Menu

رئيس الوزراء السويدي يحاول كسب تركيا لقبول عضوية بلاده في الناتو

السويد وتركيا

بوابة الهدف _ وكالات

من المقرّر أن يجتمع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون مع الرئيس رجب طيب أردوغان في أنقرة يوم الثلاثاء في محاولة على أعلى مستوى لإقناع تركيا بالتخلي عن معارضتها لانضمام السويد إلى الناتو.

بعد بدء الأزمة الروسية الأوكرانية، تخلت السويد وفنلندا عن سياستهما طويلة الأمد المتمثلة في عدم الانحياز العسكري، وفي مايو تقدمتا بطلب للانضمام إلى التحالف عبر الأطلسي، إلّا أنّ تركيا أوقفت التصديق على عروضها - التي تتطلب موافقة بالإجماع من أعضاء الناتو الثلاثين - متهمة دول الشمال، وخاصة السويد، بتوفير ملاذًا آمن للمسلحين الأكراد المحظورين الذين تقول أنقرة إنهم "إرهابيون".

أردوغان - الذي يسعى لإعادة انتخابه العام المقبل - في موقع قوة بعد إقناع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بوقف حظر صادرات الحبوب الأوكرانية.

وسعى الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الأسبوع الماضي إلى تعزيز ودعم المتقدمين الجدد من خلال السفر شخصيًا إلى أنقرة لمناقشة قضيتهم، قائلًا: "حان الوقت للترحيب بفنلندا والسويد كعضوين كاملي العضوية في الناتو، إن انضمامهم سيجعل تحالفنا أقوى وشعوبنا أكثر أمانًا".

وأكد ستولتنبرغ أن السويد وفنلندا اتفقتا في يونيو/ حزيران على تنازلات، بما في ذلك تلبية طلب تركيا بترحيل أو تسليم "المشتبهين بالإرهاب"، وأضاف: "لقد سلمت فنلندا والسويد اتفاقهما إلى تركيا، حيث أن ضمهما إلى الناتو أمرًا مهمًا لإرسال رسالة واضحة إلى روسيا".

ورحّب أردوغان بالتقدّم المحرز في المحادثات منذ تولي الحكومة اليمينية الجديدة في السويد مقاليد الحكم في أكتوبر تشرين الأول، لكنه كرر يوم الجمعة - للمرة الثالثة خلال شهر - أن برلمانه لن يوافق رسميًا على عطاءات دول شمال الأطلسي الناتو حتى يتخذ البلدان "الخطوات" اللازمة.

وتتهم تركيا السويد بشكل خاص بالتساهل مع حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري وحدات حماية الشعب، بينما أعربت السويد في الماضي عن دعمها لوحدات حماية الشعب وذراعها السياسي، حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).

وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم يوم السبت "هناك صلة وثيقة للغاية بين هذه المنظمات وحزب العمال الكردستاني الذي أدرج في القائمة الإرهابية لدى الاتحاد الأوروبي".

وعلى الرغم من التغيير في الموقف في ستوكهولم، يعتقد بعض المحللين أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا في يونيو 2023 قد تؤخر عطاءات دول شمال الأطلسي.

وتوقع إيلكي تويغور، أستاذ الجغرافيا السياسية الأوروبية في جامعة كارلوس الثالث في مدريد: "سيصادق الجانب التركي على عضويته عندما يشعر أن هذه هي أفضل لحظة لصرف تلك البطاقة".

وقال لفرانس برس "أفترض أن الضغط سيرتفع في غضون ذلك (لكن) أشعر أن العديد من دول الناتو تفترض بالفعل أن التوسيع سيكون العام المقبل، وربما حتى في النصف الثاني من العام المقبل".

ومن المفترض على نطاق واسع أن تركيا تحاول أيضًا التفاوض بشأن أشياء أخرى "يمكن أن تكون طائرات F16، ويمكن أن يتعلق الأمر بعلاقتها الشاملة مع روسيا".

وعلى صعيد آخر، هدد أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الأمريكي بمنع بيع طائرات مقاتلة أمريكية من طراز F16 لأنقرة ما لم تنهي تركيا نزاعها مع اليونان بشأن الحدود البحرية ومكامن الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط.

وامتنعت تركيا، التي تسعى إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من أوكرانيا وروسيا، عن الانضمام إلى العقوبات الغربية على موسكو وحصلت على نظام دفاع صاروخي روسي بينما تزود كييف بطائرات بدون طيار مقاتلة.

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي: "يبقى أن نرى ما إذا كان أردوغان يعتقد أن لديه ما يكفي من علامات حسن النية من السويد، وبالتالي فإن من مصلحته السياسية والعسكرية إعلان النصر، أو إذا كان يعتقد أن التمسك بالخط الحالي سيخدم حملة إعادة انتخابه".

ومع ذلك، قال المصدر إنه لا تزال هناك "فرصة معقولة" لأن يصادق البرلمان التركي على عطاءات دول شمال الأطلسي الناتو قبل انتخابات يونيو 2023.