يستعد الكيان الصهيوني لانتخابات الكنيست الخامسة والعشرين، يوم غدٍ الثلاثاء، في عملية تصويتٍ خامسة خلال أقل من أربع سنوات، في ظل مشاركةٍ من بعض الأحزاب العربيّة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وسط دعواتٍ واسعة لضرورة مقاطعة هذه الانتخابات.
ويُشدّد المقاطعون للانتخابات أنّ موقفهم الأساسي هو رفض الكنيست الصهيوني برمته تصويتًا وترشيحًا نظرًا لما يمثله من تشريعٍ لجرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين وتشريد شعبها وهدم منازلهم وممتلكاتهم.
بدوره، قال عضو المكتب السياسي ل حركة أبناء البلد بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 لؤي الخطيب، إنّه "وفي ظل التصعيد على حساب دماء شعبنا الفلسطيني، فهناك تصعيد انتخابي في إسرائيل حتى من القوائم العربيّة، لأنّنا نعرف أنّ هذه الانتخابات تقام على الدماء الفلسطينيّة، وكلما زادت إراقة الدماء يزداد عدد أعضاء الكنيست اليمينيين".
وأكَّد الخطيب خلال اتصالٍ أجرته "بوابة الهدف"، أنّ "لابيد يريد أن يخوض هذه الانتخابات بدماء الفلسطينيين، وكل الاقتحامات لنابلس وجنين بهذه الطريقة وبهذا الحجم هي من أجل إضافة كراسي جديدة لتثبيته كرئيسٍ حكومة قادم، ولكن الغريب أنّ القوائم العربيّة التي تدّعى أنّها وطنيّة هي جزء من هذه الحملة الانتخابيّة وتتغاضى عمّا يحدث في جنين ونابلس وكأنها جزء من الحالة السياسيّة الإسرائيليّة ولا يعينها ما يحدث في الضفة، فقط كل همها عبور نسبة الحسم".
وشدّد الخطيب على أنّ "الفلسطيني في الداخل عندما يقاطع الانتخابات لا يُمارس فعلاً احتجاجيًا فقط، إنما يثبت للقاصي والداني أنّه جزء من الكل الفلسطيني ما دام ابن مخيم عين الحلوة ومخيمات اللجوء في غزّة والشتات لن يصوّت فلن يصوّت، لأنّه ليس جزءًا من العملية السياسيّة الإسرائيليّة، والانتخابات الإسرائيليّة لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد، وبالفعل أرقام المقاطعين للانتخابات تزداد يومًا بعد يوم، وعلى ما يبدو أنّ مشروع المقاطعة والانتماء للبوصلة والحالة الفلسطينيّة والسياسيّة هو الآخذ في الازدياد، والفلسطيني في الداخل يثبت بعد محاولاتٍ كبيرة لتدجينه وجعله جزءًا من الحالة السياسيّة الإسرائيليّة أنّ هذه الحالة لا تعنيه وانما يعنيه انتمائه الفلسطيني".
وحول رسائل حملة مقاطعة الانتخابات، أوضح الخطيب أنّ "انتخابات إسرائيل والماكنة التشريعيّة الإسرائيليّة التي تسن قوانين التهجير والتشريد ليل نهار هي محاولة أخرى لاستعمار أراضينا، ونحن في حركة أبناء البلد نقول إنّ مقاطعة الانتخابات والحالة السياسيّة الإسرائيليّة هي واجب وطني لأن هذه الانتخابات لا تعنينا، لا سيما وأنّ ما يحدث هو إمعان وتشريع للاحتلال، ومن يصوّت ويُشارك في هذه الانتخابات يوافق على الاحتلال والاستعمار لفلسطين ويعترف بشرعية الاحتلال على كل فلسطين".
وأشار الخطيب، إلى أنّ "حملة مقاطعة انتخابات الاحتلال تقول لكل العالم أنّ الفلسطينيين في الداخل المحتل ليسوا متجانسين ولا يشاركون جميعهم في الانتخابات، وإنما الغالبيّة العظمى تقاطع هذه الانتخابات وتعتبر نفسها متميّزة عن الإسرائيلي وتقدّم رسالة واضحة أيضًا للفلسطينيين في غزة والضفة وكل مكان بأنّ الفلسطينيين في الداخل ليسوا جزءًا من اللعبة السياسيّة الإسرائيليّة، وهناك رسالة أخرى للعالم بأنّ الفلسطيني بالداخل مهما حاولت أن تصوّره إسرائيل بأنّه يقبل بوجودها وأن يكون جزءًا من هذا الاحتلال فإنّ مقاطعة الانتخابات تثبت عكس ذلك وتعيد الحكاية إلى أصلها، فلا يُعقل أن يقوم هذا الكيان باعتقال كل فلسطين ويعطي الفلسطيني حق الانتخاب كحدٍ أقصى، وفي نفس الوقت يقوم بسن قوانين عنصريّة تجاه الكل الفلسطيني".
