم الانحياز" أن تتعزز كمحفل متنوع وتشاركي وللجميع، والأضرار الجسيمة التي يلحقها بنا الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المشدَّد الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا، لن يقلل أو يحد من نزعتنا التضامنية والإنسانية، وستواصل كوبا تقديم مساهمتها المتواضعة لمن يطلبها، لا سيّما البلدان الأعضاء في الحركة، ونحن نفعل ذلك انطلاقاً من التزامنا الثابت بمبادئ باندونغ التأسيسية والأهداف والأسس المتفق عليها في هافانا وبقناعة عميقة بأن التضامن ليس بخيار، وإنما هو ضرورة".

وفي ختام كلمته، قال بارّيجا "أوجه التحية للموقف التاريخي لـ "حركة بلدان عدم الانحياز" الرافض بثبات للحصار المجرم وغير المشروع الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا، ونحن على قناعة بأننا سنحظى مجدداً بدعم الدول الأعضاء فيها الهام، عندما تنظر الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا الموضوع يوما الثاني والثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر وتقرر، للمرة الثلاثين، حول مشروع القرار الذي يطالب بإنهاء هذه السياسية، لتكن "حركة بلدان عدم الانحياز" على ثقة بأن كوبا دائماً إلى جانبها، كما نحن على ثقة بتضامنها ودعمها".