ودعا الخطيب "كافة القوى السياسيّة في الداخل إلى طرح بدائل وطنيّة وبناء مؤسّسات وطنيّة فلسطينيّة من أجل صياغة بديل وطني بمعزل عن هذا الكيان، فحشرنا تحت سقف الانتخابات الإسرائيليّة ووضع كل حقوقنا الوطنيّة وكأنّ إسرائيل هي ربّة هذا البيت والمسؤولة عن إنجازاتنا وحقوقنا وهي التي تستطيع أن تحدّد مستقبلنا فهو وهم كبير، لذلك المقاطعة تطرح مشروعًا مغايرًا، وعلى سبيل المثال هناك طرح لانتخاب لجنة المتابعة وانتخاب لجان ومؤسّسات وطنيّة من أجل تمثيل الفلسطينيين في الداخل، ولكن طالما أنّ أعضاء الكنيست وقسم من جمهورنا الفلسطيني يُراهن على اللعبة السياسيّة الإسرائيليّة فلن نخرج من هذا المأزق".
وأوضح الخطيب خلال حديثه مع "الهدف"، أنّ "الأولويّة للفلسطيني في الداخل هي بناء مؤسّسات وطنيّة لأنّ المعركة على الوعي، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، وعلى كل الجمهور الفلسطيني في الداخل أن يُدرك أن هناك دولة احتلال لا تريد الخير له، ومعدلات ونسب الجريمة المتفشيّة في مدن وبلدات الداخل المحتل تشهد على ذلك، لا سيما وأنّنا نعرف من يرعى الجريمة ومن يموّل المجرمين ويمدهم بالسلاح ومن يتغاضى عن ملاحقتهم، فهناك مشروع متكامل في تمزيق الفلسطينيين في الداخل، والمخابرات الإسرائيليّة والحكومة هي من تقوم بتغذية هذه الأزمات".
ورأى الخطيب أنّ "على الفلسطيني في الداخل وبعد أكثر من 74 عامًا من الاحتلال، خلق واجتراح بدائل وطنيّة من أجل الانتقال إلى مرحلةٍ نضاليّةٍ أخرى، ومن جديد نؤكّد أنّ الأولويّة بناء مؤسّسات فلسطينيّة وطنيّة تكون بوصلتها الكل الفلسطيني، فما حصل في العام الماضي من تكاملٍ نضالي فلسطيني يثبت للجميع أنّ الفلسطيني جزء من الحالة الفلسطينيّة ككل، والأيّام القادمة ستكون حُبلى بالأحداث لأنّ حالة التضييق على الفلسطينيين من ملاحقة ومصادرة الأراضي وهدم البيوت إلى جانب الاغتيالات التي تمارسها سلطات الاحتلال بالداخل بحجّة محاربة الجريمة تدل على ذلك، أي أنّ هناك عملية استسهال في الضغط على الزناد عندما يتعلّق الأمر بالفلسطيني، وكل الفلسطينيين بالداخل يعرفون أنّ هذه الدولة مُعادية لهم في كل مؤسّساتها ومرافقها".
وبالعودة إلى انتخابات الكنيست، أكَّد الخطيب أنّه "حتى لو وصل عدد أعضاء الكنيست العرب إلى 20 عضوًا فلن يغيروا في الواقع السياسي أي شيء، والسبب معروف وهو أنّ المشكلة هي مشكلة بنيويّة، فهذا الكيان يرفض الفلسطيني حتى لو أصبح على شاكلة منصور عبّاس، بل الفلسطيني مرفوض حتى لو خلع كل ملابسه وقدّم كل التنازلات، فالمشكلة الأساسيّة مع الأرقام الفلسطينيّة والوجود الفلسطيني، والكيان يطرح دائمًا النقاء والصفاء العرقي مثل النازيين وشعاراتهم العنصريّة التي رفعوها قبل الحرب العالميّة الثانيّة، فإسرائيل اليوم بتكوينها السياسي تشبه إلى حدٍ كبير النازية قبل وصولها إلى الحكم، ومن يتصدّر المشهد في إسرائيل اليوم هو اليمين الفاشي وبمُباركةٍ عالميّة، وهذا العالم فعلاً هو من أجاز لهذا الكيان وأطلق يده مفتوحةً، وعلى ما يبدو أنّ العالم يحتاج كل 50 عامًا أو مئة عام إلى كيانٍ عنصري يفتك بالبشريّة، كما تفعل إسرائيل اليوم وتفتك بالفلسطينيين أينما وجدوا".